تخلت الارض والجماهير عن اهلها فتأهل شباب الاردن والجزيرة
مدار الساعة – كتب :عبدالحافظ الهروط – في موضوع سابق أشرنا الى اهمية الجماهير والارض في تحقيق النتائج لفرقها، ولكنها في الوقت ذاته ما عادت قاعدة ثابتة واعطينا امثلة على منتخبات وفرق عالمية.
قلنا ان البرازيل تعرضت لهزيمة شنعاء على ارضها في كاس العالم امام المانيا بـ 71 وخرجت من ارضها وامام جمهورها مكسورة الخاطر.
في بطولة كاس الاردن كنا نمنّي النفس لو وصل الرمثا الى المربع الذهبي ليشكل مع الوحدات والفيصلي وفريق آخر مناسبة جماهيرية تعيد العافية لكرة القدم الاردنية، وليس هذا التمني من باب التحيز.
الرمثا خرج قبل هذا الدور، وظل الأمل ان يصل الفيصلي والوحدات او احدهما الى المشهد الأخير، لكن الارض ابتلعت اصحابها،ليخرج الفريقان من المسرح وابتلعت معهما الجماهير الطعم،فتأهل شباب الاردن والجزيرة عن جدارة واستحقاق ودون ارض وجمهور،فكيف تأتي المباراة ومن يحسم اللقب حتى لا نقول : يحالفه الحظ ؟.
ما تزال الفرق تخذل جماهيرها سواء كثرت او تناثرت فوق المدرجات، والاعلاميون للأسف يشطحون وراء نتيجة مباراة، ويجعلون من الفريق الفائز فريقاً عالمياً لا يشق له غبار وان اللاعب الذي سجل هدفاً او أكثر صار ينافس ميسي او رونالدو على الحذاء الذهبي!، لا بل ان بعض الزملاء الاعلاميين جعل احد المدربين بموازاة مدربي العالم!.
اتمنى وكل الاعلاميين وكل من يعشق الكرة الاردنية ان تصبح عندنا فرق تلعب في دوري ابطال آسيا ولا نقول أندية العالم، وان يكون عندنا نجوم ينتقلون من صفة اللاعبين، ويكون عندنا الهداف وليس المهاجم، وان نشاهد مدرباً اردنياً على الاقل يقود فريقاً عربياً مرموقاً او منتخباً يسجل معه انجازاً، ولكن "وما نيل المطالب بالتمني".
العودة الى مباراة الفريقين المتأهلين، لا ادري كيف تأتي من حيث الصورة الجماهيرية، فالكل يعرف ان الجزيرة جمهوره محدود، وان شباب الاردن بلا جمهور، فهل نضرب خيالاً لنقول : هل يأتي انصار كرة القدم للمتابعة على الاقل وليس التشجيع لفريق دون آخر؟ هذا كان يحدث في السابق عندما كان محبو اللعبة يأتون لكل مباراة بصرف النظر عن الفريق الذي ينحازون اليه.
اذاً، ليس امام الجزيرة وشباب الاردن الا ان يقدّما افضل ما لديهما، ليؤكدا ان اللقب لهما لا لطرف ثالث، ومن يستحقه لأنه الأفضل، وليس للحظ الذي اقبل اليه وادار ظهره لمنافسه، وقد يحدث هذا.
لا استطيع ان اجزم ان اللقب سيذهب الى الجزيرة لاعتبارات كثيرة،ولا اجزم ان شباب الاردن ما وصل الى هذه المباراة الا ليقول :الفرصة تهيأت فلماذا لا اكون البطل؟
ما يجعلني اتردد،هو انني لم اطمئن لفريق من الفرق الـ 12 بالفوز حتى لو كانت تجمع المباراة متصدر الدوري بنقاطه الواسعة عن متذيل الفرق ومهدد بالهبوط .
آمل ان اكون على خطأ وارى الجماهير الاردنية تغمر المدرجات لتتمتع بالاداء العام، وان لا يكون الهدير للمناكفة، ليس الا، او الفوز رغم كل القواعد التي تحكم المباراة ، مع تمنياتي للجزيرة وشباب الاردن بالتوفيق.