«وصية» أوباما لترامب: قِف في وجه.. «روسيا»!
مدار الساعة ـ نشر في 2016/11/20 الساعة 02:29
محمد خروب
ثماني سنوات قضاها اول رئيس «اسود» للولايات المتحدة الاميركية, وحائز جائزة نوبل للسلام بعد مرور «تسعة» اشهر فقط على انتخابه (9/10/2009)، والرئيس الاكثر استخداماً لعمليات الإعدام او القتل خارج القانون التي انتهجها من خلال الطائرات بدون طيار, في اليمن وافغانستان وباكستان ودول عديدة، فاقت في عدد ضحاياها، ما كان رؤساء سابقون له قاموا بِمثل هذه العمليات المُدانة انسانياً واخلاقياً وخصوصاً قانونياً, رأى فيها كثيرون جرائم حرب، دون ان ننسى ما قارفته ادارة اوباما في المنطقة العربية وخصوصاً سوريا والعراق واليمن ودائماً ليبيا, التي نحت في غزوها الاطلسي, اوباما (الكلمنجي) مُصطلحاً جديداً اسماه «القيادة من الخلف», رغم ان دوره في اسقاط الدولة الليبية وإشاعة الفوضى والخراب فيها, لا يقل بشاعة ودموية عما قارفه ساركوزي (الذي موّل القذافي حملته الانتخابية) وديفيد كاميرون الذي خسِر مستقبله السياسي, بعد استفتاء «البريكست».
اوباما الذي عمّق مأساة الشعب السوري وغضّ الطرف عن ارتكابات جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني, واعتبر المجازر التي ارتكبتها خصوصاً في قطاع غزة ,عبر حروبها «الاربع» التي شنتها على القطاع خلال «ولايتي» اوباما،دفاعا صهيونيا عن النفس, يرفض ان يغادر موقعه, مُبدِياً ولو الحد الادنى من الاسف على الفشل الذريع, الذي لحق بسياسته الشرق الاوسطية وبخاصة ما فعلته ادارته منذ اندلاع ما تم وَصْفُه اميركياً.. بالربيع العربي، وتوتير العلاقات الدولية حدود عسكرتها, على النحو الذي فعله في شرق ووسط اوروبا, عبر إلحاقها «معظمها» في حلف شمال الاطلسي, وايضاً في دعم الانقلاب الفاشي في اوكرانيا واطلاق المناورات العسكرية على حدود روسيا, ونشر الدرع الصاروخية على تخومها, في الوقت ذاته الذي ذهب بأساطيله ومناوراته الاستفزازية نحو المحيط الهادئ وبخاصة بحر الصين الجنوبي (وأيضاً الشرقي) وتحريض الدول المجاورة للصين... عليها, وخلق المزيد من التوتر في علاقاتها.
لهذا فإنه خرج علينا بأسطوانة جديدة/ قديمة تعكس طبيعة «الايديولوجيا» العدوانية التي حكمت مواقفه طوال السنوات الثماني الماضية, حيث حفلت بالوعود الوردية والخُلّبيِّة, لكنها في النهاية لم تسفر سوى عن كوابيس اقرب الى الاكاذيب المعروفة على الطريقة الاميركية, كما هي حال «إغلاق» معتقل غوانتنامو وايضاً اقامة الدولة الفلسطينية في عهده ووقف بناء المستوطنات وغيرها مما استقرّت.. حبراً على ورق.
نقول: خرج علينا في مؤتمره الصحفي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل, بـِ»وصايا» لخلفه الجمهوري دونالد ترامب, طالبه فيها الوقوف في وجه روسيا، وعدم السعي الى تسويات بأي ثمن.. معها.
ولأن اوباما أحد اكبر واكثر الرؤساء الاميركيين تمسكاً بـ»الاستثنائية» الاميركية, فإنه برّر مطالبته ترامب بالقول: آمل ان يكون لدى الرئيس المُنتخَب «الإرادة» بالوقوف في وجه روسيا «عندما» لا تحترم «قِيَمَنا» و»المعايير».. الدولية.
انتبهوا هنا.. لا يُمانِع الرئيس الاميركي التارك, مواجهة روسيا وصولاً الى حرب معها, إذا لم تحترم القِيَم الاميركية (كذا).. وايضاً المعايير الدولية، لم يقل «القانون الدولي» وهو استاذ القانون الجامعي والسناتور في مجلس الشيوخ, يقول: فقط «المعايير» بما هو مصطلح مطّاطِي حمّال اوجه, ويُفَسّْر تِبعاً للزاوية التي ينظر منها.. المرء، ما بالك إذا كان هذا «المرء».. اميركياً؟ ومثال ليبيا «ساطع» في هذا الشأن.
