إلى الراحل الجميل: مصطفى الخَلَفات

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/21 الساعة 00:46
ما كان ليفاجأني رحيلك المبكر يا ابن اخي..

كنت طيفا زائرا نتوسمه على حدود دنيانا، ترقب بمحبة وهدوء بالغين القريب والبعيد، كأنك تبسط روحك العذبة وظلك الوارف على الآخرين، سحابة رحمة تنتظمهم جميعا.

فيا لله لك يا ابن اخي، اي قلب نبيل واي عقل ذكي كنته واية نفس مرهفة.

لقد اخذتني سجاياك الحسان منذ كنت غلاما يافعا تتفتح كالزهرة المتضوعة بين يدي والديك الكريمين، فكنت اهجس ان سيكون لهذا الفتى المبارك شأن اي شأن، وستكون له حكاية مختلفة تكافئ تميزه واختلافه؛ فلم تكذب الايام حدسي، وكان ما كان من اغترابك في امريكا ثماني سنين دَأَباً، تطلب العلم دون ان تلوث تلك البلاد القاسية ثياب طُهرك الذي نعهده او ان تهز شيئا من ايمانك الراسخ بربك الكريم الذي خلقك فسوّاك فعَدَلك، ولقد عُدْتَ الى سربك الآمن ومثابتك الكريمة بعوائد شتى: بشهادة العلم في الهندسة، وبشهادة التجربة المستبصرة، وبفقه الروح لمعاني الاشياء؛ فكان من ذلك كله صمتك البليغ المتدّبر وتنائيك عن صخب هذه الحياة التي يصطرع أُناسها، كأنّما كنت تنتظر يا ابن اخي امر الله سبحانه، وان كنت تخشى وقعه على أُمّك الرؤوم الحانية وعلى والدك المحب وعلى اخيك البار واخواتك الكريمتين، وعلى سائر محبيك ومُحبي شمائلك.

لم أُفاجأ أيها الجميل الراحل بمعراجك الروحي عن عالمنا هذا..

كنت اعلم انك انما كنت تُصلي صلاة مودّع وتترقب دعوة الرفيق الاعلى.

ولقد كان وداعا يا ابن اخي صعبا، ولا سيما على والدك الكبير الذي احتسبك عند الله وانت تنطق بالشهادة راضيا مرضيا باذن الله، واودعك رحمته بالمؤمنين الطيبين سبحانه.

رحمك الله في الشهداء الأبرار يا ابن اخي، وألهمنا وألهمَ ذويك العزاء.

وإنّا للهِ وإنّا إليه راجعون.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/21 الساعة 00:46