التقرير السنوي لمركز شُرُفات يستعرض الأحداث العالمية المهمة التي شكلت العام 2017.. ومستقبل العالم في 2018

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/26 الساعة 14:33
مدار الساعة - استعرض مركز شُرُفات للدرسات والبحوث، في تقريره السنوي ، الأحداث العالمية المهمة التي شكلت العام 2017، ومستقبل العالم في 2018. وتناول التقرير نتناول أهم الأحداث والاتجاهات العالمية التي أثرت على عالمنا المعاصر من وجهة نظر العولمــة، وتلك التي يمكن أن تؤثر علينا عام 2018م مرتبة حسب أهميتها من وجهة نظر مركز شُرُفات. وتاليا نص التقرير : هل زاد عالمنا اليوم عولمّـــة انفتاحا وأمنا ، أم تحوّل الى ساحة الى الصراع العنيف والخوف وعدم اليقين ؟ في هذا التقرير المختصر والمكثف لمركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب نتناول أهم الأحداث والاتجاهات العالمية التي أثرت على عالمنا المعاصر من وجهة نظر العولمــة، وتلك التي يمكن أن تؤثر علينا عام 2018م مرتبة حسب أهميتها من وجهة نظر مركز شُرُفات . أولاً : الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – استمرار الصراع العربي –الإسرائيلي وفشل كل محاولات التطبيع السياسي والشعبي مع إسرائيل ،لكن مع استمرار ضعف و تشرذم الموقف الفلسطيني بين حماس والسلطة ، والموقف العربي . – حققت إسرائيل مع نهاية العام 2017 نجاحا كبيرا في صراعها مع العرب بعد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ولا نتوقع أي انتفاضات كبرى ومؤثرة للفلسطينيين أو العرب أو تحسن على الموقف العربي أو تقدم على الملف عام 2018م حيث سيبقى يراوح مكانه. – كان الشرق الأوسط والدول العربية تحديدا ساحة للصراعات العسكرية والحرب الأهلية الدينية والقومية والإثنية ، في العراق وسوريا واليمن وليبا والصومال ومالي. – إنفلاش موجات من التطرف الديني والارهاب المتوحش على يد تنظيم داعش الذي سيطر على أراضٍ في العراق وسوريا قبل القضاء علية عسكريا في الموصل والرقة ، واستمرار تواجده في ليبيا وسيناء- مصر.. – تحوّل دول مثل الصومال وليبيا واليمن الى دول هشة أو فاشلة . – زادت شقة الخلافات بين الدول العربية بفعل الخلاف حول : الموقف من قضية القدس وإعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ، والخلاف السعودي القطري ، وبروز سياسة الأحلاف والمحاور التي شلت وعطلت العمل العربي والتعاون المشترك . – زادت الصعوبات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية وفشل مشاريع التنمية الشاملة والتحديث وتعزيز المواطنة والمشاركة السياسية لدول مثل: الأردن ولبنان وتونس والجزائر والمغرب. – استغلت دول مثل ايران وتركيا حالة الضعف العربي الشامل فقامت بملء الفراغ والتنافس على الساحة العربية . ثانياً: أسيا – برزت الصين الشعبية كقوة عظمى هائلة اقتصادياً, منافسة بقوة و شراسة لأمريكا. فمن نسبة نمو اقتصادي مستمرة بارتفاع منذ اكثر من عقد ، الى تجارة وأسواق عالمية متنوعة ، الى نظام هجين (اشتراكي / رأسمالي متوحش) فرضت الصين بالفعل نفسها على صورة الأحداث العالمية لعام 2017م. فيما تراجعت أهمية اليابان والنمور الأسيوية الأخرى . ونتوقع أن تستمر بهذه الوتيرة الأعوام القادمة رغم محاولات أمريكا الضغط عليها للحد من نشاطها. -ليس هناك صوت يزعج هدوء الساحة الأسيوية الآن سوى كوريا الشمالية وبرنامجها النووي، واستمرار تهديد الجماعات الإرهابية الإسلاموية في أندونيسيا والقلبيين. وهناك شكوك حول تطور مشكلة التطهير العرقي لجماعة الروهنقا المسلمة في ميانمار. قد تتحول الى بؤرة للإرهاب عام 2018م . – هناك هدوء بين الباكستان