إذا خلص الزاد فمن رداة الضيوف !!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/27 الساعة 01:23
دعانا عوض إلى عشاء ذبح فيه خروفا « فدو» عن ابنه. كنا نلتقي في الخميس الأخير من كل شهر بالتناوب في إحدى القرى التي نعمل فيها، مشينا قرابة كيلومتر داخل غابة الدباغات «الهيشي»: عدنان خليل خطاب وأمين الصغيّر ومحمد موسى النعانعة وأنا، كان الغروب فاتناً في خريف الدباغات يوم 28/9 الخميس الأخير من شهر أيلول1967.
قدّم «المعزّب» طبقا كبيرا «صدرا» كان فوقه خروف مقطع إلى أربع قطع، يتربّع على عدة طبقات من خبز شراك القمح المُغرّق باللبن وبالسمن البلدي. بلا أرز. وما أن جلس أربعتنا حول الطبق حتى نهض عوض فأطفأ السراج المعلق على واسط الخيمة وغاب، رافضا دعواتنا له واصرارنا عليه بالبقاء لمشاركتنا الطعام. قلت لزميليّ: توقفا عن الالحاح على هذا الرجل الشهم. الا تلاحظان اننا ندعوه الى طعامه!؟
كان المقصود من إطفاء السراج هو أن نأكل بأقصى قدر من حريتنا. ان ناكل في العتمة كي لا يخجل احد منّا. ما يزال طعم تلك الوجبة الفريدة في فمي، واقسم على ذلك.
تقاليد الطعام وطقوسه ونواهيه ومحرماته ومحدداته في الأردن في تلك الحقبة السحيقة تغيرت وتبدلت وتطورت أيضا من حيث المواد والاطباق والكميات والمناسبات. كان اشهى منسف عندي ليس المنسف البيتي بل المناسف الجماعية التي يكون لبنها خفيفا اقرب الى الماء «مثل غسول اليدين على رأي جدتي». واذكر اليوم ان من قواعد الطعام والدعوات بالأمس ما اندثر وغبر.
حضرت عشاء فاخرا مكونا من لحم الضان والشراك والسمن البلدي مع جدي مزعل في منزل عطا قويدر في المفرق. تناول جدي الطعام ونهض قائلا للضيوف المتحلقين حول المناسف: «إذا خلص الزاد فمن رداة الضيوف. واذا خلص الخبز فمن رداة المعزب». كان المقصود من هذه «قاعدة الطعام الوطنية» تلك، هو ان يترك الضيوف ونان «يفضّلوا» زادا لاهل الدار. وان يكثروا من الخبز توفيرا للزاد إذا كان شحيحا او قليلا او إذا زاد عدد الضيوف على العدد المتوقع.
وسَّعتُ فقاعتي وحدودي، وصلت إلى مدرسة الشوبك الزراعية وهناك وجدت الأستاذ النبيل عبد الحميد خلف الجفوت الذي يعمل معلما هناك، أصبح يزورني في سيارته الفولكسفاجن الصفراء في قرية الدباغات فنتناول افطارنا بيضا مقليا بالسمن البلدي ونواصل منها إلى وادي موسى فالبتراء.
توافرت إذن سيارة فولكسفاجن هي سيارة عبد الحميد الذي كان يصطحبني معه أحيانا إلى الطفيلة على بعد نحو 45 كيلومترا عن المدرسة التي تعرفت فيها على طلاب أبرزهم الطالب المهتم بالكتاب والكتابة، ثابت حسن الملكاوي، الذي أصبح دكتورا وصحافيا وباحثا ومؤلفا، وقد زرته في الثمانينيات وبت وزوجتي عنده ليلة في قريته المسماة «المظلومة» بالقرب من ملكا، كما كان يزورني ويبيت عندي في المفرق وعمان.
