كرة الثلج الخليجية
مدار الساعة – كتب :عبدالحافظ الهروط –جاءت النسخة الثالثة والعشرون لبطولة كأس الخليج في الكويت مناسبة لإذابة ثلج بحجم كرة القدم من جبل ثلجي سياسي يغطي بكل اسف العلاقة الأخوية بين المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة مقابلة.
وفي الوقت الذي استعصت المناسبات السياسية على إحداث مقاربة بين هذه الدول، فإن بطولة الخليج كادت تحقق شيئاً من هذه المقاربة، بما هو اكبر من حجم الكرة التي تدحرجت على الملاعب الكويتية، الا ان نتائج المباريات لم تخدم ما كان يتمناه الاشقاء في الوطن العربي،ومنهم الكويتيون والعراقيون واليمنيون والعمانيون الذين شاركت منتخبات بلدانهم في البطولة.
نعم، لم تسعف النتائج من كان يتطلع للقاء المنتخب السعودي او الاماراتي نظيره القطري في النصف النهائي او النهائي، لزيادة كثافة ذوبان الكرة الثلجية اذ خرج المنتخب السعودي مبكراً مثلما خرج المنتخب القطري، ولكن عن طريق المنتخب البحريني قبل ان يودع البطولة بخسارة من المنتخب العماني في الدور قبل المشهد الختامي بهدف، ليظل المنتخب الاماراتي الوحيد بين منتخبات الدول التي يدور بين دولها خلافات، بعد ان ابعد منتخب العراق في الدور ذاته بالركلات الترجيحية.
الا انه يسجل للبطولة وقد جمعت هذه المنتخبات على ارض واحدة اذ لم يتخلف منتخب واحد وفي هذا تفاؤل لما هو مقبل على خير ان شاء الله، وخصوصاً ان دولة الامارات التي خسرت لقب كاس الخليج لهذه النسخة امام عُمان بالركلات الترجيحية 45 ستستضيف نهائيات آسيا التي سيكون منتخب قطر ضمن المنتخبات المتاهلة لها وعندئذ لكل حادث حديث.
وفي السياق ذاته، فإن دولة قطر تنتظر مناسبة، حيث يأمل المواطن العربي ان ينتهي الخلاف الخليجي قبل قدومها وهي ان الدوحة ستستضيف عام 2022 بطولة كاس العالم حيث سيكون العالم العربي باسره امام حدث تاريخي وهو الاول من نوعه في المنطقة العربية برمتها، فضلاً عما دار من احاديث حول استضافة خليجي 24.
وفي حدث بوزن كاس العالم تحديداً، فإن العرب ينتظرون بآمال عريضة ان تشهد بطولة العالم المزيد من المنتخبات العربية المتأهلة ومنها منتخبات السعودية والامارات والبحرين
الخلافات السياسية لم تكن في يوم من الايام لها تأثير على الرياضة عالمياً، وعلى النقيض مما يحدث عربياً بكل اسف، ولكن يعود الفضل في تجسير هذه الهوة في عالمنا العربي وجود حكماء وعقلاء يحرصون دوماً على عدم تعميق الجفاء، وكذلك يعود الفضل للقوانين الرياضية الرادعة التي تحيل من ان تكون هناك مقاطعات رياضية بين الدول اياً كان شكل الخلاف او النزاع.
حتى ذلك الحين، نسأل الله ان يوفق امتنا للابقاء على عرى الأخوة والتلاقي بينها، انظمة وشعوباً،وشكراً للرياضة التي تعوضنا ما افسدته علينا السياسة.