في غياب البطل!!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/16 الساعة 00:22
في السينما ينوب الدوبلير او الشبيه عن البطل في المواقف التي تعرض حياة البطل للخطر كالسقوط عن سلم او التوغل في السباحة بحيث يصبح الغرق وشيكا. وفي الحياة السياسية ثمة ابطال من لحم ودم وابطال من ورق، وكذلك دوبليرات او اشباه يظهرون في غياب الابطال، لكنهم لا ينوبون عنهم في السقوط او الغرق، بل في الاصغاء للتصفيق والهتافات التي تتحول بالتكرار الى مجرد شعارات منزوعة المحتوى . والعالم العربي منذ عدة عقود يعيش ما يمكن تسميته فراغ البطل؛ لهذا يبحث عنه تارة في كتب التاريخ والمقابر وتارة في كرنفالات موسمية لا علاقة لها بالبطولة!. ومفهوم البطل في التاريخ كان محورا لسجالات لا حصر لها بين مؤرخين ومشتغلين في علوم النفس والاجتماع والانثربولوجيا، ومنهم من رأى ان البطل مجرد يافطة على حدث او اسم حركي لجماعة بشرية لولاها لما حدث ما يستحق ان يطلق عليه فعل بطولي، لهذا تساءل احد المؤرخين ساخرا ما الذي كان سيحدث لاوروبا لو ان تشرشل دهسته سيارة وهو في العاشرة من عمره، او لو ان ماركس مات بالحصبة الالمانية وهو طفل، او لو ان لويس التاسع عشر عاد الى باريس وكانت الفرصة مُتاحة لآل بوربون كي يعدوا حتى العشرين!. ان المغالاة في دور الفرد غالبا ما تأتي تعويضا نفسيا عن غياب البطولة الجماعية، او بمعنى ادق البطالة المجتمعية التي تدفع الناس الى البحث عمن ينوب عنهم في كل شيء الا الموت! والفارق بين امّة غاربة واخرى قادمة من المستقبل هو ان الاولى تبحث عن ابطال في الكتب والقبور الدارسة، بينما تبتكر الامة الحية القادمة من المستقبل ابطالها من صُلبها، والمسألة اولا واخيرا ترتبط بدور الفرد في التاريخ فهو يزدهر عندما يعم السبات الجماعي ويستفحل الاستنقاع والخمول!!. الدستور
  • عرب
  • دهس
  • الحصب
  • تقبل
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/16 الساعة 00:22