’مدار الساعة‘ تزور مكتبة الجاحظ بعد الحريق الذي شب فيها (صور)
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/01 الساعة 13:12
مدار الساعة - ايمان ابو قاعود - "ستعود "خزانة الجاحظ "كما كانت فهذه ثالث مرة تتعرض فيه المكتبة لحريق على مدار السنوات السابقة" بهذه الكلمات يجدد هشام المعايطة صاحب خزانة الجاحظ اقدم مكتبة في العاصمة الاردنية "عمان" حزنه بعد الحريق الذي اتى على 10 الاف كتاب ليل الثلاثاء.
فيما لا يعتبر المعايطة في حديثه لـ "مدار الساعة" ان خسائره مادية لكن ما يؤلمه حقا الخسائر التي لا يمكن تعويضها قائلا" التراث لا يقدر بثمن " لافتا الى مخطوطات يتراوح عمرها بين 100 و 150 عاما اضافة الى الكتب النادرة ذات الطبعات الحجرية والبولاقية والكاثولكية
وعن الحريق الذي شب ليل الثلاثاء قال المعايطة انه قام بتقديم الدفء والطعام لقطة ضالة في مستودع الكتب وتركها لبضع دقائق ليقوم بتبديل بعض الكتب بين المستودع والكشك الذي تعرض به الكتب بناء على طلب الزبائن وعندما عاد وجد النار التهمت 10 الالاف كتاب منهم مخطوطات قديمة وروايات وقصص وكتب تاريخية .اضافة الى مجلة النفائس العصرية التي طبعت في السنة الاولى الميلادية ولغاية عام 47 الميلادي
وبالرغم من ان المعايطة يقول" الحمد لله على سلامة البدن" الا انه يعترف انه لم يأخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الحريق لافتا ان مستودع بأكمله في الطابق العلوي لم تصله النيران لان رجال الدفاع المدني هرعوا الى مكان الحريق مسرعين وسيطروا عليه
وعبر المعايطة عن فخره بالأسر العمانية والمثقفين الذين زاروه طيلة اليوم ووقفوا الى جانبه اضافة الى وسائل الاعلام المختلفة و المبادرات المختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي و التي وصلت الى مسامعه من شباب وشابات يحبون خزانة الجاحظ
يشار الى ان المعايطة ورث المكتبة عن اجداده الوراقين وتأسست جذور المكتبة في القدس ثم انتقلت الى بغداد لتستقر منذ 20 عاما في الاردن .
ويعتمد المعايطة في الترويج لمكتبته من خلال نظام التأمينات او الاستعارة فمن يرغب بشراء كتاب يستطيع ذلك ومن يرغب بالاستعارة فذلك متاح ايضا من خلال التبديل بكتاب اخر او وضع مبلغ مالي رمزي مسترد مقابل الكتاب.
وعن اقدم مخطوطة في المكتبة فهي تعود الى 800 عام وهي من مخطوطات علماء بيت المقدس اضافة الى اقدم طبعة من كتاب "الطب الجنائي" والتي طبعت بالمطابع الملكية قبل 200 عام ,وتضم المكتبة ايضا معجماً عثمانياَ عمره 350 عاما "عثماني – عربي,عربي- عثماني"
ويؤكد المعايطة ان للكتاب نكهة خاصة في ظل الثورة التكنولوجية والانترنت موضحا ان الكثير من الكتب والنوادر أصلا لم تصل الى الشبكة العنكبوتية فما زالت ورقية.
اما فوائد الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي فقد جعلت لمكتبة الجاحظ العديد من الاصدقاء الذين يلتقون اسبوعيا على جوانب وارصفة المكتبة لتبادل النقاش في رواية او قصة او كتاب معين.
ويحصل الجاحظ على الكتب من الاصدقاء او من المكاتب العمانية او يشتري الكتب من المطابع ويفضل الحصول دائما على النوادر من الكتب.
صاحب مكتبة الجاحظ لا يمتلك تلفازاً او جهازاً اذاعياً فاعتماده في معرفة الاخبار على الصحف والمجلات الدورية والكتب وهو لا يدون أي معلومات مكتوبة فهو يمتلك ذاكرة حديدية يحتفظ فيها بكثير من المعلومات.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/01 الساعة 13:12