الرشيد يكتب: منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/18 الساعة 18:27
د. المهندس سامي الرشيد
يعقد في كانون الثاني من كل عام مؤتمر اقتصادي عالمي في منتجع دافوس شمال سويسرا في اعلى جبال الالب ،وقدبدأ ذلك منذ عام 1971م لطرح وبحث امور مختلفة للذين يدافعون عن العولمة،وجزء منهم ينتقدونها وهم قادة العالم السياسيين والاقتصاديين والعلماء والاجتماعيين ورجال الاعمال وغيرهم.
في عام 1989انعقد مؤتمر دافوس بحضور 1500مشارك حيث كنت شخصيا من المشاركين في ذلك العام.
جاء الاوروبيون في ذلك العام ليطرحوا موضوع الاتحاد الاوروبي ليبدأفي 1992م،لكن الامريكان هاجموهم وقالوا ان مشروعكم فاشل ولن يتم الاتحاد ،حيث ان اوروبا لايمكن ان تتوحد وليس بهامقومات وحدة وهم مختلفون في العرق والدين والتاريخ والعملات واللغات ويوجد عداوات منذ الحروب العالمية الاولى والثانية ولا يوجد سبب لتوحيدهم ،وكذلك لديهم منافسات في صناعاتهم واختلاف المطارات والحدود وغيرها من الاسباب.
لقد انبرى لهم ريمون بار وئيس وزراء فرنسا السابق وغنتشر وزير خارجية المانيا في ذلك الوقت ،حيث اعلنوا انهم درسوا جميع الاحتمالات ولديهم القناعة التامة بنجاح مشروعهم ،ولم يتفق مع الامريكان الا 4دول من جنوب شرق آسيا وهم النمور الأربعة الذين هم كانوا في فلك امريكا.
وها هي اوروبا قد توحدت وعملت عملة موحدة هي اليورو وعملت فيزا موحدة هي الشنجن والجمارك المشتركة وهم الآن يسعون لعمل الولايات الاوروبية المتحدة على غرار الولايات المتحدة الامريكية.
في تلك السنة ايضا تم تخفيض سعر برميل النفط وطالبوا العراق ان يقوم بتسديد ما عليه من ديون للضغط عليه، فقام وزير المالية العراقي معلنا من له ديون على العراق فليحضر ونحن جاهزون لتسديدها فورا.
حضر 3000 مشارك في هذا العام تحت عنوان :خلق مستقبل موحد في عالم ممزق.
لقد اعترض رئيس وزراء الهند نارندامودي على هذا العنوان في الكلمة الافتتاحية التي القاها وهويدافع عن العولمة قائلا يجب ان يغير العنوان الى:توحيد عالم مجزأ في مستقبل مشترك ،حيث جاء يحمل تراث الهندوسية الثقافية علها تفيد في علاج امراض الراسمالية والعولمة ،وقد ايدوه لتغيير العنوان لايجابيته والابتعاد عن الانانية التى اكتسى بها العنوان الاصلي.
قال ان المجزأ في عالمنا المعاصر لا يقتصر على المجتمع الدولي والدول بل يمتد الى الانسان الفرد.
هذا الانسان الغارق في في استخدام وسائط الاتصال الاجتماعي التي ربما نجحت في جعلنا نتواصل ببعضنا بعضا بيسر وسهولة ولكنها فشلت تماما في تجميعنا، تركتنا نتواصل لكن كلا منا بمكانه .
السوشال ميديا اثبتت انها وسيلة اتصال وليست وسيلة تجميع،نحن في الغالب وبفضلها نتكلم ولكننا لا ننصت ،نتشارك في الاخبار والاراء ولكننا لانتشارك في الرؤى، لا بد من العودة الى ممارسة التأمل وانتصار الفرد على نفسه . لقد اعلنت ميراكل مستشارة المانيا ان اوروبا هي الحل ، لكن ترامب اعلن ان امريكا اولا !!!
لكن يجب الانتباه الى قرار المستقبل بيد من يمتلك المعلومات ،ويجب العودة للتأمل والخروج من أزمات العولمة،أما الرئيس الفرنسي ماكرون فقد قال بأنني اتعامل مع هذا المؤتمر على اعتباره الثيرموميتر الأدق لقياس درجة صعود وهبوط أزمة الرأسمالية العالمية ،وقد ساوى بين الرأسمالية والعولمة،وقال ان العولمة تمر في أزمة كبر ى منذ ان تسببت في انعاش الحركات والنعرات القومية في القارة الاوروبية،وكذلك انتعشت في امريكا أيضا حيث يتزعم الرئيس نفسه تلك الحركات التي أتت به للحكم ،وقال ان العولمة تغافلت عن الطبقات الدنيا والتي استفاد منها النجوم من أصحاب الر اسمالية وقادتها،وقال ان الفكرة الاوروبية هي القادرة على اخراج الطبقة الوسطى من ورطتها ووقف انحسارها ،وقال ان التوازنية الوسطية التي تؤمن بها اوروبا هي المخرج لكل مشكلات الراسمالية المعاصرة .