وقد قدمت التعازي برحيله في 22 تشرين الأول عام 2014 في ملكا التي لي فيها إخوة كثيرون منهم صديقي الجواد الشهم عبد الله الرومي العبد الله الملكاوي أبو نضال صاحب الجملة الترحيبية الشهيرة «كل الهلا» التي أصبحت مثلا والشاب الدمث محمد ابن المرحوم ثابت.
معلوم انه كان على معلم تلك الأيام أن يلاحظ كل ما له صلة بطلابه. عليه أن يكون معلما وطبيبا وأمّا وأبا وأخا وصاحب مبادرة.
تعينت جارتي في المفرق نجوى النجدي معلمة منفردة في إحدى القرى، فلاحظَت أن طالباتها لا يتوقفن عن الحك. ولما تفقدت شعورهن وجدت فيها قملا، فتوقفت كليا على مدى أسبوع عن التدريس.
استدعت الأمهات إلى المدرسة واشترت صابونا وكازا من كيسها وقامت هي والأمهات بتحميم الطالبات، معلنة أنها لن تقبل اعتبارا من الشهر القادم أية طالبة شعرها ليس نظيفا. وتمكنت مع الوقت من تحقيق شعار النظافة من الإيمان الذي كان درسا نظريا مقررا في الكتب المدرسية.
لم تحصل نجوى النجدي على وسام او على تكريم ولم تحصل على ترفيع استثنائي.
كان المعلمون جزءا أصيلا من المكان ومن المجتمعات، يسكنون في القرى ويعيشون فيها وكان الناس يعتبرونهم مراجع ثقاة في الكثير من القضايا السياسية والثقافية والحياتية، وأحيانا كانوا يتصاهرون ويتزوجون من تلك القرى، كما حصل، على سبيل المثال، مع صديقي الحميم -إلى اليوم وغدا- المعلم عبد الكريم عقاب الخالدي، الذي درّست معه في الدجنية عامي 1972 و1973 وصاهر أهلها خزاعلة بني حسن كرام الناس.
خَفَّت حدة العزلة والوحشة والوحشية إلى حد كبير. فقد تعوّدت على نمط العيش في بيئة الثلج وتعودت على المكان، الذي أصبح أقل عزلة. وأصبحت أمارس رياضة المشي التي بقيت أمارسها بعنف إلى ما قبل قليل. كنت امشي مسافات طويلة في مسعاي لزيارة معلمي القرى المجاورة نجل وبير خداد والشمّاخ وحوالة وبير أبو العلق. وأصبحت معشوقتي البتراء أكثر قربا وأيسر طريقا. كما أصبح السفر إلى الطفيلة ومعان وعمان والمفرق أقل صعوبة بما لا يقاس. وأصبحت لي هواية جديدة هي الصيد. وأصبح لي أصدقاء كثر وخاصة عضو حزب التحرير الإسلامي، المنفتح سياسيا وثقافيا على من يخالفونه الرأي ابن معان الجواد المحترم هاني محمود عبد القادر سكّر، الذي كانت مكتبته الكبيرة ينبوعا ثرّا، استعير منها دواوين الشعر الجاهلي والكتب السياسية المختلفة وخاصة اليسارية.
قرأت حينذاك كتب الشيخ تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير وأصبحت بالطبع أول من يقرأ منشورات الحزب.
عاش صديقي هاني سكّر مطاردا مشردا متخفيا، كان يزورني أحيانا في منزلي في شارع الأمير محمد مقابل مدرسة سمير الرفاعي في عمارة إبراهيم حماتي، وكنت اعمل صحافيا وكاتب مقالة يومية بعنوان «عرض حال» في صحيفة الأخبار الكائنة في منتصف شارع وادي صقرة. أو يزورني في التسوية التي كنت اسكن فيها في الجزء الجنوبي من جبل اللويبدة. أويزورني في إسكان الصحافيين بطبربور فيبيت عندي ليلة أو ليلتين ثم يختفي أشهرا طوالا. في صيف 1974 سافرت إلى لبنان وأحضرت له شقيقه ياسين من صيدا التي كان يستشفي فيها، بسبب عدم قدرة هاني على السفر خشية الاعتقال.
كنت أشارك في أعراس الأهالي و»أُنقّط» العريس وأدبك واغني وأطخ في كل عرس باغتين او ثلاث باغات - كان سعر الطلقة 3 قروش-. وكان الرصاص متوفرا بكثرة مثل توفر الحطب، رشاش «الستن» الذي كان اسمه «بور سعيد» وثمنه 7 دنانير وبندقية «السيمونوف» الروسية وكان ثمنها 10 دنانير و»الكلاشنكوف» وثمنه 15 دينارا. امتلأت الشوبك بالأسلحة التي كان بدو صحراء سيناء يجمعونها من مخلفات الجيش المصري المدمر في سيناء.
أصبحت تلك الأسلحة المهربة جزءا من سلاح الفدائيين لاحقا.
كنت أُدْعى باستمرار إلى كل ولائم الأعراس، فالمعلم نوّارة ذلك الزمان. كانت الأعراس مناسبة يفترض أن أحظى فيها، أنا العازب المغترب البعيد عن أهلي، بوجبة دسمة بعد وجبات لا حصر لها من السردين والتونا والبيض والبولابيف والمفركة والعجة. ولشدة خيبتي فقد عدت عدة مرات من ولائم الاعراس دون ان اظفر بقطعة لحم واحدة.
ما أن توضع المناسف على الأرض حتى يتحلّق المدعوون حولها وفي لمح البصر تختفي قطع اللحم بين أيدي المدعوين الضخمة. لم يكن لائقا أن «يدافش» المعلم ولا أن ينافس على قطع اللحم!! كنت «أنقّط» العريس نصف دينار. وهو مبلغ محترم في تلك الأيام ويعادل الخمسين دينارا اليوم وأعود إلى غرفتي حانقا لأتغذى علبتي طن أو علبة بولابيف اكسترا صغيرة.
تكررت عودتي من ولائم الأعراس خائبا جائعا، فقررت أن أضع حدا لهذا الحال المائل. لم يكن مناسبا ان اتغيب فذلك نكوص وفرار ليس من طباعي. وبكل الأحوال فسيفسر تغيبي عن الغداء بانه بخل وتلك هي العادة الأسوأ في الرجال.
وهكذا ذهبت الى اول عرس وقد رسمت حركتي ونقلتي وبيّت تصرفا منصفا لي.
في العرس الأول بعد الخطة المبيتة، تقدم كل المدعوين نحو المناسف إلا أنا. بقيت بعيدا وسط إلحاح المعازيب عليّ أن اتغدى فأعلنت: تغدوا يارجال صحة وعافية «أنا مُحَمّى عن الرز»!! فصرخ والد العريس: الأستاذ محمّى عن الرز يا عيال، الأستاذ محمّى عن الرز يا مشعل. وما هي إلا دقائق حتى وضعوا أمامي صينية مليئة بخبز الشراك وفوقها قطع كثيرة من اللحم أكلتها كلها بشراهة لم أعهدها في نفسي. أكلت حينها عن كل الأعراس التي فاتني لحم مناسفها، انتقمت من الخيبات وثأرتُ لكل المرات التي عدت فيها إلى غداء المعلبات.
تكرر هذا الحال الدسم الجميل وذاك الفوز المبين، عرسا آخر وآخر. ما أن يضعوا المناسف حتى يبادر احد المعازيب إلى الإعلان: الأستاذ محمّى عن الرز، هاتوا «صينية الأستاذ» يا عيال. قلت لنفسي: اصبح لك صينية واصبح اسمها صينية الأستاذ. وفعلا أصبحت تحط أمامي صينية مليئة بقطع اللحم الزهر الجميل. «فاتربّع وافحج» على الأرض والتهمها كلها. كانت أعين المدعوين ترمقني حسدا وأنا لا أبالي، لا بل وأنا أكاد انفجر من الضحك، لقد «دبّرت راسي».
