عن مشهد الدلابيح وشبّابته في (تلفزيون الميرمية)

مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/27 الساعة 16:10
إبراهيم قبيلات لم يكن بحسبان الجنرال يوسف الدلابيح أن مقابلته التفزيونية ستحظى بكل هذا الضجيج الإعلامي، وأنه حديثه عن الراعي والرعية سيكون مادة دسمة للأردنيين في ليلة باردة. أمس، انقسمت الناس عامودياً حيال "شياه" الدلابيح ومائها وزادها وحتى "شبّابتها" وراح كل من الفريقين يخرج ما بجعبته من أسهم ورماح ليصيب بها الآخر. هي حالة ليست جديدة على الأردنيين بل إنها أصيلة في سلوكهم وحوارتهم التي نقلتها أدوات "السوشال ميديا" إلى العلن. بالنسبة للمدافعين عن رئيس الديوان الملكي الأسبق، فإن الرجل لم يأت بفاحشة حين استحضر فحوى الحديث الشريف "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" وأن مفردات الرجل تعكس شخصية بسيطة لم تعتد المراوغة أو المزاودة في التعبير عن فكرتها. باختصار وكأن القوم يودون قول التالي: لو كان الرجل فاسداً لعرفتم اسمه من زمان. بالمقابل، شكّلت المقابلة وجبة دسمة لآخرين رأوا في مشهد ظهور الدلابيح جواباً مختصراً لأسئلة كبيرة من أهمها "كيف تقاد المؤسسة الأردنية؟ وما هي معايير الكفاءة المطلوبة سياسياً لوصول البعض لقمرة القيادة؟. في غمز سياسي لا يحتاج لجهد في تفسير مآلاته ونتائجه.
على أن جزءا بسيطا من بين المتخاصمين التفت إلى المذيعة لانا القسوس التي اكتفت بمراقبة الرجل وهو يذهب بعيداً في الوصف واستحضار التفاصيل الدقيقة، من دون أن تحاول مساعدته في إعادة إنتاج سؤالها بطريقة أخرى أو حتى الذهاب به إلى مرفأ أخر أو مقاطعته والدخول عليه بسؤال جديد كأضعف الإيمان. كان بإمكان القسوس إنقاذ المشهد وإنقاذ الرجل من التورط كثيراً بتفاصيل قادت حرباً ضده، لكن وعلى ما يبدو فإن حديث الدلابيح أخذ القسوس بعيداً. أخذها هناك حيث المراعي الفسيحة، وحيث النيران تداعب إبريق الشاي على مقربة من زمار الراعي، فنست نفسها ودورها المهني، وهو ما يضع أسئلة حول مهنية المذيعة الأشهر بين زميلاتها في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون. على أية حال تأتي حادثة الجنرال الدلابيح لتؤكد من جديد بقاء "تلفزيون الميرمية" أداة طيعة بأيدي الليرباليين الجدد ضد البيروقراطية الأردنية بكل أشكالها، بعد أن استندت عليهم الدولة في بناء هويتها وإمكانياتها، وصاروا اليوم عبئاً عليهم.
  • الأردن
  • ميديا
  • رئيس
  • الديوان الملكي
  • نتائج
  • حادث
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/27 الساعة 16:10