المنتخبات الاردنية لكرة القدم والمستقبل المجهول
مدار الساعة – كتب :عبدالحافظ الهروط
ما تزال المنتخبات الاردنية في حدود المشاركة وليست في دائرة المنافسة،باستثناء حالات محدودة وقد انتهت منذ سنوات.
كان التأهل لنهائيات آسيا للمنتخب الأول ومنتخب الشباب غاية المنى، وعندما وصلاها عدنا الى حيث بدأنا، فقد ظلت الادوار النهائية بعيدة المنال،حتى اذا ما لعب المنتخب الوطني في ملحق كاس العالم 2014 وخرج دون ان يحقق طموحات الاردنيين بالتأهل، كانت "الرصاصة الأخيرة" في جعبة اتحاد اللعبة.
ولأن الاتحاد يتلهّى بالمشاركات وقد تأهل منتخب ت 23 الى نهائيات آسيا في الصين، كانت الاسطوانة الاعلامية واركان الاتحاد يعيدان النغمات السابقة ذاتها بالتبريك والتهليل وفي كل مرة وكأننا حققنا الهدف المنتظر.
هذا المنتخب فرّط بالفوز مرتين قبل ان يحكم على نفسه بالخروج في اللقاء الأخير، امام العراق ، وهنا يجب ان نتوقف عند نتيجتي المباراتين اللتين تقدم بهما قبل ان يفرض عليه منافساه التعادل.
تقدم الاردن على السعودية بهدفين لم يحافظ عليهما حتى الدقائق الأخيرة، وهذا يحدث في كرة القدم، مثلما تقدم على ماليزيا في المباراة الثانية بهدف في الشوط الاول ، ولكنه دفع ثمن التعادل الذي به اضعف حساباته في المجموعة.
السؤال : أين الجهاز الفني من عدم توجيه اللاعبين للحفاظ على التقدم؟ ولماذا لم يعالج هذه الهفوة في المباراة مع المنتخب الماليزي؟
سؤال آخر : ماذا عن دور الجهاز الفني في ضبط وربط اللاعبين في الجانب النفسي والتربوي، فالمباراة مع السعودية قد انتهت، لماذا يجنح اللاعب بهاء فيصل في سلوكه، ليُحرم من المشاركة في مباراتين مهمتين؟
في مثل هذه المنافسات التي تجرى على نطاق المجموعة، فإن الخطأ ممنوع لأن له كلفته،ولا عذر لأي لاعب ان يخرج عن قواعد الاستمرار الا في حالة الاصابة او عدم الظهور بالاداء المطلوب، وبالتالي كان السلوك غير الحضاري له الكلفة التي دفعها اللاعب نفسه ودفعها المنتخب،مع انه يفترض ان لا يعتمد جهاز فني على لاعب مهما كان وزنه.
ما يتعلق بالمنتخب الوطني في مباراتيه الوديتين خلال المعسكر الذي اقامه في ابو ظبي، فمن وجهة نظر شخصية اقول: ليس المهم النتيجة سواء تلك التي خسرها امام منتخب فنلندا او التي فاز فيها على الدنمارك (الفريق الثاني) وحتى لو كان الأول،ذلك ان المعسكر يظل هدفه الاستمرار في دخول اجواء المباريات دون ضغط تنافسي والتعرف أكثر على قدرات اللاعبين ومدى تقدمهم بدنياً وفنياً، كما هو فرصة اضافية ايضاً لمدير الجهاز الفني جمال ابو عابد والطاقم التدريبي.
اعتقد ان وجود المزيد من الوجوه التي تمثل المنتخب، وحيث ينتظر انضمام وجوه من منتخب 23 يعطي الأمل بمرونة اختيار الأفضل، بداية في التحضير لنهائيات آسيا العام المقبل في الامارات وانتهاء بخوض تصفيات كاس العالم 2022 التي تستعد لها قطر.
الخوف الذي يساورني ويساور غيري من الاعلاميين والمتابعين ومحبي كرة القدم، ان تظل مشاركات منتخباتنا مرهونة بالمناسبة التي تنافس بها وتنتهي مع انتهاء المنافسة دون الاستمرار في بناء منتخب متواصل، وكأن كل مناسبة لها منتخب فيكون مصير منتخباتنا مجهولاً دون ان نصل الى نتيجة تحقق طموحاتنا وتفرح الشعب الاردني، كالفوز في نهائيات آسيا او بلوغ كاس العالم.