لماذا تلقى الأردن دعما إضافيا من واشنطن رغم تهديدات ترامب؟
مدار الساعة - ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد باتخاذ إجراءات عقابية ضد الدول التي عارضت قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلا أن كبير دبلوماسي الإدارة منح الأردن معونات مالية إضافية.
ويصف التقرير، اللقاء بأنه كان وديا جدا مقارنة مع زيارة نائب الرئيس مايك بينس الشهر الماضي، حيث وقع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون اتفاقا ضمن للأردن معونة سنوية بـ1.3 مليار دولار على مدى الخمس سنوات القادمة.
وتلفت الصحيفة إلى أن رزمة المساعدات هذه، وهي زيادة عن المبلغ الحالي، وهو مليار دولار، تعد أمرا مثيرا للدهشة، خاصة أن إدارة ترامب اقترحت وقف معظم المساعدات الخارجية.
ويجد التقرير أن قرار زيادة المساعدة يعكس الدور المهم الذي أداه الأردن في قتال المتطرفين في المنطقة، واستقبال ملايين اللاجئين السوريين.
وتقول الصحيفة: "يبدو أن هذه المساعدة تظهر مكانة الأردن لدى الإدارة، خاصة فيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مع أن الأردن كان من بين 128 دولة صوتت على قرار الأمم المتحدة الذي شجب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية قبل شهرين".
ويورد التقرير نقلا عن سفيرة ترامب في الأمم المتحدة نيكي هيلي، قولها إنها "ستسجل أسماء" الدول التي تحظى بدعم الأمريكيين، والكيفية التي ستصوت فيها هذه الدول، مشيرا إلى أنه عندما زار بينس الأردن في كانون الثاني/ يناير، فإن الملك عبد الله استقبله بنوع من البرودة، وقام بالمحاضرة عليه بسبب إعلان القدس، وقال: "بالنسبة لنا فإن القدس هي مهمة وأساسية للمسلمين والمسيحيين، كما هي لليهود"، وأضاف: "هي مفتاح للسلام في المنطقة".
وتفيد الصحيفة بأن المسؤولين الأردنيين لم يبدوا أي نوع من المظاهر المحاضرة مع تيلرسون، والتقاه الملك عبد الله الثاني بعيدا عن الأضواء، لافتة إلى أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قام بتوقيع اتفاق المساعدة مع تيلرسون، ولم يشر إلى قرار القدس إلا عندما سئل، فقال الصفدي: "كما تعلمون، فإن موقفنا من القدس كان واضحا، وننظر لقضايا المرحلة الأولى على أنها تحتاج للتفاوض حولها بين الأطراف، بناء على الحل النهائي"، وأضاف: "التحدي هو المضي للأمام وعدم ترك الأمور تزداد سوءا".
ويذهب التقرير إلى أن "الرد اللطيف جاء بسبب مضي أسابيع على القرار، أو ربما لوقوف بينس خلف ترامب مبتسما عندما أعلن عن قراره حول القدس، أما تيلرسون فلم يكن ظاهرا، أو لأنه حاول الضغط على ترامب لتخفيض الدعم للأونروا بدلا من إلغائه تماما، كما طالبت هيل والمسؤولون الآخرون في البيت الأبيض، وتدعم الوكالة المدارس والعيادات التي تقدم الخدمة لآلاف اللاجئين".
وتبين الصحيفة أن تيلرسون كان واضحا خلال زيارته الشرق أوسطية بأنه لا علاقة له بخطة ترامب التي ينتظرها الجميع، بشأن التسوية في الشرق الأوسط، مستدركة بأنه رغم قوله إن الخطة في مرحلة متقدمة، إلا أنه قال إن الأمر يعود لترامب لتحديد موعد الإعلان عنها.
ويلفت التقرير إلى أن مستشار وصهر الرئيس، جارد كوشنر، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، يشرفان على الخطة، واستبعدا منها تيلرسون ووزارة الخارجية، مشيرا إلى أن الفلسطينيين رفضوا المشاركة في المحادثات؛ احتجاجا على الخطة، مع أن ترامب سيعلن عنها قريبا.
وتنقل الصحيفة عن تيلرسون، قوله: "شاهدت عناصر من الخطة التي يتم تطويرها منذ عدة أشهر، وتشاورت معهم حول الخطة، وأشرت إلى بعض الملامح التي تحتاج إلى مزيد من العمل".
وينوه التقرير إلى أن رحلة تيلرسون، التي تزامنت مع إعلان ترامب عن ميزانية عام 2019، التي شهدت تخفيضا في النفقات على الصحة العالمية بنسبة 30%، لم تشمل إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإن ملايين الأفارقة يعتمدون على علاج لمرض الأيدز، الذي يشترى من أموال الدعم الأمريكي، لافتة إلى أن تيلرسون عبر عن أمله في مشاركة دول أخرى في دعم منظمات الإيدز، في الوقت الذي تتراجع فيه المعونات الأمريكية.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن واحدة من الدول التي زادت المعونات هي الصين، إلا أن تيلرسون قضى الأسبوع الماضي في أمريكا اللاتينية، محذرا دولها من تلقي الدعم الصيني.عربي21