والهند التي تعتبر من اكبر الديمقراطيات في العالم رغم وجود حكومة متطرفة قوميا ودينيا بوجود رئيس الوزراء ناريندار مودي من حزب الشعب الهندي . – استمرار خطر الجماعات الإسلامية الإرهابية في الباكستان مثل طالبان وعلاقاتها مع أفغانستان التي شهدت نشاطاً ملحوظا لتنظيم داعش مع نهاية العام2017م . ونتوقع زيادة نشاطه في أفغانستان تعويضا عن انهزامه في سوريا والعراق. ثالثاً: أوروبـا – أهم ما في المشهد الجيوبولتكي لأوروبا المعاصرة هو الصعود الصاروخي لقوة روسيا في عهد فلاديمير بوتين حيث استطاعت خلال عقد من الزمن العودة أخرى من تحت الثلوج القطبية الى المياه الدافئة في تركيا وسوريا والعراق . فهي اليوم ثاني مصدر للسلاح في العالم بعد أمريكا وهي المنافس الأول سياسياً لأمريكا، لذلك وضعها ترامب على رأس التهديدات لأمريكا في استراتيجية الأمن القومي الجديدة للرئيس ترامب 2017م – لم تتأثر أوروبا والاتحاد الأوروبي كثيرا بخروج بريطانيا من البريكس ، ولديها منظمات بديلة كثيرة ومهمة للتعاون والتشبيك الاقتصادي والعسكري مثل حلف الناتو لكن هذه الدول لا تريد منافسة أمريكا أو الصين على التأثير في العالم. – شكلت موجة الهجمات الإرهابية وعمليات الذئاب المنفردة ، وهجرة الشباب الأوروبيين والتحاقهم بالتنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا مشكلة أمنية ساعدت في ادراك هذه الدول لأهمية التعاون ومشاركة المعلومات . ونتوقع أن تشهد أوروبا فترة من الهدوء النسبي العام 2018 لكن يمكن للذين عادوا من ساحات القتال -على قلتهم- أن يشكلوا قنبلة موقوتة في قلب أوروبا. – انتشرت ظاهرة الشعبّوية والقومية المتطرفة ، والإسلاموفوبيا في الكثير من أوروبا الغربية في النمسا ، المانيا ، وفرنسا وبلجيكا ، والمشكلة أن لهذه الجماعات ارتباطات عالمية مع مثيلاتها في أمريكا . وهذه ظاهرة نتوقع أن تزيد أكثر عام 2018م. رابعاً: أمريكا (الشمالية والجنوبية) – تشهد أمريكا تحولات واسعة وعميقة جدا في بتيتها وسلوكها السياسي وهي تراوح منذ العقد الماضي بين : سياسة الهيمنة والتمدد أو الانكماش والاهتمام بالداخل وكلها مقاربات سياسية و محاولات أعقبت نهاية الحرب الباردة ثم فترة ما بعد هجمات 11ايلول 2001م . – كانت فترة بارك أوباما لا لون ولا طعم ولا رائحة وترك الكثير من القضايا العالقة مراوحة مع الصين وروسيا ، ونصر مشكوك فيه مع ايران في الملف النووي ودعم كبير لإسرائيل . – شهدت أمريكا مع قدوم دونالد ترامب سيطرة لمقاربة الانسحاب المبرمج من سيرورة العولمة والاهتمام بالدخل والانكماش كالقنفذ وسيطرة روح داروينّية(صراع البقاء ) على السياسة الأمريكية ولقد اعلن الرئيس عن هذه المقاربة من خلال “استراتيجية الأمن القومي” التي ستكون خطة الطريق لأمريكا خلال السنوات الأربع القادمة لأمريكا في ظل ترامب . وبناء عليه فأن أي محاولة تحليل لمستقبل أمريكا سيكون محكوم بهذه الاستراتيجية والتطورات التي ستحدث عليها بناء على تطور الأوضاع على الأرض . – من المؤكد بأن ترامب سيركز على أولويات مواجهة الصين ثم روسيا ،فيما ستبقى بقية المشاكل مثل القضية الفلسطينية في نهاية الاهتمامات الأمريكية. إلا إذا حدثت تغيرات- خارقة -غير متوقعة وهي كثيرة ولا نستبعدها إطلاقا في العلوم الإنسانية والعلم فكل شيء نسبي وقابل للتغير. – تعاني معظم دول أمريكا الجنوبية أو اللاتينية من مشاكل سياسية وبنيوية خانقة تحول دون مساهمتها بشكل مؤثر في سيرورة العولمة ، فباستثناء البرازيل والمكسيك في بقية الدول غارقة بالفقر والبطالة والتهميش .
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/26 الساعة 14:33