السِّجال ما بين التنوير والتخلف
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/20 الساعة 15:47
*حسن يوسف عتوم
مخطئٌ تماماً من يعتقد أن السِّجال ما بين التنوير و التخلف هو وليد اللحظة ،أو أنه مرتبطٌ بحادثةٍ ما و إنّما هو سجالٌ تاريخي طويل الأمد بدأ قبل أكثر من (5000) عام مع مقتل سقراط و ما زال قائماً حتى يومنا هذا وهو مستمرٌ إلى قيام الساعة . فعلى الرغم من تبني الاسكندر الأكبر لمشروع أرسطو في التنوير باليونان وآسيا وإيمانه العميق في التنوير إلا أنه فشل في ذلك وبقي السِّجال قائماً حتى بزوغ حركة المستنيرين في القرن السابع عشر في أوروبا. و مع إعدام سقراط و حرق كتب ابن رشد ثم حرق الفيلسوف جوردانو برونو وسجن فرانسيس بيكون استمر السِّجال التاريخي ما بين التنوير و التخلف ،و لم يثني ذلك صمود المستنيرين. كما أن حماس بطرس الأكبر في روسيا للتنوير السريع لم ينجز إطلاقاً هذا التنوير ولكن حماسهُ المفرط أنجز مزيداً من الانتكاسات، و كل ذلك ببساطة لأن التنوير هو ثمرة السِّجال ما بين التخلف والاستنارة.
هذا السِّجال هو صراع تاريخي لا يمكن حسمه بقرار إداري، وبصراحة أكثر لا يكفي أن يكون هنالك وزيرٌ مستنير لتحويل الوزارة الى منصة إستنارة ،و إنما نحتاج أساساً الى معلم مستنير واعٍ وهو موجود و غافل من لا يراه، ويحتاج كذلك إلى برنامج تنويري لا تحتكره جهةٌ ما و لا يجوز أن يُفصَّل على مقياس حاكم ما أو أي سلطة بعيداً عن التجربة الإنسانية بشكل عام. كذلك فإنه ليس من مهام الدولة العليا الهجوم على رموز التخلف بدلا من المجتمع ، و لكن دورهم الحقيقي هو منع المتخلفين من استخدام العنف و الترهيب و السيف ضد المستنيرين.
بالتالي فإن السِّجال التاريخي بشكلهِ الحضاري و المدني يجب أن يتجلى في ساحات المدارس و الجامعات و داخل الغرف الصفية و ليس بقرارات حماسية تنحاز الى أحد أطراف السِّجال ، كما يجب على أصحاب القرار إدراك أن مهمة الدولة وضع هذا السِّجال في سياقه الفكري والمدني، ومنع أي من الطرفين من استعمال كافة أشكال العنف فيه.
مثل هذه الرؤيا قد تبدو ملتبسة أمام التطبيق، لكن إن تواضعنا أمام استحقاقات الحياة و التاريخ ندرك أن الصراع ما بين التقدم والتخلف عمره تجاوز (5000) عام أي منذ مقتل سقراط إلى يومنا هذا، ولا يمكن حسمه إطلاقا بالحماس أو الاحتكار أو بالسجن و لكن يجب حماية هذا السِّجال و منع تغوُّل طرف على آخر و في مكانه الطبيعي بين ضفاف كل التيارات الفكرية الراكدة في أقصى التوجهات وكما أسلفنا فإن التنوير هو ثمرة السِّجال ما بين التخلف و الاستنارة.
هذا السِّجال هو صراع تاريخي لا يمكن حسمه بقرار إداري، وبصراحة أكثر لا يكفي أن يكون هنالك وزيرٌ مستنير لتحويل الوزارة الى منصة إستنارة ،و إنما نحتاج أساساً الى معلم مستنير واعٍ وهو موجود و غافل من لا يراه، ويحتاج كذلك إلى برنامج تنويري لا تحتكره جهةٌ ما و لا يجوز أن يُفصَّل على مقياس حاكم ما أو أي سلطة بعيداً عن التجربة الإنسانية بشكل عام. كذلك فإنه ليس من مهام الدولة العليا الهجوم على رموز التخلف بدلا من المجتمع ، و لكن دورهم الحقيقي هو منع المتخلفين من استخدام العنف و الترهيب و السيف ضد المستنيرين.
بالتالي فإن السِّجال التاريخي بشكلهِ الحضاري و المدني يجب أن يتجلى في ساحات المدارس و الجامعات و داخل الغرف الصفية و ليس بقرارات حماسية تنحاز الى أحد أطراف السِّجال ، كما يجب على أصحاب القرار إدراك أن مهمة الدولة وضع هذا السِّجال في سياقه الفكري والمدني، ومنع أي من الطرفين من استعمال كافة أشكال العنف فيه.
مثل هذه الرؤيا قد تبدو ملتبسة أمام التطبيق، لكن إن تواضعنا أمام استحقاقات الحياة و التاريخ ندرك أن الصراع ما بين التقدم والتخلف عمره تجاوز (5000) عام أي منذ مقتل سقراط إلى يومنا هذا، ولا يمكن حسمه إطلاقا بالحماس أو الاحتكار أو بالسجن و لكن يجب حماية هذا السِّجال و منع تغوُّل طرف على آخر و في مكانه الطبيعي بين ضفاف كل التيارات الفكرية الراكدة في أقصى التوجهات وكما أسلفنا فإن التنوير هو ثمرة السِّجال ما بين التخلف و الاستنارة.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/20 الساعة 15:47