نفاع يكتب: الرسالة وصلت
بقلم القنصل الاردني لدى هنغاريا المهندس زيد نفاع
لم يكن مصادفة أن يلتقي الملك الهاشمي عبدالله الثاني، في موقع عماد السيد المسيح عليه السلام (المغطس) يوم الأحد، رجال دين وشخصيات وقيادات مسيحية في الأردن والقدس، بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.
لم تكن مصادفة، إذ يرسل جلالته، بلقائه هذا، وقبل ان يلتقي غداً الثلاثاء البابا في الفاتيكان، برسائل سياسية إلى الأطراف كافة.
فالملك، أولاً، يؤكد دعمه لصمود كنائس الأرض المقدسة في الحفاظ على مقدساتهم وممتلكاتهم، معربا جلالته عن تقديره لكنائس القدس والأوقاف الإسلامية لتمسكها بالعهدة العمرية التي أرست قواعد العيش المشترك والسلام.
ويزداد تأكيد الملك بأن حق المسلمين والمسيحيين في القدس أبدي خالد، ولذلك "سنواصل واجبنا التاريخي الممتد منذ عهد جدنا الشريف الحسين بن علي في حماية ورعاية المقدسات في القدس الشريف" قال الملك.
ولأن اللقاء جرى في موقع عماد السيد المسيح عليه السلام (المغطس)، فلذلك معطيات ورسائل أيضاً؛
أولها : ان المسيحية في العالم (أكرر في العالم) انطلقت من الأردن ونحن لسنا بحاجة الى اعتراف أو صكوك غفران من أحد، ولا لعام٢٠٠٠ ولا قبله للاعتراف بأن المسيحية انطلقت في العالم من الأردن وتحديداً من مكان عماد السيد المسيح عليه السلام.
ولكي أعود الى عنوان مقالي "الرسالة وصلت"، أي ان المسيح عليه السلام "عبر النهر وتعمد" والمقصود (نهر الاردن)، وفي جانبه الشرقي أي انه أصبح مسيحياً في الاردن (نقطة انطلاق المسيحية في العالم).
ولنذكّر بأن السيد المسيح عليه السلام عمد في عقده الثالث أي عندما كان عمره ثلاثين عاماً وقبل ذلك لم يكن مسيحياً.
ومن هذا المكان، هنأ جلالة الملك بعيد الميلاد من نقطة انطلاق المسيحية، وهو المكان الوحيد للحج المسيحي في العالم، ولذلك مغزى كبير.
وهنا، إذا أردت ان اكون منصفاً ومحقاً في كلامي فلا يوجد مرجعية للديانة المسيحية في العالم سوى المكان الذي انطلقت منه "فمكة ادرى بشعابها".
ولأن أمنية كل مسيحي في العالم ان يعمد في المكان الذي انطلقت وانتشرت منة فعليا المسيحية في العالم، علينا أن نكرس عظمة واهمية هذا الموقع على المستوى الدولي للاستفادة منه.
لذلك علينا ان نعمل على تفعيل معنى ومفهوم الحج المسيحي، وان يتم اختيار موعد للحج وبالطبع السادس من كانون الثاني لكل عام (عيد الغطاس).
تأخرنا كثيراً ولنبدأ من الآن، بترويج موقع المغطس إلى أن يصبح لدينا حج مسيحي حقيقي ويدخل علينا ملايين الحجاج المسيحيين من كل دول العالم في الوقت المقرر للحج.