في العيد السادس والخمسين.. البيعة هي البيعة
كتب : محمد عبدالكريم الزيود
فهذا صباح هاشمي المطلع، زها قبل ستة وخمسين عاما ببشارة الحسين بن طلال وصوته عبر الإذاعة أن "وهبني عبدالله "، وقد نذره " لأسرته الكبيرة ووهبت حياته لأمته المجيدة ".. أشرقت يومها عمان بقدوم الفارس الهاشمي.. وها نحن في عيدك السادس والخمسين فيزداد الشيب أكثر يا مولاي، فهذا "الشيب في فوديك أوسمة نبيلة"، والسنين متعبات منذ أن إعتليتم العرش، فمن لغيركم نرتجي بعد الله، ولحبّ آل البيت خفقت لها القلوب ، ولآل هاشم ما زالت بيعة أجدادنا لجدك على "المصحف والدم"، و"على المنشط والمكره والعسر واليسر"، فلكم السمع والطاعة في غير معصية، ولم ننازعكم في الأمر وفوضناكم به استسلاما وإيمانا بحكمتكم، التي ما كانت يوما إلا بالحق ومع الحق، نصيراً لكل مظلوم، ومغيثا كل ملهوف، ومأوى كل لاجئ ومطرود، وعندما تغلق الأبواب يبقى بابكم أمل الأردنيين الذي لا يوصد.
طفت القرى والبوادي والمخيمات، تبني هنا مشروعا، ومستشفى هناك، تمسح دمعة يتيم وتستجيب لكل طالب حاجة من شعبك، شعبك يا مولاي الذي أتعبته وخذلته الحكومات، ونعرف أنهم خذلوك يا مولاي قبلنا، ولم يصلوا إلى رؤيتك وحلمك في الدفاع عن الناس، فزادوا المديونية والفقر والبطالة، ثم جلسوا بعدما تركوا الكراسي ينتقدون وينظّرون ويستقوون على الدولة، فهم ناجحون في خطط الفشل وبيع الوهم، فأنتم من نلجأ إليه من جور الحكومات، والناس اليوم في ضيق.
حملت يا مولاي فوق تعبنا تعب الأمة، فدمشق تئن، وبغداد جريحة، والقدس ما تخليت عنها يوما، وحملت سيفك تدافع عنها في كل محفل وفي كل خطاب، حامي القدس والمقدسات، وأغضبتهم وقلت والله لن نرضى ثمنا لها كعهد أجدادك من ملوك بني هاشم، وتصديت للخوارج وإرهابهم وفكرهم ، وعرّيت خطابهم وأنت تحمل للعالم معنى سماحة الإسلام وعدله .
اليوم نقول لكم كل عام يا مولاي وأنت بخير، كل عام وبلدنا بخير، كل عام وأنت مليكا للأردنيين لا نرضى بديلا أو شريكا، والولاء لكم في القلوب قبل الحناجر ، وسيوفنا معك ، والأردنيون ما خيبوا الظنّ يوما ، فأبناء القبائل والقرى والبوادي كانوا وما زالوا جواهر التاج ، حماة البلاد إن نادى المنادي يوما ، فدمنا مثل دم من سبقنا من شهداء الجيش العربي لم ولن نبخل به، والأرواح غالية ولكن ترخص إن لامس الوطن وجعاً.