أنقذوا إسرائيل من قادتها
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/21 الساعة 12:17
هذا هو شعار اللوبي الإسرائيلي الجديد في واشنطن الذي إنشق مؤخرا عن اللوبي العريق "الإيباك"، المؤيد لإسرائيل بكل أوضاعها وأحوالها، ظنا منه أنه يحسن صنعا، وإتخذ له عنوانا جديدا هو الشارع اليهودي "STREET J"،وهذه الفئة الجديدة لا يمكن تصنيفها على أنها ضد إسرائيل،ولكنها آمنت أن ممارسات وتعنت مملكة إسبارطة لا تلائم اليهود سواء كانوا في إسرائيل أو خارجها.
لقد قرأ مؤسسو الشارع اليهودي المعادلة بطريقة صحيحة، وأدركوا أن العقل هو سيد الأحكام، وهذا ما لا يوجد في طريقة تفكير إسرائيل أو مؤيديها وفي المقدمة "الإيباك" الذي يتحكم في مفاصل الحياة في نيويورك وواشنطن بطبيعة الحال، إلى درجة أن المسؤولين الأمريكيين يتصرفون وكأنهم موظفون في إسرائيل وليس في أمريكا، بمعنى أنهم يعملون من أجل تحقيق مصالح إسرائيل وليس المصالح الأمريكية.
التغيير بدأ يطال عقليات الكثيرين أمثال الشارع اليهودي والعديد من اليهود الذين إنخرطوا في حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل ال"BDS"، ومعهم كبار علماء الآثار الإسرائيليين من اليهود الذين أدركوا بعد أكثر من 100 عام من الحفريات في القدس يتقدمهم إسرائيل فلنكشتاين، أنه لا توجد لهم آثار تدل عليهم هناك، وذهبوا إلى أبعد من ذلك وقالوا أن الرواية الصهيوينةوحتى التوراتية المتعلقة بأرض كنعان باطلة، وهذا ما لا يجرؤ أحد من الغوييم على قوله، لكن علماء الآثار اليهودي لديهم الشجاعة لنفي روايتهم، وهذا ما دفع اليونسكو لإتخاذ قرار يقضي بعروبة الأقصى وإسلاميته.
في البدايات نجحت وسائل الدعاية في إسرائيل ولوبياتها في الخارج، في رسم صورتين مغايرتين لكل من إسرائيل والدول العربية، ولكن الأمر تغير بعد ثورة الإتصالات الجديدة التي تعمقت بظهور وسائل الإتصال الإجتماعي،وتمكن الناشطون في غزة من إرسال صور جرائم إسرائيل البشعة إبان الحروب الإسرائيلية على غزة، الأمر الذي أجبر كبريات الصحف الأمريكية على نشرها بعد تداولها لدى العامة،مع انهم كانوا يرفضون ذلك سابقا.
كان مؤيدو إسرائيل في الغرب يقومون بالدعاية لإسرائيل من خلال الأفلام ودور السينما،فذات عرض سينمائي في برلين بألمانيا اوائل ستينيات القرن المنصرم، ظهرت فتاة عارية يحيط بها 22 غولا على هيئة عربي مدججين بالسيوف لإغتصابها وهي تصرخ وتستغيث، وبعد ذلك ظهرت عبارة "إنقذوا إسرائيل" "ومن ثم يتم إشعال النور في القاعة وتظهر مجموعة من الصبايا والشباب يحملون صناديقا كتب عليها "تبرعوا لإسرائيل".
لا شك أن التشنج العربي هو الذي ساعد إسرائيل ومؤيديها على الظهور بمظهر الخائف الرعديد الذي هو بأمس الحاجة للدعم والحماية، فقد كان الخطاب العربي مسموما ومتشنجا تجاه إسرائيل، وكان يحمل في طياتها مساحة كبيرة من الكذب، ذلك أن القضاء على إسرائيل كان هو ديدن كافة الدول العربية اليمينية والتقدمية على حد سواء .
