السرحان يكتب: (بلاد الشيح والدحنون يكفي فأحضانكِ لم تعد تُدفي)

الدكتور هاني الكعيبر السرحان تباً لكل يد ساهمت في تضييق الخناق علينا وساهمت في انحدار الأوضاع المعيشيه للمواطن الأردني. زمرة فاسدة تحكمت برقابنا فلا جوعنا يهمهم ولا بؤسنا وعوزتنا تشفع لنا عندهم حتى مطالبنا ونزف جراحنا تصلهم لكنها لا تستوقفهم ولا يحركون لها ساكناً..

فالحذر الحذر من انعكاس الواقع المعيشي المرير على أمننا واماننا اللذين كانا محطَ أستغلالكم للتجرؤ والتطاول على لقمة عيش الاردنيين، كان حبنا لتراب بلادنا حُبَ زُهدٍ وعِفة وكنا نرتجي ورفَ ظلال الأردن على كل الأحبة فسكتنا وصبرنا سنين طويلة على وعود نعرف تماما أن ليلها لن يصبح.. وكانت عهودنا نفيسه قد قطعناها على أنفسنا منذ الغزل الأول لخيوط عز هذا البلد على خطى من سبقونا في التضحيات ونذروا انفسهم رخيصه لرفع البنيان. لكن الأيادي الخسيسة باعت رخيصه هذه العهود وسلبت أحلامنا بالقادم الأجمل الذي وعدنا به. يا من أوكلتم الى أنفسكم ومن أنفسكم زمرً في مناصب لا تستحقونها فكان أكرامكم دفننا. أدخلوا الأسواق والحارات والشوارع في المدن والأرياف والمخيمات والبوادي وحدقوا النظر في عيون الاردنيين صغاراً وكباراً ستجدون البؤس يحتل أهداب عيونهم حتى أن ومضات الأمل قد سلبت منهم والمستقبل لم يعد محطة الأمل المنتظر لأن وعودكم كاذبة. فأرض الدحنون قد نشف وردها وذبلت أزهارها ولم يبقَ من رحيقها الا سمٌ مدسوس يفتك بروح المحبة بين الأردنيين من شتى أصولهم وأصبح هذا السمُ يسري منا مسرى الدم ليفرق بين الأرض والشعب. يا أصحاب مراكز القرار ومن والاهم رفقاً بحسرات عيون أطفالنا وهم يتطلعون إلى أدنى متطلبات الحياة من مأكل ومشرب أو حتى لعبه صغيرة أو قطعة حلوى تأتي بعد جهد جهيد رواتب هشة يتقاضاها الأردنيون لم تعد تكفي لسد ضنك العيش وأنتم تستمرون غير آبهين باثقال كاهلنا برسوم وضرائب لا تعد ولا تحصى وغلاء فاحش في الأسعار، حتى أصبحنا في فسحة أمل أن عذابنا في الأردن هو أجر لنا في الأخرة. لكن ثقوا تماما يا من أُمنتّم علينا وخنتّم الأمانة أننا سوف نبقى لكم بالمرصاد ولن تلهينا بعد اليوم كل المخاطر التي تحيط بنا عن محاسبتكم فنحن اليوم شعب يلتحم سوياً للحفاظ على أمننا الداخلي والخارجي وكل هذا لن يثنينا عن الوقوف بوجه كل من تطاول على قوت الشعب. ستطالكم أيادينا المستعده فتبت أيادٍ غير مستعده.