الأردنيون المسيحيون والرعاية الملكية

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/19 الساعة 00:37
مصائر المسيحيين في الشرق في السنوات الأخيرة وبفعل ارتفاع منسوب التطرف والحروب الدينية، كانت محلَ اهتمام دائم للملك عبدالله الثاني والأردن بشكل عام، «أهل البلاد» كما يقال هم رصيد كبير، وفاعل سياسي واقتصادي واجتماعي عروبي بامتياز، ولعل مواظبة جلالة الملك على استقبالهم ومشاركتهم احتفالاتهم السنوية في الأعياد تقليد حديث نسبياً، لكنه مؤشر كبير وهام على حجم الاهتمام وعدم التفريق بينهم وبين اخوتهم المسلمين وتأكيد على رؤية الحكم للدور الكبير وطنيا وعروبيا للمسيحيين. الأردنيون المسيحيون واخوتهم من القدس الذين التقاهم الملك في عماد السيد المسيح بمنطقة المغطس، وبمناسبة الأعياد، ودعماً لصمود أهل فلسطين، يستشعرون بلا شك، أن الأردن بقيادته ربما يكون المدافع الحقيقي عن تراثهم ومراكزهم الدينية وتاريخهم ووجودهم في الشرق العربي، وبخاصة في بلاد الشام وعلى وجه الخصوص في القدس الشريف، وليس فقط فيما يدور بالأردن وفلسطين بل إن الأردن استقبل المسيحيين العراقيين الهاربين من بطش داعش وقوى التطرف الأخرى، واستقبل أقليات أزيدية وصابئة، وبهائية أيضاً، هذا الجهد الوطني جعل الأردن واحة استقرار وتعددية دينية، وهذا ما يجب استثماره في مخاطبة الغرب لمواجهة دولة عنصرية للكيان الصهيوني التي تريد الغاء التاريخ والتراث الإسلامي والمسيحي، وتحاول سرقة أوقاف المسيحيين أيضاً بصفقات مشبوهة. وهو أمر أكّده الملك في كلمته بالحفاظ على التراث المسيحي الخالد، وعلى المسؤولية التاريخية للهاشميين في القدس على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهذا الحديث نابع من إدراك هاشمي قديم بأهمية المسيحية في المنطقة وفي الاردن وفلسطين خاصة، وعلى الجانب الآخر يراهن القادة الدينيون والنخب السياسية المسيحية على دور للملك عبدالله في حماية وجودهم وفي الدفاع عن قضاياهم وإرثهم والحفاظ عليه، وقد أبدى الحكم في الاردن استجابة كبيرة ومستمرة وليست مرهونة بالمناسبات كي يرعى الدور المسيحي في الأردن باعتباره دوراً وطنياُ وعروبياً مشاركاً في القضايا الإسلامية وفي الافكار الخاصة بالطروحات السياسية التي تأتي حتى من الاحزاب الإسلامية. نعم كان هناك مسيحيون في القوائم الإسلامية المسيحية في الانتخابات وفي لجان تأسيس بعض الأحزاب مثل حزب جبهة العمل عند التأسيس، وفي حركة زمزم لاحقاً، وفي الكتل الانتخابية على مستوى المدن، وهذا الاندماج الكامل ليس هو موضوع البحث، بل إن اللقاء الذي جرى في المغطس وعلى وقع الحراك الأردني في سبيل القدس ومقداستها وقبيل سفر الملك للقاء بابا الفاتيكان، هو طريق آخر في مجمل الطرق التي يسلكها الملك لأجل الدفاع عن القدس ومقدساتهم في وجه القرار الأمريكي الأخير. اخيراً، في كتابه المعنون بقاء المسيحيين في الشرق خيار إسلامي، للصديق اللبناني أنطوان سعد يقول عن الأردن:»لا يزال رهان المسيحيين الأردنيين كبيرا على الملك الهاشمي الذي يشكل ضمانتهم، كما أن هذا الدعم يحظى بقبول الاوساط الإسلامية كلها. والشرعية الدينية القوية التي تتمتع بها السلالة الهاشمية مكنتها من إعطاء ما ارتأته مناسباً للمسيحيين»(ص.84-85). الدستور
  • الدين
  • عبدالله الثاني
  • الأردن
  • اقتصاد
  • الملك
  • عرب
  • تقبل
  • إسلامي
  • الاردن
  • مناسبات
  • قوائم
  • الهاشمية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/19 الساعة 00:37