الاشتباك الملكي أحرج الدول العربية وعمّق مأزقها

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/21 الساعة 21:14

مدار الساعة - تحت عنوان "أقولها صراحة" كتب نقيب الصحفيين الاردنيين الزميل راكان السعايدة:

إن الموقف الأردني الصلب، رسميا وشعبيا، من القدس، والاشتباك الملكي، ومن خلفه الدبلوماسية الأردنية، مع القرار الأميركي، أحرج كل الدول العربية وعمق مأزقها، وسد عليها طريق التنصل من موقف واضح في جلسة الأمم المتحدة، ووجدت بعضها نفسها مضطرة للتصويت لصالح القرار الأممي الرافض لتغيير الواقع في القدس.

صحيح أن القرار الأممي سياسي الطابع، إلا أن هذا الطابع السياسي للقرار كشف عزلة أميركا، وكشف، أيضا، قدرة الأردن على حمل ملف سياسي وقانوني بجدارة واقتدار، وأن في العالم ما تزال هناك قوى حية حرة بإمكانها أن تقول لقوة أميركا الغاشمة "لا".

لنتخيل كيف سيكون الواقع، لو أن الأردن، والملك شخصيا، لم يكن رأس الحربة وسن الرمح في مواجهة الإجراءات الأميركية الأخيرة ، ولم يتحرك لينتزع من العالم الغربي تفهما واقتناعا بأن الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني هو كارثي، وتداعياته كارثية.

تصويت الأمم المتحدة ليس نهاية المطاف، وتداعياته المحتملة، أميركيا وإسرائيليا، على الأردن ممكنة، وربما تجدان أنّ معاقبة الأردن أسهل من معاقبة الدول الأخرى، لقناعتهما أن أكبر حصة من الصفعة الأممية لكلتيهما كانت عمّان خلفها.

اليوم، كما في الأيام القليلة السابقة والأيام اللاحقة، علينا رص الصف، بقوة وصلابة، خلف خيارات الدولة وقيادة الملك، نجابه القرار الأميركي ونجابه تداعيات مواجهتنا له..

إنها مسألة كرامة وطنية، ومن قبل مسألة ثوابت تقوم على حماية القدس والمقدسات وحق الفلسطيني بدولته وعاصمتها القدس، فعندما نحمي القدس فإننا حتما نحمي عمّان..

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/21 الساعة 21:14