الرحيمي يكتب: هذا هو أبو الحسين
مدار الساعة - خاص - كتب الوزير والنائب السابق المحامي مفلح الرحيمي
عروبيّ لا يزاود على عروبته أحد.. إسلامي كابر عن كابر منذ عهد الأشراف الهاشميين الذين ورثوها عن جدّهم رسول الله صلى الله عليه وسلام...
لا يستطيع أحد أن يزاود عليهم آل البيت الأطهار رضي من رضي وغصب من غصب... كانوا ومن زمن الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي الذي رفض وعد بلفور المشؤوم وإعطاء فلسطين العروبة والإسلام إلى اليهود كوطن قوميّ... حيث دفع ثمن ذلك كإمبراطور للعرب وبعدها نَفْيُهْ إلى قبرص ويموت هناك وينقل ليدفن في الأقصى الشريف بناءً على وصيّته... ومروراً بالملك المؤسس عبدالله الأول الذي دافع عن عروبة فلسطين والقدس والمقدسات معلناً قيام المملكة الأردنية الهاشمية بإمكانياتٍ قليلةٍ جداً آنذاك... يدعمه أبناء الأردن الأوفياء وشرفاء العرب والذين لم يخذلوا فلسطين والقدس والمقدسات يوماً ما... ويؤسس جيشنا العربي المظفّر في كلّ حروبه آنذاك وشرفاء العرب الذين التفّوا حوله... إلى أن استشهد بمؤامرة قذرة خططت لها الصهيونية على عتبات الأقصى المبارك يوم الجمعة...
ويتولّى حادي الركب الملك طلال بن عبدالله رحمه الله ويضع الدستور الأردني... ويدعم ويصول ويجول لدعم فلسطين العروبة والإسلام ونصرتها في كلّ المحافل...
وصولاً إلى باني نهضة الأردن الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه... الذي أفنى حياته كاملةً في سبيل فلسطين والمقدسات وعروبتها وينجز ما لا ينجزه آخرين من استصدار قرارات الشرعية الدولية لعودة الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم... وقرار مجلس الأمن (242) والداعي إلى انسحاب إسرائيل إلى حدود الخامس من حزيران 1967... ويستمر رحمه الله في مسيرته مدافعاً شرساً عن فلسطين والقدس... وانتزع اعتراف دولي في الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات... وينهض في الإعمار للمسجد الأقصى الإعمار تلو الآخر وكذلك قبة الصخرة المشرّفة... علماً بأن الوضع الاقتصادي في أوج التردّي حيث يبيع قصره ليعيد الإعمار للأقصى وقبة الصخرة المشرّفة... ويُنشئ جيشاً قوياً ومخابرات قويةً جداً ترفع لهم القبّعات إجلالاً لاحترافيتهم الأمنية القوية وجاهزيتهم العالية... كيف لا وهم رسل السلام في المناطق الساخنة في العالم وذلك بتفويض من الهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة لثقتها بهم حماهم الله ورعاهم ويبني وطناً ومؤسساتٍ دستورية يشهد لها العدوّ قبل الصديق... ويخوض غمار حروب السلم مقابل عدوٍ متغطرسٍ فيبهر العالم بشجاعته وقوته على الساحة العالمية والدولية ويترجّل الفارس رحمه الله ويعتلي العرش شبلٌ من أشبال بني هاشمٍ الغرّ الميامين جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ويبدأ مسيرته الصعبة جداً مكملاً المشوار في ظلّ ظروفٍ صعبةٍ في العالم وإقليمٍ ملتهبٍ من كلّ الجهات وأوضاعٍ اقتصاديةٍ صعبةٍ جداً...
ولكنه يستطيع أن يطوّر الدولة الأردنية الحديثة ويعزّزها في منظومتها ويطوّر أجهزتنا الأمنية ويرتقي باقتصادنا الوطني في ظلّ ظروفٍ صعبةٍ جداً بسبب الحروب والهجرات المتتالية وارتفاع أسعار الطاقة عالمياً واللجوء السوري ويضمد الجراح ويشدّ الأزر بهمة أبناء الأردن المتوحدين خلفه من شتّى الأصول والمنابت تعلو وحدتهم الوطنية فوق كلّ شيء ويصول حفظه الله ويجول ضد قرارٍ جائرٍ من رئيس أمريكا ترامب باعتبار القدس عاصمة إسرائيل... ولكنه وبهمة الرجال الرجال الذين صدقوا الله أولاً وصدقوا أمتهم وشعبهم الوفي لهم لا يتوانى عن نصرة فلسطين والقدس والمقدّسات كما كان من قبل في كلّ المحافل الدولية والعربية والإقليمية ويحشد لنصرة فلسطين والقدس كلّ شرفاء الأمة والعالم... كيف لا وقد أثبت للعالم ولشعبه أولاً أنه كان ولا يزال وسيبقى إن شاء الله الصادق الصدوق وفي خندق الأمة العربية والإسلامية وفلسطين والقدس العربية...
هذا هو أبا الحسين حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه... بكم نفتخر وبكم نعتز وخلفكم سائرون... سر بنا أبا الحسين لن نخذلك كما عهدتنا دائماً أبناء الأردن الأقوياء بعقيدتهم وانتمائهم العربي الإسلامي ويدعمنا جيشٌ قويّ ومخابرات وأجهزة أمنية تنحني لها الهامات وترتفع لها القبعات ونعزّز مسيرتنا الديموقراطية ونثبت أركانها...
عاش القائد وولي عهده المحبوب... وعاش الشعب الأردني العظيم... وعاشت قوّاتنا المسلّحة الأردنية وأجهزتنا الأمنية... وستبقى فلسطين والقدس عربيةً إسلامية...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته