جرادات يكتب: الأندية وأهميتها في ترسيخ الديمقراطية والولاء والانتماء لدى الشباب
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/21 الساعة 14:45
د. محمد سليمان جرادات
يلعب النادي والذي يمثل هيئة اجتماعية مستقلة دوراً كبيراً ذا قيمة في حياة المجتمع والشباب فالنادي والذي يقوم بدور ثقافي اجتماعي رياضي وبحكم كونه ملتقى اجتماعي لفئة كبيرة من الشباب يشكل موقع لتبادل المعلومات والأفكار السياسية والاجتماعية والدينية... الخ والتي تؤدي إلى تكوين قناعات واتجاهات كثيرة ومتعددة كما يقوم بتنمية روح الديمقراطية وتعزيز مفاهيم الحرية والتأكيد على الوحدة الوطنية والولاء والانتماء وذلك من خلال ما يلي:ـ
عملية الانتخاب التي تتم داخل النادي تنمي عند الأفراد معلومات ومهارات واتجاهات ديمقراطية مفيدة في حياتهم العامة وكذلك الأمر بالنسبة لتشكيل قوائم الانتخابات والاعتراض عليها خلال مدة معينة ووضع البرامج لها وحشد التأييد وممارسة الاقتراع وقبول النتائج مهما كانت
- : إن عملية الاقتراع والتصويت وقبول النتائج والالتزام بالقوانين والتعليمات ونظام النادي الداخلي تشكل خبرة تعليمية لا يمكن إنكار فائدتها وقيمتها في تطوير الحياة الديمقراطية.
- : يوفر النادي فرص لتنمية مبادئ الحرية المسؤولة فإن مناقشة عضو النادي لسياسة النادي وخططه الداخلية إضافة إلى الأنشطة المختلفة التي سيقيمها النادي بحرية واحترامه لآراء الأعضاء الآخرين وان خالفت آراءه والالتزام بقرار الأغلبية تمثل خبرات وأنشطة تساهم في تنمية وتعميق مبادئ الحرية المسؤولة لدى كل عضو من أعضاء النادي.
- : كما ويلعب النادي دوراً كبيراً في تنمية روح الوحدة والوفاق بين جميع فئات المواطنين إذ أن النادي يضم في عضويته أشخاصاً يمثلون التركيب السكاني لمختلف فئات المجتمع مما يوفر جسوراً للتعاون والتعارف والمودة والصداقة وتبادل الآراء والأفكار التي تزيل أسباب سوء الفهم والاختلاف إن وجدت كما يعمل النادي على إزالة مشاعر التعصب الطائفي والإقليمي إن وجدت.
ولا يخفى الحال على أحد في أن الولاء والانتماء ينمو مع الشخص فيبدأ بالحنين إلى مكان الولادة وإلى الحارة التي بدأ اللعب فيها ومن ثم الأماكن المجاورة، فيعشق الحياة الموجودة في منطقته كالزراعة والتجارة والعمل ومع الزمن يتعمق الولاء والانتماء ليصل إلى حياة الآباء والأجداد وكيفية معيشتهم وحتى الحنين إلى مساكنهم القديمة وقبورهم.
والنادي الذي يقيم الألعاب للكباروالندوات الاجتماعية والأيام الطبية والمساعدات بكافة أشكالها لا بد أن يحتل مكانة خاصة لدى الأطفال ومن خلال الرياضة والألعاب المختلفة وتشجيع فرق النادي وبالتالي ينمو النادي وتنمو مكانته لدى هؤلاء الشباب منذ صغرهم فيعمل على تعميق الولاء والانتماء لديهم بصورة فريدة ومن أهم محاور الولاء والانتماء المتجذرة لدى الشباب والتي يعود الفضل فيها للنادي ما يلي:
1. توضيح تاريخ الأردن منذ الثورة العربية الكبرى وحتى اليوم فلا تزال هناك العديد من الأندية التي تأسست مع بدايات المملكة ولا زالت تقوم برسالتها في الولاء والانتماء حتى يومنا هذا وأندية تحمل على عاتقها الثورة العربية الكبرى مباشرة ومن خلال تشرفها بحمل نفس الاسم.
2. حب القيادة الهاشمية وتاريخها المجيد ويؤكد ذلك متابعة القيادة للأندية وانجازات الأندية ودعم الأندية ويؤكد ذلك وجود أندية تحمل اسماء عريقة من أسماء القيادات الهاشمية.
3. التطور في الحياة العامة السياسية والاجتماعية ...الخ. وحمل الأندية على عاتقها جزء من ذلك التطور ومن خلال مساهمتها في العديد من المشاريع الوطنية وحمل رسالة التطور والتقدم.
4. المحافظة على الوحدة الوطنية بكافة أشكالها وأصولها وكل يوم يزداد هذا الدور لدى الاندية والكل يعرف أن هناك أندية تم تأسيسها من قبل المواطنين على اختلاف الأصول والمنابت من أجل ترسيخ الوحدة الوطنية والمحافظة عليها.
5. ولا يخفى على أحد دور الوسطية والاعتدال وتبني رسالة عمان وأهم مضامينها في إبراز الوسطية والاعتدال ومواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وحمل الأندية لتلك الرسالة ونشرها في المحافل الدولية والعربية وتجذير قيمها المختلفة مثل التسامح والعدالة وحرية الرأي ....الخ.
6. حمل الشباب على الانتاج ونبذ عقلية الاستهلاك ونقل الشباب الى الاعتماد على النفس في جميع شؤون الحياة.
7. التفكير البناء والفكر الناقد والعمل وفق الأوراق النقاشية لجلالة الملك وإقامة الندوات وورش العمل لتقرير تلك المبادئ والسلوكيات لدى الشباب.
8. ولا ننسى دور الأندية في الاعتماد على الذات وتعليم الشباب الاعتماد على الذات وحل المشاكل بالطرق السلمية وبذل الجهد في التغلب على الصعاب المختلفة.
msthjaradat@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/21 الساعة 14:45