لكن ومع إمعان النظر في نتائج المواجهات العربية - الإسرائيلية الرسمية بدءا من حرب عام 1948،وإنتهاء بحرب رمضان 1973 مرورا بحرب الأيام الستة،فإنه يتبين لكل صاحب عقل سوي أن الخطاب العربي المعادي لإسرائيل،والذي أظهر قدرة مصر على إلحاق الهزيمة بإسرائيل لوجود صواريخ القاهر والظافر لديها،كان خطابا للإستهلاك المحلي، في حين كان خطاب إسرائيل ولوبياتها في الخارج والذي كان يظهر إسرائيل على أنها حمل وديع يعيش وسط غيلان متوحشين،إنما كان خطابا تضليليا لخداع الرأي العام العالمي.0
ورد في المأثور العربي أن "كلام السرايا يختلف عن كلام القرايا "،فعلى أرض الواقع تبينت
حقيقة الخطاب العربي الرسمي الكاره لإسرائيل، وكذلك الخطاب الإسرائيلي المخادع الذي إدعى أن إسرائيل تسعى للسلام مع العرب، وتبين لاحقا أنه لا الدول العربية راغبة في تدمير إسرائيل، ولا إسرائيل لديها أدنى رغبة في تحقيق السلام مع العرب.
بعد حرب عام 1973 التي خطط لها وزير خارجية امريكا الأسبق "العزيز" هنري كيسنجر،إنتهى الأمر بإسرائيل ليس إلى تحقيق النصر العسكري على مصر السادات، بل تمكنت إسرائيل من سلخ مصر السادات عن واقعها العربي بعد توقيع معاهدة " كامب ديفيد "مع السادات، وبذلك إنكشف العرب ولم يعودوا قادرين لا على خوض الحرب ضد إسرائيل ولا على تحقيق السلام معها،لأن ظهرهم وهو مصر قد إنكسر.
عند إجتياح قوات شارون لجنوب لبنان بعد الإتفاق مع زعيم حزب الكتائب آنذاك بشير الجميل، والتنسيق مع الرئيس السوري آنذاك حافظ"الأسد"، الذي وقع معه إتفاقا لوقف إطلاق النار يوم 25 حزيران من ذلك العام، ترك الفلسطينيون والحركة اللبنانية وحدهم في الساحة، بعد أن فرض الجيش السوري حصارا على البقاع حتى لا يصل المدد إلى بيروت التي حوصرت لاحقا وجرى إحتلالها من قبل جيش شارون .
لقد أنجزت إسرائيل بمساعدة حلفائها الإنعزاليين في لبنان، وحليفها " التقدمي" صاحب جبهة الصمود والتصدي"حافظ الأسد" الضربة القاضية ضد الفلسطينيين على وجه الخصوص، ونجحت بالتنسيق والمشاركة مع حلفائها العرب من اليمين واليسار على إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية وإلى غير رجعة من غالبية أراضي لبنان ومن بيروت بالتحديد،وإستقرت قيادة منظمة التحرير في تونس إلى حين، إستكمالا للخطة التي شارك فيها المخلوع زين العابدين بن علي ضد منظمة التحرير عندما طلب منها عام 1992 مغادرة تونس لإنتهاء الإتفاق العشري الموقع معها وعدم وجود رغبة تونسية للتجديد.
عند ذلك تحرك عملاء إسرائيل في المنظمة يتقدمهم رئيس السلطة الحالي محمود عباس،الذي دخل على عرفات بعد تلقيه الرسالة التونسية ورد الرئيس المخلوع مبارك على رسالة عرفات وقال له فيها :"فخامة الرئيس إن القاهرة على إستعداد لإستقبالك أنت واعضاء مكتبك فقط"، علما أن أحدا من الحكام العرب لم يرد على رسالة عرفات التي طلب فيها المساعدة بعد رسالة بن علي.
دخل عباس على عرفات وهو يضرب اخماسا في أسداس،وقال له "يا أبو عمار آن الأوان للحديث في المحرمات"، وعندما سأله عرفات ":إيه هي المحرمات يا عباس ؟"، أجابه عباس: "المفاوضات مع الآخر"، وعند ذلك رد عليه عرفات بحنق":الله يبق إنتوا طابخينها سوا، إفعلوا ما بدا لكم"، وكان عباس قد أوعز لممثلي المنظمة في الخارج فتح حوار مع أي يهودي او إسرائيلي او حتى صهيوني يصادفونه،رغبة منه في فتح حوار مع إسرائيل في وقت مبكر.
