إيران - حماس: قصف إعلامي من العيار الثقيل
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/23 الساعة 15:16
مدار الساعة - كتب .. د. نبيل العتوم
في ظل التحولات الإقليمية الدراماتيكية المتسارعة على ساحة الصراع في المنطقة بدأت تظهر ملامح حالة من الهجوم الممنهج التي تقوده أكثر من عشرة مواقع محسوبة على التيار المحافظ الوسط والإصلاحي، و التي باتت تتداول مقالاً تم إعداده بعناية من جانب القسم السياسي تحت عنوان ” حماس : اليد الفارغة ، والرأس المنحني ” كال المقال الاتهامات تلو الاتهامات لحماس التي تؤكد عدم توافق سياساتها مع السلوك الخارجي الإيراني وأهداف الدولة والثورة الإيرانية مقسمة التحليل إلى مقدمة وتسعة تهم وخاتمة :
عدم تجريب المجرب ، وتحميل دماء الشعب اليمني لحماس ،و اتهام حماس قادة حماس بأنهم خدام المال،و اتهام حماس بالخيانة، و السلوك المزدوج لحركة حماس ، واستعراض سجل حماس السيء ، واتهام حماس بالعمل ضد إيران ،خطورة الثقة بحركة حماس.
يخلص “التقرير السياسي”المعد بعناية فائقة لمخاطبة قطاعات الشعب الإيراني في هذا التوقيت الدقيق ؛ بأن حركة حماس قد فشلت في الاختبار ، وبات من الحكمة عدم تجريب المجرب من خلال ضرورة التخلص منها ومن العبء المالي والسياسي الذي تُمثله ، بعد أن باتت هذه الحركة تلعب على المكشوف سعياً وراء المال ، بعد أن تمترست ضد نظام بشار الأسد ، ووقفت إلى جانب عاصفة الحزم ، وباتت يدها ملطخة بدماء الشعب اليمني، ، إلى جانب اتهامها برفع راية تنظيم داعش الإرهابي ، وخلصت إلى ضرورة اعتبار حماس حركة خائنة لإيران ، وحسب القاموس الثوري الإيراني ضرورة إعدام الحركة سياسياً .
لا شك بأن العلاقة بين إيران تعيش بين مد وجزر، وإلا لما تناقله هذا العدد والكم من المواقع الإخبارية والصحفية الإيرانية ،خصوصاً أن صحيفة قانون هي من الصحف اليومية التي يتم توسيعها في العاصمة طهران على نطاق واسع ، بملاحقها الاقتصادية والثقافية والرياضية والفنية ، ولم يتم كذلك مصادرة هذا العدد من الصحيفة ، ولا توجيه أية تهمة إلى المالك علي رضا نيكويى، ولا حتى طلب استدعاء رئيسة التحرير مهناز مظاهرى ، كما جرت العادة في إيران ، والملفت أن التحليل السياسي انتشر كالنار في الهشيم في كثير من المواقع الإعلامية المهمة([1]).
إلى جانب ذلك فإن الانتقاد المعلن لحماس عبر القنوات التلفزيونية الإيرانية ، مما يُشكل تحولاً مهماً من زاوية بدء التعبئة الشعبية نحو مسارات جديدة لسياسات طهران الخارجية ، والذي ينبغي لقادة حماس التوقف عنده . و بأن إيران باتت تعيش لحظة فارقة على صعيد تطور الوضع الداخلي على إيقاع الاحتجاجات الشعبية التي جرت مؤخراً ، والتي باتت تدق ناقوس الخطر باتجاه انهيار اقتصادي شامل ، والذي سيتزامن حتماً مع وجبة عقوبات دسمة يتم طبخها على نار هادئة في واشنطن .
كل هذا يدل على أن العلاقة الإيرانية – الحمسـاويـة ستشهد تحولات دراماتيكية مهمة خلال المرحلة القليلة القادمة ، بعد أن أصبحت حماس في الزاوية الحرجة ، وهذا بالتأكيد سيتطلب منها التفكير برؤية جديدة , ووفق مقاربة واقعية مبنية أنه لا يمكن التعويل أو الثقة بإيران طويلاً , كمـا أن هــذا المتغـيرات المتسارعة التي طـرأت علـى علاقـة حمـاس بـــإيران لهـو مـؤشر علـى أن هـذه العلاقـة متـجهـة لأن تـكـون عـلاقـة شبه عـاديـة، وليسـت عـلاقـة تـحالـف إستراتيجي كمـا الحال في السـابـق ، و بموازاة ذلك بات من المفيد لحماس توظيف مختلف المتـغـيرات المتاحة في المنطقـة لصـالـح تـحـقـيـق أهـدافـهـا وبرنامجها الأسـاسـي ، وليس باتجاه تغييــر هـذه الأهـداف تحت مطرقة الضغط الإيراني…
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/23 الساعة 15:16