على أبواب نظام عالمي جديد
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/16 الساعة 00:13
يوم 20 كانون الثاني 2017 سيشهد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مما سيكون نقطة تحول تاريخية ، ليس لان هناك تبديلاً في البيت الابيض ، فقد حدث التبديل من قبل مراراً وتكراراً دون أن يهتز النظام العالمي المستند إلى قيادة أميركا وضمان الاستقرار العالمي.
التغيير في أميركا هذه المرة انقلابي وهام جداً لأنه بمثابة تغيير لنظام الحكم في أميركا نفسها من حيث الكيف وليس الكم فقط ، لكن الأهم هو التداعيات العالمية التي تؤشر إلى نظام عالمي جديد ، لا تكون فيه أميركا الدولة العظمى الوحيدة.
سياسة أميركا العالمية كانت منذ الحرب العالمية تقوم ، ظاهرياً على الأقل ، على أساس القيم ومبادئ الديمقراطية والاستقرار السياسي. أما سياسة أميركا الجديدة فسوف تقوم بعد الآن على مبدأ أميركا أولاً.
التفاوض بين أميركا ودول العالم لن تكون مرجعيته القانون الدولي والقيم الإنسانية ، بل عقد الصفقات.
حلف الأطلسي كضامن لأمن أوروبا سيفقد معناه ومبرر وجوده ، ليس فقط لأن أميركا قد تصبح أقرب إلى روسيا منها إلى أوروبا ، بل أيضاً لان أميركا لن تأخذ موقفاً ودياً تجاه أوروبا ، فهي تؤيد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ، وتتعاطف مع انفصال غيرها. كما تم الترويج لسياسة الصوت العالي والاتجاه اليميني والمزايدات الشعبوية الامر الذي ستظهر نتائجه تباعاً في الانتخابات الأوروبية القادمة.
أميركا الجديدة لا تؤيد الاتفاق النووي مع إيران ، وتقف ضد الاتحاد التجاري لمنطقة الباسفيك ، وضد منظمة التجارة العالمية ، وضد إجراءات حماية البيئة العالمية ، وضد الانفتاح الاقتصادي لحساب استرداد فرص العمل.
ماذا سيفعل ترامب في سوريا ، العراق ، اليمن ، ليبيا ، القدس ، سوق البترول العالمي ، سلام المنطقة وحل الدولتين والاستيطان؟ لا أحد يدري.
كان الاعتقاد السائد أن قوة أميركا وقيادتها ليست مصلحة أميركية فقط ، بل مصلحة عالمية أيضاً ، هذا سيغير صورة أميركا في نظر العالم ، وستبرز الصين وروسيا على المسرح الدولي.
حالة من عدم التيقن في وقت لا توجد فيه قوى عالمية أخرى تقدر أو ترغب في القيام بدور أميركا ، أو تملك المؤهلات اللازمة لذلك. الصين مثلاً لا تنتج البترول ولا تملك قوة أميركا العسكرية ، وليس لها نفوذ ثقافي يذكر ، ولا تقوم بدور قيادي في مجال التكنولوجيا ، والاتحاد الأوروبي يتداعى.
نحن باختصار على أبواب نظام عالمي جديد ، لا يعد بأن يكون افضل من النظام العالمي الراهن ، وهو مفتوح على جميع الاحتمالات فيما يقع تحت عنوان عدم التأكد. الرأي
التغيير في أميركا هذه المرة انقلابي وهام جداً لأنه بمثابة تغيير لنظام الحكم في أميركا نفسها من حيث الكيف وليس الكم فقط ، لكن الأهم هو التداعيات العالمية التي تؤشر إلى نظام عالمي جديد ، لا تكون فيه أميركا الدولة العظمى الوحيدة.
سياسة أميركا العالمية كانت منذ الحرب العالمية تقوم ، ظاهرياً على الأقل ، على أساس القيم ومبادئ الديمقراطية والاستقرار السياسي. أما سياسة أميركا الجديدة فسوف تقوم بعد الآن على مبدأ أميركا أولاً.
التفاوض بين أميركا ودول العالم لن تكون مرجعيته القانون الدولي والقيم الإنسانية ، بل عقد الصفقات.
حلف الأطلسي كضامن لأمن أوروبا سيفقد معناه ومبرر وجوده ، ليس فقط لأن أميركا قد تصبح أقرب إلى روسيا منها إلى أوروبا ، بل أيضاً لان أميركا لن تأخذ موقفاً ودياً تجاه أوروبا ، فهي تؤيد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ، وتتعاطف مع انفصال غيرها. كما تم الترويج لسياسة الصوت العالي والاتجاه اليميني والمزايدات الشعبوية الامر الذي ستظهر نتائجه تباعاً في الانتخابات الأوروبية القادمة.
أميركا الجديدة لا تؤيد الاتفاق النووي مع إيران ، وتقف ضد الاتحاد التجاري لمنطقة الباسفيك ، وضد منظمة التجارة العالمية ، وضد إجراءات حماية البيئة العالمية ، وضد الانفتاح الاقتصادي لحساب استرداد فرص العمل.
ماذا سيفعل ترامب في سوريا ، العراق ، اليمن ، ليبيا ، القدس ، سوق البترول العالمي ، سلام المنطقة وحل الدولتين والاستيطان؟ لا أحد يدري.
كان الاعتقاد السائد أن قوة أميركا وقيادتها ليست مصلحة أميركية فقط ، بل مصلحة عالمية أيضاً ، هذا سيغير صورة أميركا في نظر العالم ، وستبرز الصين وروسيا على المسرح الدولي.
حالة من عدم التيقن في وقت لا توجد فيه قوى عالمية أخرى تقدر أو ترغب في القيام بدور أميركا ، أو تملك المؤهلات اللازمة لذلك. الصين مثلاً لا تنتج البترول ولا تملك قوة أميركا العسكرية ، وليس لها نفوذ ثقافي يذكر ، ولا تقوم بدور قيادي في مجال التكنولوجيا ، والاتحاد الأوروبي يتداعى.
نحن باختصار على أبواب نظام عالمي جديد ، لا يعد بأن يكون افضل من النظام العالمي الراهن ، وهو مفتوح على جميع الاحتمالات فيما يقع تحت عنوان عدم التأكد. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/16 الساعة 00:13