د. محيلان يكتب: ضاعت ولقيناها يا حكومة

مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/24 الساعة 18:54
د. محمد حيدر محيلان تم هذه الايام ارساء المزاد العلني بمبلغ نص مليون و22 الف دينار اردني ... دينار ينطح دينار (شامل الضريبة) على احد الاغنياء في الاردن لامتلاك رقم نمرة سيارة (77/7) لا يطعم ولا يغني من جوع ... ولا يعني لتسعة ملايين مواطن اردني شيء لو مر من امامهم هو والسيارة وراكب السيارة ...وممكن ما ينتبهوا من الجوع والطفر لكل ما يمر من حولهم الا اذا صدم فيهم.. تم ذلك وسط جمع غفير من المزاودين المتحمسين والمترفين والشبعانين حد التخمة (باستثناء الصحفيين ورجال الامن وموظفي الدولة) الذين حضروا للواجب وليس فضولاً ولا رغبة في المزاودة ....وعلى صوت الأكف المصفقة لاحالة العطاء على الفائز وسط حنق البعض الخاسر وعيون الحاسدين المضيعين لفرصة الاحتفاظ بالرقم ( الجوهرة) واستخفاف البعض او سميهم (الي مش طايلين العنب) على راي المنبهرين واللاهثين لامتلاك هكذا مغنم. ... طبعا انا ابارك لهذا الرجل واحترم رغبته ومثلي كثر ....والا كيف ستستفيد الحكومة ماديا وكيف سيرضي هو الفائز غروره ويشبع الحاجة التي تعتريه من تحقيق الذات التي هي اعلى الحاجات في سلم ماسلو.... فحاجات الناس تختلف حسب ماسلو...منهم من يلهث للحصول على رغيف خبز واذا تلقفه نام ملء جفونه ومنهم من يلهث للحصول على سقف ولو زينكو ليتقي برد الشتاء وحر الصيف وهكذا لا اريد ان انغص الفرح على ممتلك الرقم بعرض مآسي الاردنيين فله الحق ان يفرح كما للبعض الحق ان يبكي او يشكي لله فقط طبعا.... وفي غمرة الفرح وشجون الاسى المتفرع في بيوت الاردنيين اقول ....لقيناها يا حكومة ....اكيد غايبة عن الملقي وغيره وهي اشباع غرور اصدقاء وامثال هذا المزاود الرابح من جهة - وهم كثر في الوطن - واطفاء الدين العام وسداد المديونية من جهة والحل عن جيوب المواطن من جهة ثالثة ...وذلك عن طريق طباعة الف رقم مميز من هذا النوع وارسائها على اغنياء لاهثين عن اشباع وتحقيق الذات وهو حق شرعي لهم وحاجة يجب تحقيقها عن طريق الحكومة الموكولة برفاه الشعب وتحقيق حاجاته ولو كانت ترفاً عابراً .... فبيع الف رقم او اكثر بنصف مليون او اكثر لكل رقم يحل مشكلة الحكومات المتعاقبة والمديونية ويعفي الشعب المهتري من الضرائب ورفع الاسعار.. قد يتفيهق سائل او قارئ ويقول لي من اين ستاتي بالف رقم مميز يا أخينا ....أقول ممكن ناخذ الحروف الابجدية ا ب ت ث وكل حرف مع اول ثلاثين رقم نسميها ارقام برونزية مع الوان تميز الصنف ثم ارقام ذهبية ثم ارقام فضية ونميز بينها بالالوان والاشكال بما يرضي غرور المواطن الشبعان اكل وشرب ... وقرفان سكن وزواج ومتع وملذات لكنه جوعان ترف وجاه وتحقيق ذات وابهة....والحكومة قادرة على ارضاء هؤلاء ما داموا قادرين على الدفع ...وهذا معروف بالتسويق ويمارسه تجار عمان فيضعون اسعار خيالية على البضائع والملابس لارضاء غرور هؤلاء وهي نفس السلع والبضائع التي تساوي اسعارها عشر او اقل من سعر المباهاة والاستعراض.... لا اقلل من شأن هؤلاء الباحثين عن الشهرة ولا استخف بمشاعرهم فهو نوع من الرفاه المشروع والمسموح فلماذا لا تستغله الحكومة وتستثمر في رفاه هؤلاء ورغباتهم بدل ان تجلد الفقراء وتستثمر في قهرهم ومعاناتهم وتمعن في اذلالهم ....ما دام الحل موجوداً والاطراف راغبة في ذلك فعلى بركة الله يا دولة الملقي القي صنارتك وافكارك فاذا هي كنز مبين تلقف ما في ايديهم وما يملكون فتلقى الشعب لك شاكرا والجميع يحقق ذاته ورغباته.
  • اردن
  • الاردن
  • يعني
  • الدين
  • عمان
  • معان
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/24 الساعة 18:54