بدء سريان الهدنة السادسة في اليمن
الساعة - دخلت الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي في اليمن حيّز التنفيذ، منتصف ظهر اليوم السبت بتوقيت غرينتش وصنعاء، وذلك بعد موافقة الحكومة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن التحالف في بيان له عن هدنة انسانية جديدة في اليمن، لمدة 48 ساعة تبدأ اعتباراً من الساعة ( 12:00) ظهرا (9:00 تغ).
ووفقاً للبيان، فإن الهدنة"تتمدد تلقائياً" في حال التزام الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح لها، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وفِي مقدمتها مدينة تعز، ورفع الحصار عنها، وحضور هذين الطرفين في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب (السعودية).
وأوضح أن إعلان الهدنة "جاء وفقاً للرسالة التي تلقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، المتضمنة أن ذلك قد تقرر تجاوباً مع جهود الأمم المتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في البلاد، وبذل الجهد لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني". وجاءت هذه الهدنة بعد يومين من أخرى مفترضة أعلنها اتفاف مسقط برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
ويأمل المجتمع الدولي، أن تساهم الهدنة في إطلاق عملية سلام أواخر الشهر الجاري، لمناقشة خارطة الطريق الأممية لحل النزاع المتصاعد منذ أكثر من عام.
وأخفقت جهود عديدة بذلتها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب بما في ذلك وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في أكتوبر تشرين الأول انهار بمجرد دخوله حيز التنفيذ.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن رسالة تلقاها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز من هادي أن الهدنة "تتمدد تلقائيا في حال التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وفِي مقدمتها مدينة تعز ورفع الحصار عنها وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب."
ولجان التهدئة والتنسيق هي لجان عسكرية تدعمها الأمم المتحدة ومهمتها الإشراف على وقف إطلاق النار في اليمن.
وكانت محافظة ظهران الجنوب في جنوب السعودية قد شهدت هجمات صاروخية شنها الحوثيون عبر الحدود.
ومن جانب آخر قالت وزارة الداخلية السعودية إن جنديا من السعودية قتل اليوم السبت لدى سقوط صاروخ أطلقه مقاتلون يمنيون على منطقة عسير بجنوب المملكة.
وتطلب حكومة هادي السماح بدخول تعز لأغراض إنسانية. ويحاصر الحوثيون المدينة المقسمة التي تحفها الجبال.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأسبوع الماضي إن التحالف اتفق مع الحوثيين على وقف إطلاق النار لكن حكومة هادي رفضت الفكرة وشكت من تجاهلها.
وقال الحوثيون يوم الأربعاء إنهم مستعدون لوقف القتال والانضمام إلى حكومة وحدة وطنية.
* جمود
وذكرت الوكالة أن أي "تحركات عسكرية" للحوثيين "سوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها."
وتسببت الضربات الجوية التي تشنها السعودية والحصار شبه الكامل لليمن الذي يستورد أكثر من 90 بالمئة من سلعه الغذائية الأساسية في ارتفاع أسعار الغذاء بشدة.
وبعد القصف والهجمات الأخرى المستمرة منذ شهور لم تصبح الغلبة في يد أي طرف في الصراع الذي أصابه الجمود وتسبب في نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص وأتاح لفرع قوي من فروع تنظيم القاعدة بتوسيع عملياته.
وتغير الوضع على جبهة القتال بعض الشيء خلال الشهور القليلة المنصرمة إذ يسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على معظم أراضي النصف الشمالي من اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء بينما تسيطر قوات موالية لهادي وقبائل محلية على باقي البلاد.
وتقول حكومة هادي إن الحوثيين استولوا على السلطة في انقلاب دعمته إيران وتطالبهم بمغادرة المدن التي سيطروا عليها وتسليم الأسلحة الثقيلة قبل بدء أي تسوية سياسية.
ويقول الحوثيون إنهم انتزعوا السلطة للقضاء على الفساد والتخلص من الإسلاميين المتشددين الذين يقولون إنهم وسعوا نفوذهم في ظل رئاسة هادي.
الهدنة السادسة
وهذه هي الهدنة السادسة في عمر الحرب اليمنية، والتي ترعاها الأمم المتحدة، والسابعة مع تلك التي أعلنتها قوات التحالف العربي في 25 يوليو/تموز 2015 من طرف واحد، ولم يلتزم بها الحوثيون.
وكانت أولى الهدن يوم 13 مايو/آيار 2015، حيث أعلنت الأمم المتحدة بموافقة أطراف النزاع وترحيب مجلس الأمن عن بدء هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام لفتح المجال أمام تقديم المساعدات الإنسانية للسكان، لكنها تعرضت لخروقات مبكرة في ساعاتها الأولى من قبل الحوثيين ما أدى إلى فشلها.
وفي العاشر من يوليو 2015، أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة جديدة في اليمن لكنها فشلت هي الأخرى، و لم تصمد في ساعاتها الأولى، حيث واصل الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح معاركهم في تعز ومحافظات مختلفة، وردّت مقاتلات التحالف على تحركاتهم.
و في 15 ديسمبر/كانون أول الماضي، أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة ثالثة بالتزامن مع مشاورات جنيف2 بين الأطراف السياسية، لكنها هي الأخرى فشلت في تثبيت وقف إطلاق النار، حيث تقدمت القوات الحكومية في ميدي و الجوف، وتخوم صنعاء، فيما واصل الحوثيون قصفهم لمدن تعز ومأرب.
وفي 10 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة قبيل الدخول في مشاورات السلام التي استضافتها الكويت لأكثر من 90 يوما، وعلى الرغم من نجاح تلك الهدنة في الحد بشكل كبير من الأعمال القتالية بالتزامن مع سير أعمال المشاورات، إلا أنها تعرضت للانهيار بشكل كبير مع رفع المشاورات دون تحقيق سلام، ما أدى إلى تصاعد غير مسبوق في القتال داخل الأراضي اليمنية وفي الشريط الحدودي مع السعودية.
وفي 19 أكتوبر/تشرين أول الماضي، أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، لكنها كانت هشة وتعرضت لخروقات متعددة.