عقول سليمة وأجسام سقيمة !!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/11 الساعة 00:36
هناك مقولة تنسب الى برنارد شو هي ان من يقرر الاهتمام بصحته عليه ان يتنازل عن نصف ما يمكن ان ينجزه، وبالرغم من ذلك فإن برنارد شو عاش اكثر من تسعين عاما ورفض جائزة نوبل؛ لأنها جاءته متأخرة عن موعدها وفي شيخوخته، وحين نقرأ السير الذاتية لفلاسفة وشعراء كبار نشك في صحة القول المأثور عن العقل السليم في الجسم السليم، والحقيقة ان معظم تلك العقول كانت لأجسام سقيمة وليست سليمة، وليس معنى هذا التقليل من شأن الصحة والعناية بها بل لأن هناك من يربي العضلات ليلاكم بها او يصارع مقابل من يتفرغ لتربية عقله وذاكرته، ولسوء حظ هذه الفئة الثانية ان ما يطرأ على العقول من تنمية وانضاج ليس له مظاهر مرئية، بعكس الرياضي الذي تتجسد هويته وهوايته معا في عضلاته! ومن اغرب ما يمكن لنا ان نسمعه او نقرأه هو تلك المواعظ من اجل تجنب القلق، واذكر ان اول عنوان في هذا السياق قرأناه في صبانا وهو دع القلق وابدأ الحياة، ثم اكتشفنا بمضي السنين وتراكم التجارب ان لا حياة تستحق ان تعاش بلا قلق ، لأن القلق هو مصدر الابداع والاسئلة التي تحرر الانسان من شرنقة اليقين، وذات يوم تمنى الشاعر العربي لو انه حجر كي لا يتأثر بشيء او يقلق من شيء ولو كان كشاعرنا القديم يعرف ما يسمى اليوم عوامل التعرية في الطبيعة لأدرك ان الحجر ايضا لا يسلم َ! لكن ثقافة التنبلة والتوكل وانتظار ما تجود به المصادفات ترى في القلق الوجودي عدوا للانسان؛ لأن شعارها غير المعلن هو ان الانسان يعيش بالعلف وحده، وبالتالي لا تفرق بين نصحة الروح وصحة الجسد وسلامة العقل حتى لو كان مقيما في جسم سقيم وليس سليما كما يقال!!! الدستور
  • صحة
  • عرب
  • ثقافة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/11 الساعة 00:36