داخل أم خارج الصندوق

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/22 الساعة 01:35

هناك كليشيه جاهزة يتم اللجوء إليها يومياً من قبل سياسيين وإعلاميين وهي الدعوة للتفكير خارج الصندوق دون أن يتفضل أحد بتوضيح ما هو على وجه التحديد خارج الصندوق المرغوب فيه ، وما هو داخل الصندوق المطلوب التخلي عنه.

هذا الشعار يفترض أن التفكير داخل الصندوق أدى إلى الفشل ، واوصلنا إلى حالة مزرية ، فهل هذا صحيح ، ولماذا إذن يشيد العالم بإنجازات الأردن وتطوره بالرغم من شح الموارد ، وكيف استطاع الأردن أن يستوعب كل هذا اللجوء العربي من فلسطين وسوريا والعراق وغيرها.

لسنا مستعدين للخروج من الصندوق قبل أن يقول لنا هؤلاء الدعاة ماذا يوجد خارج الصندوق من سياسات وقرارات من شأنها تغيير الحال التي لا تعجبهم إلى حالة يرضون عنها ، فليس من الحكمة القفز إلى المجهول بحجة عدم الرضا عن المعلوم.

الحل في نظرهم سياسات من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي ، ورفع مستوى المعيشة ، وزيادة الإنتاج ، وإيجاد فرص عمل ، وسد عجز الموازنة العامة ، وتخفيض المديوينة ، وتشجيع الاستثمار ، ومحاربة الفساد ، إلى آخر المسلسل المعروف.

لكن هذه ليست أفكاراً خارج الصندوق ، بل هي أهداف معروفة ومطلوبة خارج وداخل الصندوق ودائماً. المفروض أن تكون هناك أفكار خارج الصندوق لا تقول لنا ماذا نريد ، فهذا معروف ، بل تجيب على السؤال الأساسي ما العمل؟ ماذا سيقدم لنا دعاة الخروج من الصندوق إذا أعطوا الفرصة؟ أغلب الظن أنهم سوف يعودون إلى الصندوق باختيارهم ، ويواصلون المسيرة.

المفروض أن هناك حلولاً خارج الصندوق لا يراها الذين يفكرون داخل الصندوق ، فما هي هذه الحلول؟.

يقال لنا أن المفكرين خارج الصندوق يريدون حل الأزمة الاقتصادية بدلاً من الاستمرار في سياسة الجباية والسطو على جيوب المواطنين.

حسناً ، لنفرض أن الحكومة خفضت الضرائب بدلاً من أن ترفعها لإرضاء النواب ، وأنها زادت دعم السلع والخدمات لإرضاء الشـارع بدلاً من أن تخفض الدعم ، فهل سيؤدي ذلك إلى حل الأزمة الاقتصادية أم تفاقمها؟.

بعض الشعارات الرنانة لها وقع جيد في الآذان ، ولكنها فقاعات فارغة بدون أي محتوى.

إحدى القوائم الانتخابية في الدائرة الثالثة رفعت شعاراً خلال حملة الانتخابات البرلمانية الاخيرة يقول: (نعم لزيادة الرواتب لا لزيادة الضرائب) فهل يقع هذا الفكر داخل الصندوق أم خارجه.

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/22 الساعة 01:35