المكــــروه

مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/13 الساعة 00:45
لم يسبق لرئيس أمريكي أن حظي بكراهية المجتمع الدولي مثل الرئيس الحالي دونالد ترامب . ولم يسبق لرئيس أمريكي أن هدّد وتوعّد ثم تراجع مثل ترامب ... واجه أبراهام لينكولن كراهية الجنوب الأمريكي إلى حد الحرب الأهلية ولكنه نال اعجاب العالم وتقديره لتحرير العبيد . وأصبح علامة فارقة في التاريخ العالمي . اهتم السياسيون والمبدعون في أمريكا بنجوم أفريقيا مثل ... باتريس لومومبا وليوبولد سنغور ونلسون مانديلاّ وغيرهم ... بينما وصف ترامب الدول الأفريقيّة وهاييتي بالقذرة ... وسبقها بالتهجم على المسلمين والمكسيكيين في بداية ولايته على رئاسة دولة عظمى تنادي بالحرية والديمقراطيّة ... جاء الرد مباشرة من الأمم المتحدة ... لم يجد المتحدث باسم مفوضيّة الأمم المتحدة لحقوق الانسان روبرت كولفيل . وصفاً لتصريحات ترامب إلاّ ... معيبة ... صادمة ... عنصريّة ... وقال انه لم يجد كلمة أخرى لوصفها ... أضاف لا يمكنكم أن تصفوا بلداناً وقارات بأكملها بصفتها أوكاراً للقذارة بحيث يصبح سكانها بأكملهم وهم ليسوا من البيض غير مرحب بهم ... وأشار إلى عنصرية ترامب عندما رحب بمهاجرين من بلدان مثل النرويج لأن سكانها من البيض ... ترى هل نسي الرجل ان الغالبية العظمى من الشعب الامريكي الذي انتخبة ملوّنين ومن مذاهب دينية مختلفة ؟؟ ... أصبح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبئاً على بعض الدول التي كان سيزورها ... قرر تدشين مبنى السفارة الأمريكية الجديد في لندن ... تصدى له عمدة لندن العمالي صديق خان وأعلن أن ترامب غير مرحب به في عاصمة الضباب ... جمع البريطانيون حوالي مليوني توقيع ضد الزيارة ... تراجع ترامب عن زيارة المملكة المتحدة وعلل السبب ان الرئيس السابق باراك اوباما باع مبنى السفارة القديم بمبلغ زهيد مقابل مبنى جديد كلف أكثر من مليار دولار ... اتفاق سيئ كانوا يريدون أن أقص الشريط لكن لا ... لم يتذكر ترامب بان قرار نقل السفارة اتخذ في عهد جورج بوش الابن ... سحب أمريكا من اتفاق باريس للمناخ ثم قرر إعادة النظر والعودة إلى الاتفاقية ... القرار الوحيد الذي لم يتراجع عنه هو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فهو يعرف حالة العرب والمسلمين في مقاومة القرار ... سويسرا التي تعتبر تاج أوروبا في الحرية والديمقراطية والتسامح أعلنت انها تتوقع احتجاجات عنيفة من مواطنيها في العاصمة بيرن بعد إعلان مشاركة دونالد ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس ... جاء الإعلان بمثابة تقريع خجول لتصريحات ترامب التي ينثرها على منصات التواصل الاجتماعي يميناً ويساراً ... من جانب آخر نجد الرجل يطلق مدافعه وبنادقه على الآخرين بتصريحات غاضبة ... هدد كوريا الشماليّة ووصف رئيسها بالولد المجنون ... هدد بضرب كوريا الشماليّة . ثم استدار راضياً عن المحادثات بين الكوريتين الشقيقتين ... حشد (بالكلام ) مهدداً إيران باتفاقية النووي إياها . ثم هدأ حينما أعلن الاتحاد الأوروبي أن الاتفاقية أو المعاهدة جيدة بالنسبة لأوروبا والعالم ... كان أسلافه يعالجون القضايا الدوليّة بواسطة وزارة الخارجيّة والدفاع والمخابرات ... ينشرون المصائد هنا وهناك ويوقعون بأمة كاملة لدرجة استغلال الوضع لتفكيك الاتحاد السوفيتي أو سيطرة إسرائيل على الأراضي العربية ... اذا كان دونالد ترامب أسير حياته كرجل أعمال قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة كما يقول ناقدوه ... فاننا نجد رجال الأعمال ينتهجون الكياسة السياسيّة لتحقيق طموحاتهم . وأحياناً يلجأون لسياسة العصا والجزرة حتى يبيعوا منتجات مصانعهم من السلاح وقضبان سكة الحديد وأجهزة التكنولوجيا الرقمية وغيرها ... هل نسينا العمولة ( الرشوة ) بالملايين ؟؟ ... ترى هل كان ترامب يطلق التصريحات العنصريّة نفسها وهو يتفاوض لبناء أبراجه وفنادقه في آسيا وأفريقيا ؟؟؟ ... المحيّر في كل هذا أن الرجل رئيس الدولة العظمى في المعمورة . الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/13 الساعة 00:45