سماء مرصّعة بالشهداء

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/20 الساعة 00:55
لو ان حاسوبا ذكيا وأمينا احصى عدد الشهداء والمشردين والمحاصرين والمعاقين والاسرى بسبب جرحهم على امتداد قرن مضى في فلسطين، لكانت الحصيلة ان عدد هؤلاء يكفي نصابا جغرافيا لجمهورية الحجر الكريم الذي انتصر على خوذة الاسخريوطي، وما روى ثرى القدس من دماء الفلسطينيين والعرب على امتداد تاريخها يكفي لأن يكون نهرا نعرف منبعه جيدا لكننا لم نعثر حتى الان على المصبّ. سماؤها مرصعة بالشهداء وترابها ممهور بتواقيع اقدام غبار، قدم واحدة منها تكفي لأن تمحو ذلك التوقيع الاستعراضي والاستفزازي لامبراطور اخرق، توهم للحظة بأنه قادر على اطفاء الشمس بزفير انجلوساكسوني نووي، فلا ترمب ولا ظلاله وتوابعه وضواحي نيويورك النائية في الشرق الاوسط توقعوا رد فعل كالذي نراه ونسمعه على مدار الساعة، فالرجل ليس قارئا جيدا للتاريخ كما انه ليس من صانعيه الا في فترة رمادية اشبه بالقيلولة التاريخية. وقد اخطأ وورطه من همس بأذنه ان العروبة اشاعة، وان فلسطين صدّقت ان اسمها اسرائيل، وان الثورات تتقاعد وتتقاضى راتبا تقاعديا من سماسرة رأس المال المتوحش، وسأظل اكرر ان ضارة ترمب نافعة، وان المؤامرة التي اخفقت ستتحول الى رافعة؛ لأن جدلية التاريخ التي لا يعرفها احفاد المستوطنين وصيادو الاطفال من اعناقهم لا تقبل التدجين، وسنكرر ايضا ان من ليس لديه خيل يهديها ولا مال عليه ان يتنحى جانبا ويلوذ بالصمت؛ كي لا يعكر صفو النداء المقدس، فالابجدية كلها الآن مقدسية والعرب كلهم فلسطينيون والبعير تماوت ليخدع الغزاة لكنه لم يمت، وسماؤها مرصّعة بالشهداء! الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/20 الساعة 00:55