إنتهى المطاف إلى توقيع إتفاقيات اوسلو بين قيادة منظمة التحرير وإسرائيل،وإعترفت القيادة الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود،وإنتعش عملاء إسرائيل في المنظمة يتقدمهم عباس ومحمد دحلان وآخرون،ولكن إسرائيل الإسبارطية لم تف بتعهداتها ولم تلتزم بما وقعت عليه، وكان هذا هو موقفها الأساسي في جولات المفاوضات التي اجراها مع ممثليها كل من أحمد قريع وحسن عصفور اللذين بعثا برقية للقيادة أوائل سبعينيات القرن المنصرم من السفارة الفلسطينية في تركيا قالا فيها :"بعد ثلاث جولات من المفاوضات مع الاخر تبين أنهم لن يعطونا سوى "قنّ دجاج "في باحة البيت الإسرائيلي"، وجاء الرد من القيادة "على بركة الله".
بعد أوسلو جاءت معاهدة وادي عربة مع الأردن الرسمي الذي يحمي حدود إسرائيل وطولها 450 كم، ويوفر الامن لها، ومع ذلك نجد العداوة والبغضاء للأردن تنمو في أوساط القيادات الإسرائيلية، وآخرها ما يجري في القدس والمسجد الأقصى حيث السيادة الأردنية حسب معاهدة وادي عربة، وثالثة الأثافي تهديد إسرائيل قبل أيام بضم الضفة الفلسطينية لإسرائيل.
لو أن إسرائيل تريد السلام حقا مع الفلسطينيين،لإستغلت وجود الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات،الذي كان سيقنع الشعب الفلسطيني بتوقيعه على السلام مع إسرائيل،ولكن إسرائيل والسلام لا يتفقان.
هناك أمر آخر وهو ما قام به العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز،وما أطلق عليها"المبادرة العربية للسلام "التي تعهد فيها بضمان إعتراف كافة الدول العربية والإسلامية بإسرائيل،وبفتح كافة فضاءاتها للتطبيع معها،لكن شارون رد على القمة العربية التي أقرت تلك المبادرة عام 2002، بإعادة إحتلال العديد من المدن الفلسطينية التي كانت تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، كما قامت قوات شارون بفرض حصار على المقاطعة التي كان يقبع فيهاعرفات في رام الله، وقد أوعز شارون لحلفائه في القصر الفلسطيني بتسميم عرفات والتخلص منه وهذا ما جرى.
ما يمكن إستخلاصه مما تقدم ان إسرائيل لا تريد السلام مع العرب أو الفلسطينيين، وإنما تريد إستسلامهم بالكامل، وهذا هو النهج الإسبارطي الذي قضى على إسبارطة وأضافها لملف الدول التي سادت ثم بادت.
لقد قرأ مؤسسو الشارع اليهودي المعادلة بطريقة صحيحة، وأدركوا أن العقل هو سيد الأحكام، وهذا ما لا يوجد في طريقة تفكير إسرائيل أو مؤيديها وفي المقدمة "الإيباك" الذي يتحكم في مفاصل الحياة في نيويورك وواشنطن بطبيعة الحال، إلى درجة أن المسؤولين الأمريكيين يتصرفون وكأنهم موظفون في إسرائيل وليس في أمريكا، بمعنى أنهم يعملون من أجل تحقيق مصالح إسرائيل وليس المصالح الأمريكية.
التغيير بدأ يطال عقليات الكثيرين أمثال الشارع اليهودي والعديد من اليهود الذين إنخرطوا في حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل ال"BDS"، ومعهم كبار علماء الآثار الإسرائيليين من اليهود الذين أدركوا بعد أكثر من 100 عام من الحفريات في القدس يتقدمهم إسرائيل فلنكشتاين، أنه لا توجد لهم آثار تدل عليهم هناك، وذهبوا إلى أبعد من ذلك وقالوا أن الرواية الصهيوينةوحتى التوراتية المتعلقة بأرض كنعان باطلة، وهذا ما لا يجرؤ أحد من الغوييم على قوله، لكن علماء الآثار اليهودي لديهم الشجاعة لنفي روايتهم، وهذا ما دفع اليونسكو لإتخاذ قرار يقضي بعروبة الأقصى وإسلاميته.
في البدايات نجحت وسائل الدعاية في إسرائيل ولوبياتها في الخارج، في رسم صورتين مغايرتين لكل من إسرائيل والدول العربية، ولكن الأمر تغير بعد ثورة الإتصالات الجديدة التي تعمقت بظهور وسائل الإتصال الإجتماعي،وتمكن الناشطون في غزة من إرسال صور جرائم إسرائيل البشعة إبان الحروب الإسرائيلية على غزة، الأمر الذي أجبر كبريات الصحف الأمريكية على نشرها بعد تداولها لدى العامة،مع انهم كانوا يرفضون ذلك سابقا.
