ممثلو الكنائس: الملك صوت المسيحيين كما هو صوت المسلمين

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/26 الساعة 12:48

مدار الساعة - ممثلو الكنائس لـ "عين على القدس": الملك صوت المسيحيين كما هو صوت المسلمينأجمع رؤساء وممثلو كنائس على ان الوصاية على الأماكن المقدسة المسيحية والاسلامية في القدس الشريف "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون لغير الهاشميين أصحاب الشرعية الدينية والتاريخية والسياسية امتدادا لمفهوم وإرث العهدة العمرية، مثلما أجمعوا على ان القدس ليست للإسرائيليين، بل للعالمين المسيحي والإسلامي، وأن ما يحدث هذه الأيام هو بتأثير لوبي الصهيونية المسيحية، الذي وصفوا أتباعه بـ "خوارج الكنيسة ويستغلون الدين لمصالحهم السياسية والاقتصادية".

ووصف هؤلاء في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الاردني مساء أمس الاثنين، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل بـ "المولود الميت كونه قرارا باطلا دينيا وتاريخيا، وان الولايات المتحدة لم تعد مصدر حل للقضية، بل صارت جزءا من العقدة في فلسطين". وقال الناطق الرسمي باسم بطريركية المدينة المقدسة للروم الأرثوذوكس الأب عيسى مصلح، ان القدس حزينة ومحزونة بسبب تغييب أبنائها عنها في أعياد الميلاد، بسبب الجدار الفاصل وحواجز الاحتلال الإسرائيلي، إضافة الى القرار المستنكر والمدان من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي كان يعتبر شريكا لعملية السلام.

وأشار الى ان ترمب صادر بقراره المشؤوم أهل المدينة المقدسة الابتسامة والبهجة والسرور بمناسبة ميلاد المسيح المخلّص، فبدلا من أن نقول: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة"، جعلنا نتأهب للدعوة الى انتفاضة ثالثة من أجل أن يتراجع عن قراره، لأن القدس ليست للإسرائيليين، بل للعالمين المسيحي والإسلامي.

وأضاف الأب مصلح، "لن نخرج من تحت سماء القدس التي تمت في ظلها العهدة العمرية بين الخليفة عمر بن الخطاب والبطريرك صفرونيوس، وهي العهدة التي تعتبر الدستور النموذج الذي نعتز ونفتخر به، لأنها جسدت الإخاء والعيش المشترك الإسلامي المسيحي.

وتابع، نقول للرئيس ترمب إنك أشعلت النار في قلوب وعقول المؤمنين، ونحن كرؤساء كنائس وبطاركة في القدس، أعلنا المبايعة لجلالة الملك عبدالله الثاني عندما دعانا في المغطس كي نكون معه بمناسبة عيد الميلاد المجيد، "بايعنا ملك السلام وأعلنا رفضنا رفضا باتا لقرار ترمب، وكتبنا له كتابا شديد اللهجة كي يتراجع عما قام به من إهداء مدينة القدس للمحتل الإسرائيلي".

وأشاد الأب مصلح بالتعاون التام والوثيق بين القيادتين الأردنية المسؤولة والوصية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي أكد على التعاون مع جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل إعلاء صوتنا في المحافل الدولية ولدى كل الأحرار في العالم، وكي نعمل بجد واجتهاد وإصرار من أجل استرجاع الأماكن المقدسة التي يهددها الخطر الإسرائيلي.

وأكد الأب مصلح أن القدس، ستبقى عاصمتنا الى الأبد، مشيرا الى التعاون الكبير ووحدة الرأي الإسلامي المسيحي، الذي يعمل يدا بيد وبجد وإصرار في مواجهة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في المدينة التي يريد الاحتلال تهويدها دينيا وتاريخيا واجتماعيا وسياسيا وتعليميا، معربا عن أسفه لوجود بعض من يرحب بالصهيونية المسيحية ويفتح لها الأبواب.

وحذّر الأب مصلح من أن الاحتلال الإسرائيلي يريد إخراج مسيحيي المدينة المقدسة منها كي تصبح القضية الفلسطينية قضية إسلامية يهودية وقضية دينية، وهو ما يشكل آخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية، مؤكدا أن المقدسيين مسلمين ومسيحيين لن يخرجوا من كنائسهم وأديرتهم ومساجدهم، وسيبقون متوحدين في مجابهة الاحتلال، ولن يرضوا إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما اكد أن جلالة الملك عبدالله سيبقى الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، ويجب على العالم العربي والإسلامي والمسيحي أن يدعم الأردن ملكا وحكومة وشعبا من أجل التصدي لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في القدس والأراضي المقدسة.

وأشار أيضا الى الجهود التي يقوم بها بطاركة القدس بهذا الخصوص وعلى رأسهم بطريريك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين، البطريرك ثيوفيلوس الثالث، الذي يقوم بجولات خارج الوطن من أجل كشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي وما يقوم به من اعتداءات بحق الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وخاصة في القدس.

ولفت الأب مصلح الى أن أتباع المسيحية الصهيونية يعملون بجد واجتهاد من أجل أن يفهموا شعبنا الفلسطيني المسيحي بأن الوطن في هذه الأرض هو خارج هذا العالم، وهو في السماء، ونقول لهم وبكل صراحة نحن كرجال دين إذا اضطررنا أن نحمل البندقية من أجل المحافظة على قدسنا الشريف، فسوف نحملها وبكل فخر واعتزاز، ولن نسمح بتغيير هوية مدينة القدس والوضع القائم فيها، وعلى الغرباء أن يخرجوا من مدننا وأرضنا وقدسنا التي ستبقى مفتوحة لجميع الديانات التي تؤمن بالإله الواحد من مسلمين ومسيحيين ويهود، وليس لأي ديانة أن تحتكر القدس لها، لأن هذا الأمر مرفوض مطلقا، وسوف نقاومه وسنبقى على هذا التراب المقدس شاء من شاء وأبى من أبى .

بترا

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/26 الساعة 12:48