مطالبة اوباما هذه تعكس روح وطبيعة دبلوماسية عهد اوباما, التي اوصلت العلاقات الدولية الى ما هي عليه الان من توتر واصطفافات واحتقانات, قد تفضي الى انزلاق خطير نحو مواجهات عسكرية.
دع عنك الاقتصادية والدبلوماسية التي تجلّت في العقوبات وشلل مجلس الأمن وارتفاع خطر الجماعات الارهابية, وهذا ما تستبطنه تصريحات او تبريرات اوباما في دعوته ترامب لمواجهة روسيا، يقول الرئيس الاميركي في المؤتمر الصحفي مع ميركل: أملي ان لا يتبع الرئيس المنتخب «الواقعية السياسية»، التي تمر عبر «صفقات» مع روسيا، تُريح الولايات المتحدة، بشكل «آني»، لكنها تؤدي الى أضرار «جانبية».. جسيمة.ناهيك عن أن اوباما لم يكن يرى في روسيا سوى دولة من دول «العالم الثالث», فكيف به اليوم «يعترِف بها دولة «عظمى» يُوصي خَلَفَه الوقوف في... وجهَها؟
من السذاجة او التبسيط المبالغ فيه, اعتبار فوز ترامب اكثر كارثية وسوءاً من اوباما، أو ان الأخير حمامة سلام «ومثقف» نادر في «طبقة» الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الابيض, وانه الاكثر كياسة وتواضعاً ودماثة وغيرها من الصفات التي يُطبقها في كل المجالات إلاّ أنه تنكّر لها في السياسة الخارجية؟، والأمور في النهاية تخضع لاختبار «النتائج» وطبيعة وحجم «الإرث» الذي خلّفه هذا السياسي او ذاك، بعد ان غادر موقعه طواعية ام جبراً, ومثال اوباما ساطع وما يزال طازجاً ولا داعي لانتظار حكم «التاريخ» عليه, الذي قد يتأخر كثيراً وربما يخضع لتأثيرات «غير عِلمية», كأن تتم المقارنة بينه وبين «ترامب» مثلاً بعد عام او عامين من وجوده في منصبه، بل ثمة دعوة لمقارنته مع عهد بوش الابن وسلطة المحافظين الجدد التي تغولت «على العالم» طوال ثماني سنوات, وعندها سيخرج المُشكِّكون بنتيجة نحسب أنها لن تكون في صالح اوباما، إذا ما تمت المقارنة تلك, وفق البرنامج والوعود الوردية التي بذلها «اوباما» للاميركيين... وخصوصاً لشعوب العالم. المصدر: الرأي
اوباما الذي عمّق مأساة الشعب السوري وغضّ الطرف عن ارتكابات جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني, واعتبر المجازر التي ارتكبتها خصوصاً في قطاع غزة ,عبر حروبها «الاربع» التي شنتها على القطاع خلال «ولايتي» اوباما،دفاعا صهيونيا عن النفس, يرفض ان يغادر موقعه, مُبدِياً ولو الحد الادنى من الاسف على الفشل الذريع, الذي لحق بسياسته الشرق الاوسطية وبخاصة ما فعلته ادارته منذ اندلاع ما تم وَصْفُه اميركياً.. بالربيع العربي، وتوتير العلاقات الدولية حدود عسكرتها, على النحو الذي فعله في شرق ووسط اوروبا, عبر إلحاقها «معظمها» في حلف شمال الاطلسي, وايضاً في دعم الانقلاب الفاشي في اوكرانيا واطلاق المناورات العسكرية على حدود روسيا, ونشر الدرع الصاروخية على تخومها, في الوقت ذاته الذي ذهب بأساطيله ومناوراته الاستفزازية نحو المحيط الهادئ وبخاصة بحر الصين الجنوبي (وأيضاً الشرقي) وتحريض الدول المجاورة للصين... عليها, وخلق المزيد من التوتر في علاقاتها.
