العبادي يكتب: أمن واستقرار الأردن.. أولاً وأخيراً

مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/12 الساعة 11:21
بقلم محمد مناور العبادي * فجأة نشط حاقدون على امن واستقرار الوطن وتلاحم مواطنيه، ليستغلوا ارتفاع الاسعار، لزرع الفوضى، ونشر الكراهية، وتحريض الاردنيين على وطنهم،عبر فيديوهات، وصور، وصفحات جديده، على مواقع التواصل الاجتماعي، معظمها قديم او مفبرك او جرى تصويره بحرفية ومهنية، لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه داعش في السنوات الاخيرة، التي تلت عقودا من المؤامرات الفاشلة على المملكة، استغلت كل ما يمكنها استغلاله، لتدمير الاردن، وتحويل شعبه الى لاجئين، كما فعلوا في دول شقيقة لنا، ابتدأ التآمر عليها بحراك شعبي محدود جدا،اتسع مع اخطاء متبادلة من الشعب والسلطات المسؤولة، في تلك الدول، حتى اتسعت الهوة بين الجانبين فكان ما كان. واليوم، وبعد ن اتخذت الحكومة اجراءاتها الاقتصادية الاخيره،وهي شر لابد منه، تفتحت شهية الحاقدين، واعتقدوا ان تحقيق احلامهم المريضه قد اصبح وشيكا، كما اعتقد من سبقهم ممن فشلوا وعلى مدار عقود من الزمن في تحقيق اهدافهم الخبيثة، وبقي الاردن الاكثر امنا واستقرارا وسلاما في المنطقة. ابتدأت مؤامرتهم بالقول ان الاردن بات وحيدا وان حلفاءه في العالم تخلوا عنه وان دوره قد انتهى في المنطقة.. رغم ان العلاقات الاستراتيجية مع حلفاء الاردن لم ولن تتغير. تبع ذلك مباشرة توقيت رسمي غير موفق في رفع اسعار عشرات السلع، في مقدمتها الخبز، الذي تعتبر الفئات الاكثر فقرا، الاكثر استهلاكا له..فجاءت اللحظة المناسبه للحاقدين لينفثوا سمومهم، وتصورا ان اللحظة السوداء المناسبة قد جاءت لتحقيق ما عجزوا في كل مره سابقه عن تحقيقه.
فكانت المظاهرات العفوية، والوقفات الاحتجاجية، هي هدفهم الاول، لاستغلالها لدفع شباب متحمسين لوطنهم، لاطلاق هتافات تحريضية تخريبية والاساءة لكل شيء في الوطن، بما في ذلك حرق المؤسسات واغلاق الطرق، واشعال الاطارات، بل وتبرير عمليات سطو مسلحه حدثت بقدرة قادر فجأة حتى وصل عددها الى اكثرمن 15 حادثة سطو مسلح خلال اقل من شهر، رافقتها اشاعات وافتراءات وصور قديمة او مفبركة وفيديوهات كاذبه مختلقة تم انتاجها بطريقة حرفية، اضافة لنشر انباء ملفقة، وتحليلات ليس في مكانها، عما يحدث في الوطن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض الصحف الخارجية، وظهرت اسماء وهمية استغل اصحابها الاحتجاجات الاردنية على ارتفاع الاسعار، لتحويل الغضب الشعبي وهو مقبول، الى ممارسات ضد الوطن والمواطنين. ولم يتركوا سلبية الا واقترفوها، على امل تحقيق احلامهم المريضة، ولم يخجلوا من الكذب والتزوير والخداع، متبعين نظرية نازية اوجدها وزير الاعلام الهتلري الالماني يوزف جوبلز الذي كان يقول لهتلر في وصف مايقوم به اعلاميا لتسويق هتلر ونازيته اكذب واكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس وبقي يكذب حتى انهارت احلام سيده، وهو ما سيحدث للغربان السوداء، التي تنعق ليل نهار، وفي كل زمان ومكان، والتي ستكون مزبلة التاريخ بانتظارهم. قد تكون الحكومة اختارت التوقيت الخطأ لاتخاذ القرار الخطأ، الا ان ذلك لايبرر لاي كان ان يستغل ذلك لنشر الفوضى وعدم الاستقرار، وان يستغل ليونة الاجهزة في التعامل مع التحركات الشعبية بحرفية ومهنية امنية عالية، ذلك ان الاردن بالمقاييس الدولية دولة حرة تسمح بالتظاهر، ولكن في حدود القانون، وتسمح بالاحتجاجات، ولكن دون اتهامات لهذا المسؤول او ذاك دون اثباتات كافية، تسمح بحرية النشر، ولكن ليس للاساءات غير المدعومة ببراهين، تسمح بالتحليلات السياسية ولكن ليست تلك المجيرة لتحقيق اهداف خبيثىة، او التمهيد لتحقيقها. الاردن لكل الاردنيين ولكل العرب، وهو الحارس الامين والبوابة الحصينة لكل الدول العربيه، مما يستدعي ان يحافظ كل العرب عليه، وان يتكاتف الاردنيون،من كل المنابت والاصول لحمايته، ليس مما قد يخطط له خارجيا فحسب، بل من حماس البعض من ابنائه حتى لا نقلب حماسهم لحب الاردن الى ايذائه، فيطبقون المثل الشعبي القائل ومن الحب ماقتل. سنحب الاردن ولكن بعقلانية تتناسب والقرن الحادي والعشرين، وتاريخ الاردن المشرق بالعطاء وبالانجازات، والذي تحطمت على صخرته وعلى مدى قرن من الزمان كل المؤامرات، وبقي طودا شامخا مرفوع الراس، هامته عالية، وطموحاته بقدر هامته المرتفعة، التي لم تنحي يوما لعاصفة او ازمة، بل ان الازمات والعواصف زادت الاردن صلابة وقوة واقتدارا وشموخا • صحفي وباحث
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/12 الساعة 11:21