لقد ذكر ان الهجرة حقيقة وليست قضية ،فالقضية تنتظر حلا أما الحقيقة تبقى في حاجة لمن يديرها ويحسن التعامل معها . لكن المشاركين ناقشوا كثيرا من القضايا ،منها القفز الى العام 2020م،مستقبل العالم العربي ،والانقسام المجتمعي،وعصر جديد من الصحة العالمية ،ونموذج جديد للنمو في ظل اقتصاد بازغ وحوكمة رشيقة،في ظل زمن الثورة الصناعية الرابعة،والتعليم من أجل الثورة الصناعية الرابعة،والجسور في مواجهة الحدود،وأزمة المهاجرين والنازحين وهل يمكن العيش في ظل الاحتكار ،واجندة جديدة من أجل مستقبل اوروبا الوسطى والشرقية،والديموقراطية في زمن ما بعد الحقيقة ،ونحوايجاد توازن جديد في الشرق الاوسط ،والتنوع في ان نكون أحرارا ومتساويين . نشير هنا ان مؤسسة اوكسام التنموية الدولية قد نشرت تقريرا العام الماضي يفيد بان ثروة 8أفراد الأكثر غنى في العالم ،تساوي مالدى 4مليارات مواطن يعيشون على الارض .
أما في هذا العام فأفادت ان: 82% من ثروة العالم يمتلكها 1%من اُثرياء الكوكب. لذا يجب اتخاذ قرارات راديكالية من قادةالعالم لانقاذ شعوب العالم وابعاد اللامساواة عنهم. مع العلم ان ريتشارد هاس كان قد اصدر كتابا في 2017 في نيويورك بعنوان ( عالم مبعثر )، (السياسة الخارحيةالامريكية وأزمة النظام القديم ). يعتبر هاس احد اعمدة مؤسسة السياسة الخارجيةالأمريكية،فقد شغل منصب كبير مستشاري شؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي في عهد الرئيس جورج بوش الاب ،كما انه يشغل منصب رئيس اهم مركز فكري للسياسة الخارجية ،وهو مجلس العلاقات الخارجيةفي نيويورك،الذي ينشر أهم مطبوعة في السياسة الخارجية هي (فورن أفيرز). يتحدث الكاتب عما كان قائما من نظام،ليس بوصفه منظما ،لكن بوصفه ذا قواعد وقوانين منتظمة يقوم عليها النظام الدولي ،فالنظام الدولي سابقا وحاضرا تعتريه الفوضى والخلاف والاختلاف والتضارب والحروب، واحيانا كسر القواعد الضابطة للنظام. لقد تراجع الدور الامريكي الذي ادى بالنتيجة الى صفعة في ادارة ذمة العالم . في النهاية فان الخلل يكمن في غياب الوعي أحيانا والارادة أحيانا أخرى، او الاثنتين معا في تحقيق التكاتف الدولي المطلوب لمعالجة اسباب تلك المعاناة من جذورها مهما بلغت قوته. لذا لن ينجو احد من نيران تلك المعاناة مهما بلغت قوته ،ولن يستطيع احد الادعاء انه بمقدوره وحده التوصل الى حلول لهذه التحديات والمعضلات التي تولد تلك المآسي ،بل يستلزم الامر تعاونا دوليا قائما على الاقرار، بقدرة كل طرف على المساهمة بالفكر والاجتهاد والعمل، كل وفق امكانياته وصولا الى حماية البشرية من الحال التي هي منه ووقف التدهر،والتحرك في الاتجاه المعاكس لبدء حل المشكلات والتداعيات الانسانية. لأن الانسان هو القيمة الاهم والاغلى في الاجيال الحالية والقادمة.. dr.sami.alreashid@gmail.com
السوشال ميديا اثبتت انها وسيلة اتصال وليست وسيلة تجميع،نحن في الغالب وبفضلها نتكلم ولكننا لا ننصت ،نتشارك في الاخبار والاراء ولكننا لانتشارك في الرؤى، لا بد من العودة الى ممارسة التأمل وانتصار الفرد على نفسه . لقد اعلنت ميراكل مستشارة المانيا ان اوروبا هي الحل ، لكن ترامب اعلن ان امريكا اولا !!!
