ثالثة المصائب لا الأثافي !!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/29 الساعة 00:35
حين فاضل العرب حتى بين مصائبهم جعلوا من السخونة مطلبا ورجاء لمن يحتضر، وقالوا ايضا ان المصيبة تكون اعظم حين ندري، فمن لا يدري له عذر سواء قبِل او رفض، ولا اتصور ان هناك الان في عالمنا العربي من لا يدري، ما دام في كل بيت ستايلات وعدة تلفزيونات والبث مستمر على مدار السّاعة. من لا يدرون او يدعون ذلك لا احد يطالبهم بموقف مما يجري؛ لأنهم خارج المدار وقرروا الانكفاء داخل بيوتهم كما لو انها شرانق او زنازين مؤثثة ومكيفة الهواء، لكن من يدرون سواء كانوا من اساتذة الجامعات او النّخب على اختلاف شرائحها ومجالاتها لا عذر لهم رغم ان بعضهم يتذرع بأمثولات متكررة عن معاقبة الوعي على ما يقترف، ومنهم ايضا من يردد ان الكلمات تحرق فمه لو نطق وتحرق لسانه اذا صمت وتحول قلبه الى رماد اذا تعامى واشاح عن مشاهد يبصرها حتى الاعمى بأذنيه بدلا من عينيه!. والمصيبة الاعظم من كل المصائب هي ان هناك من يكونون مع القيصر نهارا ومع الله ليلا ويحلمون بامتلاك المجد من طرفيه.. رغم انهم شهود زور ولن يتركوا لأبنائهم واحفادهم غير ما سرقوا في عدستورزّ الظهيرة . وهم لا يسألون انفسهم ما الذي سيقوله ورثتهم عنهم بعد غروبهم، وقد يكون بعض هؤلاء اذكياء، لكنه الذكاء التجاري فقط، واحيانا الذكاء الاجتماعي الذي ادواته النفاق والممالأة والتربص كالضباع بما يتبقى من اشلاء الضحية حتى لو كان الجلد والعظم! وقديما عبّر الاسلاف عن أقصى وأقسى ما يحدث للبشر بالقول بلغ السيل الزبى وكانوا يقصدون بالسيل الماء، لكن ما يحدث الان هو تجاوز الدم الزبى، فنحن كما قال الراحل عبد الصبور نعيش اليوم الثامن في الاسبوع والساعة الخامسة والعشرين والشهر الثالث عشر في السنة، وقال ايضا هذا زمن الحق الضائع، لا يعرف فيه مقتول من قتله ولا مسروق من سرقه ولا مخدوع من خدعه!. انها اعظم المصائب؛ لأنها الثالثة بعد تلك التي تصيب من يدري ومن لا يدري ايضا؛ لأن ضحيتها آخر من يعلم!! الدستور
  • عرب
  • مال
  • نعي
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/29 الساعة 00:35