القـــاضـي الجـلاد .... !!!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/23 الساعة 00:23
في الاعراف الدولية وقوانين الانسانية يكون العدل هو العدل السائد عندما يكون القاضي منصفاً وعلى مسافة متساوية بين الظالم والمظلوم بين الجلاد والضحية حتى تضح الحقيقة وينصف المظلوم، وحتى يتم اصدار الحكم العادل، وحتى تبقى الحقيقه والعدل والانصاف في اعين الناس في اي مكان في العالم عنوان لنزاهة القاضي ولاعتبارات اخلاقية ودينية ونزاهة.
ان تكون امريكا راعية للسلام يعني الابتعاد عن الشبهات من ان تكون منحازة لاحد الاطراف وعن جميع اشكال السوء وعن كل ما يبعث الريبة وهذا معيار دقيق ومهم يؤكد النزاهة بشكل عام، واي خلل في ذلك يسبب ارباكات كثيرة فلا عدالة في غياب النزاهة، ولا حياد وقبول في قرارات القاضي الراعي لعملية السلام اذا حدث فيها شروخ في معيار النزاهة إذ تفقد الثقة العالمية اذا أخلَّ في هذه النزاهة.
فإن ما حدث من الجانب الامريكي راعي عملية السلام في الشرق الاوسط يثبت للعالم اجمع انها محازة الى طرف على حساب الطرف الآخر لتفقد مصداقيتها العالمية خاصة بعد ان شجبت غالبية دول العالم قرار الرئيس الامريكي بنقل السفارة الامريكية الى القدس واعلانها عاصمة لاسرائيل متناسين الجرائم التي اقترفتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ومزوداً اياها باحدث ما صنعوا من اسلحة في استعراض للقوة بذبح ما تبقى من الشعب الفلسطيني على مراى ومسمع من المجتمع الدولي الذي ادان وندد في هذه السياسة القمعية التي لم يسلم منها طفل او شيخ او امرأة. وبذلك تكون امريكا مع القاتل في جانب واحد اي ان القاتل والقاضي هو واحد امريكا واسرائيل فكيف للحقيقة ان تعلو فكيف لامريكا ان تزود اسرائيل باسلحة قتل ودمار لشعب مظلوم وصاحب حق من اجل بقاء المحتل اسرائيل فلمن تكون الشكوى والوضع هكذا الا يكفي ما تم تهجيره من الشعب الفلسطيني وما تم سجنهم تحت ذرائع وهمية وقتلهم بدون ذنب وتدمير بيوتهم دون سبب وحرق اشجارهم دون رحمة فهل ستبقى هي الراعي الوحيد لعملية السلام بعد ان اثبتت انها غير منصفه ومنحازة لجانب اسرائيل وانها باعلانها القدس عاصمة اسرائيل قد دخلت في مستنقع الشبهات وعدم الحيادية والنزاهة وانها زادت من الوقود على النيران بدل ان تطفئها.
ولا يتفق السياسيون المخضرمون ولا الباحثون الاجتماعيون والنفسيون على ان الحل دائماً بالمعارك التي تستخدم فيها الطائرات والصواريخ والمدافع وغيرها بل هي بالارادة الحقيقية لانتاج الحلول وصناعة السلام. ان المعركة الحقيقية هي المعركة التي يقودها المجتمع الدولي لصناعة السلام وهزيمة الحرب والقتل والدمار والعنف والارهاب فهناك واقع مجتمعي على ارض الواقع يستدعي استئصال ثقافة العنف والكراهية والانتقام والثأر بل يجب استنبات ثقافة السلام والتسامح والتعايش والغاء لغة التسلط والهيمنة بل اتباع آليات لانتاج الحلول وليس تدوير الازمات من فترة زمنية لأخرى والتي ستؤدي الى صعوبة الى الوصول لحالة شفاء تام من الصدمات المتكررة او التخلص من اثارها بل نعتمد ثقافة الحوار من اجل التعايش لنتمكن من السيطرة ومسح الذاكرة مما علق بها من صور وبشاعات ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ومسح الجراح والاثار التي اصابت الارواح والقلوب والعقول فصناعة السلام تحتاج لارادة حقيقية لشخصيات مخضرمة كالقيادة الهاشمية وليس الى شخصيات تؤزم الموقف بقراراتها الغير مدروسة حتى وان ملكت القوة العسكرية والمالية وغيرها من وسائل الهيمنة والسيطرة .
ان صناع السلام يتمتعون بروح الفروسية والنبل ويرفضون خطاب الكراهية والفتنة والانتقام على اقناع احد الاطراف لتقديم التنازلات وهو صاحب حق كذلك فهم مدربون واصحاب خبرة على التفاوض وحل النزاعات ويعرفون ويدرسون الواقع بابعاده بشكل دقيق ولديهم ارادة تستند الى الحق والعدل للتخلص في طروحاتهم من اثار الماضي للوصول الى الشفاء التام من الماضي ومخلفاته ولا يمكن ان يتحقق السلام بسياسية الامر الواقع او كسر الارادة لطرف من الاطراف او استضعافه او الاستهانة به؛ لأن هذا لا ينتج الشفاء التام بل يفتح جراحات عديدة ولن يتحقق السلام بشراء الذمم او تقديم المغريات على حساب شعب صاحب ارض وصاحب حق كما وان الانتهازيين والمواقف الانتهازية لأي كان لن تصنع السلام لان هؤلاء يبحثون عن مغانم ومكاسب ومواقف لحماية انفسهم مع عدم ثبات لهذه المواقف؛ لان شعوب دولهم لن ترضى بالمهانة والاستكانة والتخاذل لأن التاريخ يسجل ذلك بالنقش على الحجر .
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/23 الساعة 00:23