قذف الأسيد على وجه الأردن الجميل!
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/22 الساعة 00:23
يجري على الفيسبوك والواتساب وغيرهما من منصات التواصل الاجتماعي تعميم وتبادل كتابات وصور واخبار واشرطة فيديو في عمومها وأغلبها، ركيكة منقولة منحولة في بعضها «فوتو شوب» وتلفيق في الترجمة او تزوير في المحتوى او وضع غانية في حضن داعية، معظمها ببغاوية «كوبي بليست» ساذجة مليئة بالاخطاء النحوية، هزيلة الصياغة، يوزعها الموزعون لمجرد انها تحمل شحنة كبيرة من السباب او المبالغة او جلد الذات والوطن والنظام العام والنظام السياسي.
بصدق وبدقة، فإن هذه الكتابات تثير في النفس الريبة والشك من كتابها ومعمميها، لان هدفها الواضح النهائي، او فلنقل إن نتيجتها النهائية، هي زعزعة ثقة المواطن ببلده وبنظامه السياسي والاقتصادي والمالي والأمني والعسكري، بغض النظر عن حسن او سوء نوايا كاتبي وناقلي تلك الكتابات. ولا يهم في النتيجة ان كان كاتبها وطنيا طيبا غيورا على مصلحة وطنه، او كان مغرضا ومن الطابور الخامس الموجود في اوساطنا، يدس هذه الكتابات وفق خريطة طريق مرسومة، تنفذها شبكات محترفين تتلون بيننا تحت يافطات وادعاءات كثيرة.
كتابات ومواد إعلامية ليس فيها «أدب» ولا فكر ولا جمال ولا ذوق، ولا حثُّ على الخير والحق والأمانة ومخافة الله. بل هي موجات تسونامي متلاحقة من الانتقاص والتشكيك والعدمية والانهزامية، تنطوي على شحنات من الاحباط والتيئيس والتحطيم تشمل الذات والموضوع، الخاص والعام. تطلق اشاعات ومهاترات ثقيلة وتتوسل بارقام مبالغ فيها مضروبة بـ 1000 ضعف أحيانا.
نقرأ كتاباتٌ هي اسيدٌ مركزٌ يتم دلقه على وجه الاردن الجميل، بالزعم ان البلد مفلسة. وانها واقعة. وان الطاسة ضايعة. وانها سارحة والرب راعيها. وانها لا حسيب فيها ولا رقيب عليها. وانها قربة مخزوقة خربانة وثقب اسود هائل لا يردم. وان الفتق اتسع على الرتق.
يهدف ذلك التشويه والزن والتعبئة لتصوير ان الأردن دولة فاشلة. وبلد تعيس. فهلموا الى البحث عن بديل يتمثل في شراء شقق وفلل ومنازل في قبرص وتركيا ودبي وغيرها من الدول التي يندفع الأردنيون الموسرون اليها وخاصة الذين اغتربوا وكانوا عماد الدار في تحويلاتهم واستثماراتهم التي تركزت بداية في بلدهم فطفشهم البيروقرط والفساد والغلاء. وهاهو الطابور الخامس يفتح لهم كرادورا واسعا للفرار بمدخراتهم وللنجاة من مصير قاتم قادم.
من واجب العملاء صب الاسيد واطلاق الاشاعات واختلاق الاحداث وتحويل الأبيض الى اسود والأسود الى ابيض. إن ذلك من صميم أدوارهم التي يقبضون لأدائها. الذي نناشده هنا هو ابن الأردن الطيب الأمين الغيور الذي يفتدي ترابها بروحه وماله. هذا المواطن الذي املنا ان لا ينخرط في حفلات الزار المشبوهة هذه وان يتوقف عن حمل السواد والاسيد وتعميمه دون تبصر او تطلع الى نتائجه الضارة.
فلنتناول الحكومة ولا نتناول البلد.
فلننتقد أداء الوزير والمدير العام والأمين العام ونؤشّر على اخطائه، فكل الوزراء خطاؤون ويحتاجون الى من يلفت انظارهم الى أخطاء سياساتهم، أو الى أخطاء تنفيذها. فلنفعل ذلك ولو بافراط حتى، دون التعرض الى شخص الوزير والمدير العام والأمين العام واسرته.
ان في وطننا الأردن صلابة هائلة وقوة ضخمة وإمكانات متنوعة وثروات متوزعة منتشرة على امتداد مساحته. كما ان عندنا فسادا متوحشا متغولا، انكشف بعضه في الفوسفات ولا يزال بعضه مستترا. هذا الفساد لا يرحم جضيعا ولا رضيعا، ولذلك يجب ان تكون مكافحته قاصمة لا ترحم، وعلينا من اجل ذلك ان نطور تشريعاتنا وان نستورد ما لدى شعوب الأرض من آليات مكافحة مجربة، لتخف غلواؤه على فقرائنا ومعوزينا ولنتمكن من الاقتصاص من مقارفيه المجرمين.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/22 الساعة 00:23