في عرس آخر حدث ما لم يكن بالحسبان. أعلن رجلان أنهما مُحَمّيان هما أيضا عن الرز!! هاتوا «صينية الأستاذ» صرخ شقيق العريس، ودعا الرجلين إلى الانضمام إلي ومشاركتي صينيتي. تبادلت معهما النظرات العميقة الراشحة بالندية ونحن نوشك أن نقول لبعض: «دافنينو سوا».
تم اذن الالتفاف على خطتي وتوجيه إصابتين نجلاوين لها. تم إبطال «حيلة العزابي البيضاء» التي فعلت فعلها اللذيذ لعدة اعراس. وسيكون حديث القرية لعدة شهور ان موسى وإبراهيم تغلبا على المعلم و»نتشا» منه الصينية. لقد هزماني في حقيقة الامر. اعترف انها كانت هزيمة. وما دام الحال كذلك فلأجعلنها هزيمة مؤقتة اذن.صار عليّ أن ابحث عن ذريعة أخرى للتغلب على هزيمتي وعلى فوبيا المناسف الخانق. أصبحت أتعمد أن أصل متأخرا فتصل «صينية الأستاذ» المليئة باللحم ذي اللون الزهر الذي لا يشاركني فيه احد !!
لم اشعر بثلج شتاء 1967 في الشماخ على شدّته، فقد كنت قريبا من «عقدة» المواصلات وكان بقربي هاتف وعيادة صحية. كما إنني أصبحت أشد بأسا. وحولت التحدي الى فرصة تركت فيها التدخين ومارست رياضة المشي وتعلمت الصيد ومضيت عميقا في الفة المكان ومحبته والتعرف على البتراء ودروبها واقبيتها.
درّس المعلمون والمعلمات في ظروف الأردن القاسية الشاقة تلك الأيام، ودرس أبناؤنا الطلاب هم أيضا في ظروف غاية في القسوة والشدة.
درست السابع والثامن والتاسع في المدرسة الهاشمية الإعدادية التابعة للثقافة العسكرية الواقعة في أقصى شمال غرب المفرق. كنت امشي نحو 7 كيلومترات يوميا ذهابا وإيابا إلى المدرسة في الحر والقر. وامشي أحيانا نحو 3 كيلومترات إلى أقصى جنوب شرق المفرق حيث موقف سيارة الجيش التي تنقلنا الى المدرسة. اذكر من زملاء تلك المدرسة سعد هايل السرور وعلي سلامة أبو فلاحة وعلي خلف الحمود وعلي خميس الشويعر. وكان الملازم عادل محمد حسن مدير المدرسة الهاشمية من أنبل من عرفت من المعلمين.
كان صيف 1968 في المفرق صاخبا فوارا، فكارثة حزيران تلقي بظلالها على أرواحنا وعلى علاقاتنا، فكانت الهزيمة والرد عليها، هما جدول أعمال أبناء جيلي بامتياز، كنا نشعر بالخذلان والعجز والهزيمة وكان علينا أن نفعل شيئا، تحاورنا ليالٍ وشهورا طويلة، ورجعنا إلى عشرات المراجع مثل كتاب «ما العمل» لقائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين والى مؤلفات ماو تسي تونغ ومذكرات تشي غيفارا. ومؤلفات منظري الحرب: محمود شيت خطاب وليدل هارت وفرونزة. والى مذكرات تشارل دوغول وونستون تشرتشل وبرنارد منتغمري واروين رومل ثعلب الصحراء ومختلف القادة السياسيين والعسكريين.
