القطط السمان
لابد من الاشارة بوضوح وباصبع السبابة الى تآكل الطبقة الوسطى في المجتمع الاردني واصبحت تتقلص بشكل ملفت للنظر واذا ما استمر الحال على ذلك فان هذه الطبقة ستتلاشى كما لا بد من استخدام ذات الاشارة ايضا الى اتساع رقعة الطبقة الفقيرة او العاملة او الطبقة الكادحة خلال تقليص الطبقة الوسطى على حساب الطبقة الدنيا والفقيرة وذلك لاسباب تردي الاوضاع الاقتصادية التي توصف بالصعبة التي يمر بها الوطن والمواطن كما هو الحال في كثير من دول العالم الثالث والفضل يعود في ذلك لتفشي البطالة بانواعها المقنعة وغير المقنعة والفساد والمحسوبية وغيرها من الامراض الاجتماعية والاقتصادية الاخرى مما يبعث على القلق والشعور بعدم الامان الاجتماعي والطمأنينة وهنا لابد من ضرورة تدخل اصحاب القرار والنفوذ لايجاد حلول سريعة وعملية ودائمة للمحافظة على الطبقة الوسطى من التآكل وتقليص الطبقة الفقيره.
وهنا ايضا نشاهد باعيننا وبقوة كبيرة ان القطط السمان تزداد سمنة واولاد القطط السمان ستستولي على كل ما هو حولها ولغيرها حتى اصبحت هذه القطط وابناؤها هم فقط الذين يركبون السيارات والمركبات الفارهة ويعيشون في حياة اكثر من الرغد وسيستولون على مقدرات الوطن والشعب والوظائف العليا بالوراثة ايضا دون ان يستطيع احد ان يضع حدا لعربدة هذه القطط.
مفهوم او اصطلاح القطط السمان استخدم لاول مرة في مصر في النصف الثاني من العقد السابع من القرن الماضي اي بعد الانتصار الذي تحقق في تشرين اول عام 1973 وخروج مصر السادات من الشارع الاشتراكي واقتصاد الاشتراكية الى الانفتاح الرأسمالي وهنا زادت اعداد القطط السمان وزادت اوزانها فاستخدم الاعلام المصري في ذلك الوقت مصطلح او مفهوم القطط السمان وظل الحال على ما هو عليه حتى آلت الامور الاقتصادية الى ما آلت له من الانحسار وصعوبة الحياة الجماهيرية التي يعيشها الاخوة المصريون ذكرت كل هذا من مصطلح وقصة على رجاء وامل بان لا نصل الى تلك الدرجة الاقتصادية الصعبة بسبب القطط السمان.
صحيح ان دولتنا الاردنية ليست هي الرأسمالية المعهودة او الراقية التي تأخذ من اصحاب رؤوس الاموال والدخل المرتفع لصالح المشاريع التي سيستفيد منها الشعب وليست ايضا هي الدولة الاشتراكية التي لا تأخذ بزمام الاقتصاد حفاظا على لقمة عيش وحياة المواطنين وحمايتهم سواء كانوا من الطبقة الوسطى او الدنيا او حتى من الطبقة العليا ولا ادري كيف نحن في هذا البلد الحبيب نسير في شوارعه الا ان السير فيه هو من ارادة وحماية الله سبحانه وتعالى.
ممكن ان تمر الدولة او اي دولة في العالم بحالة من العجز المالي او القليل من استغلال الثروات الوطنية ولكن على اصحاب القرار واصحاب النخب الوطنية او اصحاب النفوذ المسيطرة والذي يتمتع بوطنية واضحة ان تلتفت تماما وتنظر بان لا يمس الغلاء لقمة العيش ولا ضروريات الحياة من العمل والتأمين الصحي والتعليم والامن لانه ان لم تكن هذه الحماية موجودة فالقطط السمان ستنقض على مقدرات الوطن والشعب وتلتهمها تحت مسميات عدة ومثلا لابد من الكلام بوضوح بان التامين الصحي الذي اوقفته حكومة الملقي مع بداية العالم الحالي يجب ان يعود كما كان مهما كانت الذرائع والمبررات ويجب ان يتعالج المواطن غير القادر بكل يسر وسهولة خاصة الامراض الباهضة التكاليف وتكاليف العلاج كمرض السلطان فمركز الحسين للسرطان الذي كان يسمى مركز الامل للشفاء هو ملك للشعب الاردني بكل الوانه واطيافه ومستواه الاقتصادي حيث ساهم الشعب ببنائه خلال الاتحاد العام للجمعيات الخيرية الذي كان على رأسه الدكتور عبدالله الخطيب والذي فقد فلذة كبده بمرض السرطان فطوى الارض طولا وعرضا حتى استطاع ان يجند كل الشعب والاصدقاء في الخارج لبناء ذلك المستشفى فالحكومة الاردنية في ذلك الوقت لم تدفع شيئا من جيوب خزينتها وكانت التبرعات التي تلقاها مشروع المستشفى من برنامج التلثون هي من جيوب وزكاة المحسنين الاردنيين ومن جميع فئات الشعب وكان عمل شعارا "ان لا يريد مريض بسبب المال" .. ولهذا من حق اي مريض ان يتداوى ويعالج فيه وعلى الحكومة ان تجد المصادر الضرورية لاستمراره على النهج الذي بني من اجله اما ان يتوقف علاج المريض لاسباب واهية غير منطقية لانه يتمتع بتامين صحي والى غير ذلك من هذه الحجج فهي مرفوضة تماما لانه لن يستفيد من هذا العلاج الا القطط السمان وكل من دار حولهم ,, فالشعب يريد ان يعرف كل كبيرة وصغيرة والايام حبلى بالمفاجآت وكفى زيادة وزن وعدد القطط السمان .. فالاجراس بدأت تقرع.