لهذا فإنه خرج علينا بأسطوانة جديدة/ قديمة تعكس طبيعة «الايديولوجيا» العدوانية التي حكمت مواقفه طوال السنوات الثماني الماضية, حيث حفلت بالوعود الوردية والخُلّبيِّة, لكنها في النهاية لم تسفر سوى عن كوابيس اقرب الى الاكاذيب المعروفة على الطريقة الاميركية, كما هي حال «إغلاق» معتقل غوانتنامو وايضاً اقامة الدولة الفلسطينية في عهده ووقف بناء المستوطنات وغيرها مما استقرّت.. حبراً على ورق.
نقول: خرج علينا في مؤتمره الصحفي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل, بـِ»وصايا» لخلفه الجمهوري دونالد ترامب, طالبه فيها الوقوف في وجه روسيا، وعدم السعي الى تسويات بأي ثمن.. معها.
ولأن اوباما أحد اكبر واكثر الرؤساء الاميركيين تمسكاً بـ»الاستثنائية» الاميركية, فإنه برّر مطالبته ترامب بالقول: آمل ان يكون لدى الرئيس المُنتخَب «الإرادة» بالوقوف في وجه روسيا «عندما» لا تحترم «قِيَمَنا» و»المعايير».. الدولية.
انتبهوا هنا.. لا يُمانِع الرئيس الاميركي التارك, مواجهة روسيا وصولاً الى حرب معها, إذا لم تحترم القِيَم الاميركية (كذا).. وايضاً المعايير الدولية، لم يقل «القانون الدولي» وهو استاذ القانون الجامعي والسناتور في مجلس الشيوخ, يقول: فقط «المعايير» بما هو مصطلح مطّاطِي حمّال اوجه, ويُفَسّْر تِبعاً للزاوية التي ينظر منها.. المرء، ما بالك إذا كان هذا «المرء».. اميركياً؟ ومثال ليبيا «ساطع» في هذا الشأن.
مطالبة اوباما هذه تعكس روح وطبيعة دبلوماسية عهد اوباما, التي اوصلت العلاقات الدولية الى ما هي عليه الان من توتر واصطفافات واحتقانات, قد تفضي الى انزلاق خطير نحو مواجهات عسكرية.
دع عنك الاقتصادية والدبلوماسية التي تجلّت في العقوبات وشلل مجلس الأمن وارتفاع خطر الجماعات الارهابية, وهذا ما تستبطنه تصريحات او تبريرات اوباما في دعوته ترامب لمواجهة روسيا، يقول الرئيس الاميركي في المؤتمر الصحفي مع ميركل: أملي ان لا يتبع الرئيس المنتخب «الواقعية السياسية»، التي تمر عبر «صفقات» مع روسيا، تُريح الولايات المتحدة، بشكل «آني»، لكنها تؤدي الى أضرار «جانبية».. جسيمة.ناهيك عن أن اوباما لم يكن يرى في روسيا سوى دولة من دول «العالم الثالث», فكيف به اليوم «يعترِف بها دولة «عظمى» يُوصي خَلَفَه الوقوف في... وجهَها؟
من السذاجة او التبسيط المبالغ فيه, اعتبار فوز ترامب اكثر كارثية وسوءاً من اوباما، أو ان الأخير حمامة سلام «ومثقف» نادر في «طبقة» الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الابيض, وانه الاكثر كياسة وتواضعاً ودماثة وغيرها من الصفات التي يُطبقها في كل المجالات إلاّ أنه تنكّر لها في السياسة الخارجية؟، والأمور في النهاية تخضع لاختبار «النتائج» وطبيعة وحجم «الإرث» الذي خلّفه هذا السياسي او ذاك، بعد ان غادر موقعه طواعية ام جبراً, ومثال اوباما ساطع وما يزال طازجاً ولا داعي لانتظار حكم «التاريخ» عليه, الذي قد يتأخر كثيراً وربما يخضع لتأثيرات «غير عِلمية», كأن تتم المقارنة بينه وبين «ترامب» مثلاً بعد عام او عامين من وجوده في منصبه، بل ثمة دعوة لمقارنته مع عهد بوش الابن وسلطة المحافظين الجدد التي تغولت «على العالم» طوال ثماني سنوات, وعندها سيخرج المُشكِّكون بنتيجة نحسب أنها لن تكون في صالح اوباما، إذا ما تمت المقارنة تلك, وفق البرنامج والوعود الوردية التي بذلها «اوباما» للاميركيين... وخصوصاً لشعوب العالم. المصدر: الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2016/11/20 الساعة 02:29