حتى لا نشوه ماركة الكلاسيكو الاسباني
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/24 الساعة 11:21
حتى لا نشوّه ماركة الكلاسيكو الاسباني
مدار الساعة - كتب : عبدالحافظ الهروط - انتهى الكلاسيكو الاسباني بفوز مزلزل لبرشلونة 3-0 على غريمه ريال مدريد ولذلك نقول للمرة الألف : ان الارض والجمهور لم يعدا قاعدة المؤازرة في تحقيق الفوز فالمباراة جرت على ملعب البيرنابيو.
وكالمعتاد يستنفر اعلام العالم منذ اشهر وتحديداً عند معرفة موعد اللقاء المنتظر بين الفريقين والغريب ان هذا الهياج الاعلامي ليس محصوراً بالماكينة الاسبانية بل في جميع دول العالم، ومن لم يعمل بالاعلام على وجه الكرة الارضية..
السبب في ذلك ان برشلونة وريال مدريد استحوذا على محبي كرة القدم بجنونهم وجنون اللعبة دون سواهما من اقطاب في كل بلد يركل هذا "الجلد المنفوخ" ولكنه مؤثر على عقول البشرية حتى اصاب الناس بهستيرية الفوز والخسارة على السواء..
السبب الآخر في هذا الاهتمام ان نجوماً على الارض تجري يمثلون الفريقين،وما يزيد الجماهير متابعة وجود عملاق في برشلونة وآخر في ريال مدريد، الأول : ميسي والثاني رونالدو وقيل فيهما ما لم يقله الشعراء والخطباء في مدح الملوك والزعماء..
ميسي بلغ السحر ولم يسبقه اليه الا مواطنه مرادونا الذي بلغ الذروة، ورونالدو كل همه في عالم كرة القدم ان يتفوق على منافسه سواء في المنافسات الفردية كأفضل لاعب في العالم وجائزة الحذاء الذهبي،او ان يهزمه في مباراة تجمع الفريقين وبالتالي الظفر ببطولة الدوري.
لم يعد جنون اللعبة قائماً على الارض التي تجمع الفريقين الكبيرين، فحسب، ولا على مستوى اسبانيا، كما اشرنا، او القارة الاوروبية، وانما هو الجنون العابر لقارات العالم منذ سنوات وبفضل وجود النجمين اللذين احتكرا حديث المعلقين، والغريب في هذا الاحتكار سواء تألق احدهما وأخفق الآخر او شارك رونالدو وغاب ميسي بسبب الاصابة، اذ بلغ الأمر بالمعلقين ان قالوا "ما تزال نتيجة المباراة تقدّم ميسي على رونالدو بهدف"، في اشارة الى اهمية النجمين في فريقيهما، وكأن المنافسة بين نجمين في لعبة فردية..
ولأن الكبار يبقون كباراً رغم نشوة الفائز وغصة الخاسر، فإن الثقافة الكروية وسموها تظلان المعيار الحقيقي للاحتراف الحقيقي للنجوم في مثل هذه المواقف التي يفوز فيها فريق على منافسه بهذه النتيجة الكبيرة وخصوصاً انها تقام على ارض المنافس وامام جمهوره يغمر المدرجات عن بكرة ابيها.
مثلما تؤكد ثقافة الاحتراف مدى التواضع عند الفوز في هكذا ظروف، ومدى احترام المنافس عند الخسارة..
وعندما يرد كابتن برشلونة أنييستا على سؤال لصحفي : هل انتم بهذا الفوز ضمنتم اللقب، في اشارة الى فارق 9 نقاط عن مطارده اتلتيكو مدريد و14 نقطة عن الرابع وهو ريال مدريد، ليقول : الدوري لم ينته، ولكن المنافسة مع غريمه التقليدي قد انتهت، فهذا هو الاحترام للمنافسين وقدراتهم، بعينه، وان الكرة ما تزال في الملعب، حيث يحدث كل شيء غير متوقع في عالم كرة القدم..
الأمر الآخر، وهو رغم الحساسية المفرطة بين برشلونة وريال مدريد الا ان مصافحة اللاعبين وتهنئة الفائز واخذ الخاطر بحق الخاسر، فإن الصورة المضيئة هي ما الفت الظهور بها الفرق الكبيرة، وانها لا تسمع لكل الضجيج الذي يثير الضغينة او النيل من سمعتها ويجعل الجماهير في حرب داحس والغبراء كما يحدث في منافسات عربية كثيرة، وتصبح اشارة" دق خشوم" ماركة عربية في لقاءات وبطولات "هايفة" والآداء فيها "مباطحة"."
الكلاسيكو الاسباني ماركة جميلة يصعب بلوغها، حتى في الدوريات العالمية الكبرى،على محبي اللعبة ان لا يشوهوها، فهل نرجع مع الكرة العربية والكرة الاردنية الى رشدنا؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/24 الساعة 11:21