كان مؤيدو إسرائيل في الغرب يقومون بالدعاية لإسرائيل من خلال الأفلام ودور السينما،فذات عرض سينمائي في برلين بألمانيا اوائل ستينيات القرن المنصرم، ظهرت فتاة عارية يحيط بها 22 غولا على هيئة عربي مدججين بالسيوف لإغتصابها وهي تصرخ وتستغيث، وبعد ذلك ظهرت عبارة "إنقذوا إسرائيل" "ومن ثم يتم إشعال النور في القاعة وتظهر مجموعة من الصبايا والشباب يحملون صناديقا كتب عليها "تبرعوا لإسرائيل".
لا شك أن التشنج العربي هو الذي ساعد إسرائيل ومؤيديها على الظهور بمظهر الخائف الرعديد الذي هو بأمس الحاجة للدعم والحماية، فقد كان الخطاب العربي مسموما ومتشنجا تجاه إسرائيل، وكان يحمل في طياتها مساحة كبيرة من الكذب، ذلك أن القضاء على إسرائيل كان هو ديدن كافة الدول العربية اليمينية والتقدمية على حد سواء .
لكن ومع إمعان النظر في نتائج المواجهات العربية - الإسرائيلية الرسمية بدءا من حرب عام 1948،وإنتهاء بحرب رمضان 1973 مرورا بحرب الأيام الستة،فإنه يتبين لكل صاحب عقل سوي أن الخطاب العربي المعادي لإسرائيل،والذي أظهر قدرة مصر على إلحاق الهزيمة بإسرائيل لوجود صواريخ القاهر والظافر لديها،كان خطابا للإستهلاك المحلي، في حين كان خطاب إسرائيل ولوبياتها في الخارج والذي كان يظهر إسرائيل على أنها حمل وديع يعيش وسط غيلان متوحشين،إنما كان خطابا تضليليا لخداع الرأي العام العالمي.0
ورد في المأثور العربي أن "كلام السرايا يختلف عن كلام القرايا "،فعلى أرض الواقع تبينت
حقيقة الخطاب العربي الرسمي الكاره لإسرائيل، وكذلك الخطاب الإسرائيلي المخادع الذي إدعى أن إسرائيل تسعى للسلام مع العرب، وتبين لاحقا أنه لا الدول العربية راغبة في تدمير إسرائيل، ولا إسرائيل لديها أدنى رغبة في تحقيق السلام مع العرب.
بعد حرب عام 1973 التي خطط لها وزير خارجية امريكا الأسبق "العزيز" هنري كيسنجر،إنتهى الأمر بإسرائيل ليس إلى تحقيق النصر العسكري على مصر السادات، بل تمكنت إسرائيل من سلخ مصر السادات عن واقعها العربي بعد توقيع معاهدة " كامب ديفيد "مع السادات، وبذلك إنكشف العرب ولم يعودوا قادرين لا على خوض الحرب ضد إسرائيل ولا على تحقيق السلام معها،لأن ظهرهم وهو مصر قد إنكسر.
عند إجتياح قوات شارون لجنوب لبنان بعد الإتفاق مع زعيم حزب الكتائب آنذاك بشير الجميل، والتنسيق مع الرئيس السوري آنذاك حافظ"الأسد"، الذي وقع معه إتفاقا لوقف إطلاق النار يوم 25 حزيران من ذلك العام، ترك الفلسطينيون والحركة اللبنانية وحدهم في الساحة، بعد أن فرض الجيش السوري حصارا على البقاع حتى لا يصل المدد إلى بيروت التي حوصرت لاحقا وجرى إحتلالها من قبل جيش شارون .
لقد أنجزت إسرائيل بمساعدة حلفائها الإنعزاليين في لبنان، وحليفها " التقدمي" صاحب جبهة الصمود والتصدي"حافظ الأسد" الضربة القاضية ضد الفلسطينيين على وجه الخصوص، ونجحت بالتنسيق والمشاركة مع حلفائها العرب من اليمين واليسار على إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية وإلى غير رجعة من غالبية أراضي لبنان ومن بيروت بالتحديد،وإستقرت قيادة منظمة التحرير في تونس إلى حين، إستكمالا للخطة التي شارك فيها المخلوع زين العابدين بن علي ضد منظمة التحرير عندما طلب منها عام 1992 مغادرة تونس لإنتهاء الإتفاق العشري الموقع معها وعدم وجود رغبة تونسية للتجديد.