توزع الشباب على أحزاب وتنظيمات تلك المرحلة المرعبة، فمثلا اختار الشقيقان يوسف وعماد ميخائيل القسوس الحزب الشيوعي. والاشقاء فخري وميشيل وجميل ثلجي النمري الجبهة الديمقراطية. وفؤاد الزيتاوي ومحمد النجدي جبهة النضال الشعبي. ومحمود النجدي وصلاح الداغستاني الجبهة الشعبية.
تابعت كاتبي المفضل غسان كنفاني فوجدته في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أسستها حركة القوميين العرب عقب الهزيمة عام 1967 فالتحقت بالجبهة برفقة محمود إبراهيم كساب، الذي سيصبح لاحقا زوج شقيقتي خديجة. عملت في مكتب المفرق ثم لاحقا في مكتب الطفيلة إلى أن حلّت كارثة أيلول 1970.
بلغ بي التمزق ذراه، والفانتازيا قمتها، فالجيش والفدائيون، في المواجهة على الضفة الشرقية وفي عمان «هانوي العرب». وهناك على الضفة الغربية المحتلة يقف الجيش الإسرائيلي المحتل متفرجا مؤججا على دمنا. جيشنا وقواتنا المسلحة التي تضم عمي جعفر وشقيقي علي وخالي عبد الحليم مزعل مشري وصديقي عبد المهدي علي التميمي وصديقي الطيار فراج فراج دبابنة ومديري الغالي عادل محمد حسن، جيش الشهداء: الطيار موفق السلطي والطيار فراس العجلوني وفرحان محمد الحسبان وصالح شفيق صلاحومنصور كريشان، في مواجهة الفدائيين !!
في الطفيلة تمت الأمور على خير وأكمل وجه، قام حكماء الطفيلة ورجالاتها: عبد الله العوران أبو غازي ومحمود الداودية أبو فتحي ومحمد المرافي أبو حكمت ومحمد المحاسنة ابو هاني وعبدالمهدي العطيوي أبو عبدالله ومحمد العدينات أبو زيد وآخرون بمساع مكوكية مضنية لإبرام اتفاق بين الفدائيين والجيش تم بموجبه الحيلولة دون وقوع مذبحة. فالفدائيون المزودون بمدافع الهاون ورشاشات الدوشكا يستحكمون في مرتفعات الطفيلة ويشترطون سلامة رفاقهم ويهددون بالقصف.
تمكن رجالات الطفيلة، بعد جولات مفاوضات مكوكية، استغرقت عدة ساعات، بين قيادة المنطقة العسكرية التي اتخذت من مخفر الطفيلة مركزا لها وبين قيادة الفدائيين المشتركة الموجودة في مرتفعات العيص، من الاتفاق الذي حال دون اقتحام مكاتب الفدائيين في مدينة الطفيلة ودون الرد بقصف الهاونات. جرى اصطحاب الفدائيين الذين كان اغلبهم من ابناء الكرك والسلط والشوبك، عبر طريق اللعبان الى الكرك للانضمام الى التجمع الرئيس هناك. كان من بينهم صديقي علي الهواري مدير مكتب جبهة التحرير العربية في الطفيلة الذي كان محتجزا خلف القضبان في المخفر فوجدته متحزما بمسدس يضعه تحت القميص والطلقة في بيت النار.
قتل مواطن في ذلك اليوم التاسع عشر من أيلول 1970 وسقطت قذيفة هاون واحدة في احراش الزيتون الكثيفة في شارع فلسطين !!.
الدستور
  • الأردن
  • مناسبات
  • المفرق
  • الشوبك
  • الطفيلة
  • لب
  • الملك
  • ملكا
  • عمان
  • تقبل
  • رياضة
  • معان
  • إسلامي
  • الدين
  • يومية
  • صحيفة
  • أخبار
  • صحة
  • علان
  • الهاشمية
  • ثقافة
  • مال
  • أعمال
  • مذكرات
  • العسكريين
  • شباب
  • عرب
  • حكما
  • الكرك
  • السلط
  • رئيس
  • عربية
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/27 الساعة 01:23