لكن يجب الانتباه الى قرار المستقبل بيد من يمتلك المعلومات ،ويجب العودة للتأمل والخروج من أزمات العولمة،أما الرئيس الفرنسي ماكرون فقد قال بأنني اتعامل مع هذا المؤتمر على اعتباره الثيرموميتر الأدق لقياس درجة صعود وهبوط أزمة الرأسمالية العالمية ،وقد ساوى بين الرأسمالية والعولمة،وقال ان العولمة تمر في أزمة كبر ى منذ ان تسببت في انعاش الحركات والنعرات القومية في القارة الاوروبية،وكذلك انتعشت في امريكا أيضا حيث يتزعم الرئيس نفسه تلك الحركات التي أتت به للحكم ،وقال ان العولمة تغافلت عن الطبقات الدنيا والتي استفاد منها النجوم من أصحاب الر اسمالية وقادتها،وقال ان الفكرة الاوروبية هي القادرة على اخراج الطبقة الوسطى من ورطتها ووقف انحسارها ،وقال ان التوازنية الوسطية التي تؤمن بها اوروبا هي المخرج لكل مشكلات الراسمالية المعاصرة .
لقد ذكر ان الهجرة حقيقة وليست قضية ،فالقضية تنتظر حلا أما الحقيقة تبقى في حاجة لمن يديرها ويحسن التعامل معها . لكن المشاركين ناقشوا كثيرا من القضايا ،منها القفز الى العام 2020م،مستقبل العالم العربي ،والانقسام المجتمعي،وعصر جديد من الصحة العالمية ،ونموذج جديد للنمو في ظل اقتصاد بازغ وحوكمة رشيقة،في ظل زمن الثورة الصناعية الرابعة،والتعليم من أجل الثورة الصناعية الرابعة،والجسور في مواجهة الحدود،وأزمة المهاجرين والنازحين وهل يمكن العيش في ظل الاحتكار ،واجندة جديدة من أجل مستقبل اوروبا الوسطى والشرقية،والديموقراطية في زمن ما بعد الحقيقة ،ونحوايجاد توازن جديد في الشرق الاوسط ،والتنوع في ان نكون أحرارا ومتساويين . نشير هنا ان مؤسسة اوكسام التنموية الدولية قد نشرت تقريرا العام الماضي يفيد بان ثروة 8أفراد الأكثر غنى في العالم ،تساوي مالدى 4مليارات مواطن يعيشون على الارض .
أما في هذا العام فأفادت ان: 82% من ثروة العالم يمتلكها 1%من اُثرياء الكوكب. لذا يجب اتخاذ قرارات راديكالية من قادةالعالم لانقاذ شعوب العالم وابعاد اللامساواة عنهم. مع العلم ان ريتشارد هاس كان قد اصدر كتابا في 2017 في نيويورك بعنوان ( عالم مبعثر )، (السياسة الخارحيةالامريكية وأزمة النظام القديم ). يعتبر هاس احد اعمدة مؤسسة السياسة الخارجيةالأمريكية،فقد شغل منصب كبير مستشاري شؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي في عهد الرئيس جورج بوش الاب ،كما انه يشغل منصب رئيس اهم مركز فكري للسياسة الخارجية ،وهو مجلس العلاقات الخارجيةفي نيويورك،الذي ينشر أهم مطبوعة في السياسة الخارجية هي (فورن أفيرز). يتحدث الكاتب عما كان قائما من نظام،ليس بوصفه منظما ،لكن بوصفه ذا قواعد وقوانين منتظمة يقوم عليها النظام الدولي ،فالنظام الدولي سابقا وحاضرا تعتريه الفوضى والخلاف والاختلاف والتضارب والحروب، واحيانا كسر القواعد الضابطة للنظام. لقد تراجع الدور الامريكي الذي ادى بالنتيجة الى صفعة في ادارة ذمة العالم . في النهاية فان الخلل يكمن في غياب الوعي أحيانا والارادة أحيانا أخرى، او الاثنتين معا في تحقيق التكاتف الدولي المطلوب لمعالجة اسباب تلك المعاناة من جذورها مهما بلغت قوته. لذا لن ينجو احد من نيران تلك المعاناة مهما بلغت قوته ،ولن يستطيع احد الادعاء انه بمقدوره وحده التوصل الى حلول لهذه التحديات والمعضلات التي تولد تلك المآسي ،بل يستلزم الامر تعاونا دوليا قائما على الاقرار، بقدرة كل طرف على المساهمة بالفكر والاجتهاد والعمل، كل وفق امكانياته وصولا الى حماية البشرية من الحال التي هي منه ووقف التدهر،والتحرك في الاتجاه المعاكس لبدء حل المشكلات والتداعيات الانسانية. لأن الانسان هو القيمة الاهم والاغلى في الاجيال الحالية والقادمة.. dr.sami.alreashid@gmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/18 الساعة 18:27