عند ذلك تحرك عملاء إسرائيل في المنظمة يتقدمهم رئيس السلطة الحالي محمود عباس،الذي دخل على عرفات بعد تلقيه الرسالة التونسية ورد الرئيس المخلوع مبارك على رسالة عرفات وقال له فيها :"فخامة الرئيس إن القاهرة على إستعداد لإستقبالك أنت واعضاء مكتبك فقط"، علما أن أحدا من الحكام العرب لم يرد على رسالة عرفات التي طلب فيها المساعدة بعد رسالة بن علي.
دخل عباس على عرفات وهو يضرب اخماسا في أسداس،وقال له "يا أبو عمار آن الأوان للحديث في المحرمات"، وعندما سأله عرفات ":إيه هي المحرمات يا عباس ؟"، أجابه عباس: "المفاوضات مع الآخر"، وعند ذلك رد عليه عرفات بحنق":الله يبق إنتوا طابخينها سوا، إفعلوا ما بدا لكم"، وكان عباس قد أوعز لممثلي المنظمة في الخارج فتح حوار مع أي يهودي او إسرائيلي او حتى صهيوني يصادفونه،رغبة منه في فتح حوار مع إسرائيل في وقت مبكر.
إنتهى المطاف إلى توقيع إتفاقيات اوسلو بين قيادة منظمة التحرير وإسرائيل،وإعترفت القيادة الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود،وإنتعش عملاء إسرائيل في المنظمة يتقدمهم عباس ومحمد دحلان وآخرون،ولكن إسرائيل الإسبارطية لم تف بتعهداتها ولم تلتزم بما وقعت عليه، وكان هذا هو موقفها الأساسي في جولات المفاوضات التي اجراها مع ممثليها كل من أحمد قريع وحسن عصفور اللذين بعثا برقية للقيادة أوائل سبعينيات القرن المنصرم من السفارة الفلسطينية في تركيا قالا فيها :"بعد ثلاث جولات من المفاوضات مع الاخر تبين أنهم لن يعطونا سوى "قنّ دجاج "في باحة البيت الإسرائيلي"، وجاء الرد من القيادة "على بركة الله".
بعد أوسلو جاءت معاهدة وادي عربة مع الأردن الرسمي الذي يحمي حدود إسرائيل وطولها 450 كم، ويوفر الامن لها، ومع ذلك نجد العداوة والبغضاء للأردن تنمو في أوساط القيادات الإسرائيلية، وآخرها ما يجري في القدس والمسجد الأقصى حيث السيادة الأردنية حسب معاهدة وادي عربة، وثالثة الأثافي تهديد إسرائيل قبل أيام بضم الضفة الفلسطينية لإسرائيل.
لو أن إسرائيل تريد السلام حقا مع الفلسطينيين،لإستغلت وجود الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات،الذي كان سيقنع الشعب الفلسطيني بتوقيعه على السلام مع إسرائيل،ولكن إسرائيل والسلام لا يتفقان.
هناك أمر آخر وهو ما قام به العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز،وما أطلق عليها"المبادرة العربية للسلام "التي تعهد فيها بضمان إعتراف كافة الدول العربية والإسلامية بإسرائيل،وبفتح كافة فضاءاتها للتطبيع معها،لكن شارون رد على القمة العربية التي أقرت تلك المبادرة عام 2002، بإعادة إحتلال العديد من المدن الفلسطينية التي كانت تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، كما قامت قوات شارون بفرض حصار على المقاطعة التي كان يقبع فيهاعرفات في رام الله، وقد أوعز شارون لحلفائه في القصر الفلسطيني بتسميم عرفات والتخلص منه وهذا ما جرى.
ما يمكن إستخلاصه مما تقدم ان إسرائيل لا تريد السلام مع العرب أو الفلسطينيين، وإنما تريد إستسلامهم بالكامل، وهذا هو النهج الإسبارطي الذي قضى على إسبارطة وأضافها لملف الدول التي سادت ثم بادت.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/21 الساعة 12:17