الثلوج تحاصر أكثر من 500 ألف شخص وتعزل 1205 قرية بالمغرب
مدار الساعة - اعترف رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، بتسبب الثلوج الكثيفة في حصار 514 ألف نسمة من 22 إقليما، ما دفع الحكومة بتعبئة استثنائية من قبل مختلف الجهات المسؤولة لفك العزلة عن المناطق المحاصرة، واعتماد مخطط التدخل للتخفيف من آثار البرد والثلوج عنها.
وأوضح رئيس الحكومة، في كلمة افتتح بها الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، الخميس، أن هذا المخطط يهم 22 إقليما به 1205 دوارا (قرية) تابعا لـ169 جماعة، بمجموع ساكنة تناهز 514 ألف نسمة.
وأشار العثماني إلى وجود مركز قيادة استثنائي خاص على رأسه وزير الداخلية الذي يعمل بتنسيق مع العمال والسلطات الإقليمية، وبتنسيق مع عدد من القطاعات الوزارية في مقدمتها وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك ووزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية، والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية.
وبعد أن أشاد بالدور الذي يقوم به كافة المتدخلين في هذه الظرفية الحرجة التي أملتها أحوال الطقس، أوضح رئيس الحكومة أنه رغم المجهودات المبذولة، إلا أن "هناك صعوبات في بعض المناطق تتجلى أساسا في عدم كفاية عدد آلات إزاحة الثلوج، لأن كثافة الثلوج لم تكن متوقعة، واستدعى الأمر الاستعانة بآلات من مناطق أخرى".
وشدد رئيس الحكومة على الصعوبات التي تعرفها بعض المناطق بسبب سوء أحوال الطقس إلا أنه "لا تثنينا عن التدخل، وفق برنامج مسطر تقوم السلطات المعنية بتنفيذه إلى حين انتهاء فصل التساقطات، وهو برنامج لا يرتكز فقط على فك العزلة عن المناطق التي تعرف كثرة الثلوج، بل يضم تدخلات مرتبطة بالمجال الصحي والتعليمي وغيرهما".
وفي هذا الصدد، أكد العثماني تعبئة الأطر الصحية بمساهمة أكثر من 600 طبيب وأزيد من ألفي ممرض، ناهيك عن تشكيل فرق طبية متنقلة للتنقل إلى المناطق إما التي كانت معزولة وفكت عنها العزلة، أو التي هي بحاجة إلى تدخل.
كما أشار رئيس الحكومة إلى استفادة المناطق المعنية بكثرة الثلوج من المؤن الغذائية والأغطية، ومن احتياطات تهم المستوى التعليمي، إذ تم توقيف الدراسة مؤقتا في حوالي 900 مؤسسة تعليمية. هذا، إلى جانب تزويد السكان بأعلاف الماشية في المناطق المتضررة.
وأكد رئيس الحكومة استمرار التعبئة إلى حين عودة أحوال الطقس إلى طبيعتها، موجها التحية لكل الذين يشرفون على فك العزلة عن المناطق المتضررة، ويقومون بإغاثة المواطنين "هؤلاء يشتغلون في ظروف صعبة ويعانون ونحن ننوه بعملهم، وأقول لهم إن عملكم عمل وطني نبيل، وندعمهم".
وبخصوص وضعية الرحّل، قال رئيس الحكومة إنه يتابع وضعيتهم عن كثب، "لأنهم يعانون من رداءة أحوال الطقس، وأحيانا يصعب تحديد مكان تواجدهم، لكن قوات الدرك الملكي، بتعاون مع السلطات الإقليمية ومع وزارة التجهيز، حاولت بواسطة المروحيات تحديد أماكنهم لنجدتهم والتدخل لفائدتهم وستفك عزلتهم وتوصل إليهم المساعدات الضرورية".
وردا على بعض ما روّج في بعض وسائط التواصل، أوضح رئيس الحكومة أن "المتابعة الإعلامية لهذه الأوضاع مسألة إيجابية، ومنها نستمد بعض المعلومات، لكن أحيانا ترد أخبار غير صحيحة وتنشر صور ولقطات فيديو قديمة، لا علاقة لها بالوضع الحالي، لذا أقول نحن لا نهوّن من وضعية المواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق، لكن لا يمكن تهويلها أو تضخيمها لتفادي خلق نوع من الفزع والهلع لدى المواطنين".
وأعطى العاهل المغربي، محمد السادس، تعليماته إلى القطاعات الحكومية والمصالح المعنية لفك العزلة عن المناطق المتضررة وتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين بها. وأمر بمواصلة المجهودات عبر التعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والبشرية لتخفيف العبء عن سكان المناطق المعنية في مواجهة التداعيات الناجمة عن التقلبات المناخية وسوء الأحوال الجوية.
يذكر أن بعض المناطق بالمغرب، عرفت، منذ أسابيع، تساقطات ثلجية لم تشهد لها مثيلا منذ ستينيات القرن الماضي، أدت إلى قطع عدد من المحاور الطرقية الرئيسية والثانوية، وتسببت في عزل سكان هذه المناطق عن العالم الخارجي، ما دفع عددا من الجمعيات إلى دق ناقوس الخطر لإغاثة المنكوبين المحاصرين بسبب الثلوج، داعين الدولة للتدخل العاجل لإنقاذ حياتهم.