مجلس النواب في مواجهة مع الشارع الأردني!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/04 الساعة 10:23
مدار الساعة - عبرت موجة الاحتجاج الاردنية الشعبية الاولى على رفع الاسعار عن غضبها من النواب الاردنيين ، لكن مجلس النواب وجد نفسه مجددا في الواجهة الامامية لإعتراضات الشارع الذي يطالب بإسقاط النواب بنفس الحدة التي يطالب فيها بإسقاط حكومة الدكتور هاني الملقي. المجلس النيابي وخلال الاشهر الثلاثة الماضية أظهر مرونة كبيرة في التعامل مع حسابات الحكومة في ملف الميزانية المالية المطلوبة على اساس التصعيد الضريبي والتسعيري ورئيس اللجنة المالية في مجلس النواب النائب أحمد الصفدي اكاد التأكيد في تعليق خاص لراي اليوم على ان الفرصة لم تكن متاحة لأفضل مما كان مشيرا لإن آلية بدل النقد التي قدمت لأكثر من اربعة ملايين اردني لدعم سلعة الخبز كانت آلية مناسبة لمحاولة حماية الطبقات الفقيرة في المجتمع. الصفدي كغيره من اعضاء مجلس النواب البارزين يتحدث عن صعوبات إقتصادية ومالية حساسة تواجهها بلاده بسبب ظروق الإقليم ونقص المساعدات الخارجية مشيرا لإن الميزانية كانت إضطرارية في بعض جوانبها ولإن لجنته حاولت توفير افضل الوسائل لحماية الفقراء والطبقات الوسطى . اعضاء مجلس النواب يقرون بانهم وتحت ضغط مطالبتهم ب”التعاون الواقعي” مع السلطة التنفيذية وجدوا انفسهم في مواجهة مع الشارع وناخبيهم حيث كان الصراخ الشعبي حادة عندما يتعلق الأمر بإسقاط البرلمان الحالي بالرغم من وجود 41 نائبا في البرلمان صوتوا لصالج حجب الميزانية المالية وبالتالي رفض الأسعار خصوصا وان حكومة الملقي وكما قال النائب المخضرم عبدالله العكايلة هي الأسوأ في جرأة الإعتداء على رزق ومعيشة المواطن الاردني. لم تفلح مناورات كتلة الاصلاح البرلمانية المحسوبة على تيار الأخوان المسلمين في الحد من نمو الميزانية المالية . والعكايلة قدر علنا بان مشاركة نواب الكتلة في التصويت كان سيؤدي لإضفاء شرعية اكبر على مشروع قانون الميزانية المالية، ذلك اصبح من الماضي عمليا . لكن النواب اليوم في مواجهة مباشرة مع شارع تنهكه الحيرة ويخشى من تداعيات الإعتراض. في اعتصامات ومسيرات بـ “ست محافظات اردنية وجد مجلس النواب نفسه في الصدارة عندما يتعلق الأمر بدعوات اسقاطه ورئيسه عاطف طراونة إستفسر في أحد الإجتماعات عن ما الذي يمكن فعله لإصلاح العلاقة مع الشارع الشعبي بعد الإضطرار لتأييد خطة حكومية قاسية في مجال الاسعار والضرائب. هنف المعتصمون ضد النواب وطردوا بعضهم من تجمعاتهم . وعلى وسائط التواصل الاجتماعي اصوات بالمئات تعلن ندمها على المشاركة في الانتخابات وعلى التصويت لأعضاء البرلمان الحاليين . وعشرات المرات نشر اردنيون غاضبون اسماء النواب الذين صوتوا لصالح رفع الاسعار والميزانية في مشهد يحاول التأكيد على ان الشارع وهو الناخب بكل حال لن يسنى ما فعله النواب من شرعنة رفع الاسعار وتأييد خطط الحكومة في هذا الإتجاه.رأي اليوم
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/04 الساعة 10:23