دموع موسمية !!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/11 الساعة 00:13
حين عيّرت عائشة الحوراء ابنها الذي سقطت غرناطة من يديه جوهرة في كف ايزابيلا التي أمرته بأن تخرج خيوله مُدبِرة ، لم تجد افضل من تذكيره بأن كل ما تبقى لديه هو البكاء كالنساء. ومنذ عام 1492 كما يقول بعض مؤرخي المانيا واسبانيا بدأ النظام العالمي الجديد، ولم يبدأ مع سقوط سور برلين او مقالة كتبها فوكوياما، وخلال اكثر من خمسة قرون سقطت للعرب غرناطات عديدة لكن باسماء اخرى، ولم يكن سقوط بغداد في مطلع الالفية الثالثة الا نهاية لم يجرؤ احد منا على ان يسميها باسمها الحقيقي؛ لأن الجلوكوز الذي نسميه نفطا اطال في عمرنا السياسي داخل غرفة الانعاش رغم ان هناك تقارير طبية تقول ان الموت سريري وان الغيبوبة من درجة تنذر باللاعودة ! وكم كان سهلا علي ان اضيف الى هجاء ترامب الذي يتلذذ بما يسمع من مفردات جديدة، لكن الامر لم يعد مجرد مناسبة لاستدعاء ما لدينا من احتياطي البلاغة او البلاهة والبلادة؛ فالعربي الان على اصعب محك عرفه في تاريخه المديد والاختبار اشد عسرا مما يعتقد بعض الذين ادمنوا الغش في مثل هذه الاختبارات، وما قاله شكسبير عن الكينونة والعدم بعبارة واحدة هي ان تكون او لا تكون، تلك هي المسألة يليق الان بهذا العربي المهدد بالعودة الى اول السطر بحيث يصبح للمرة الاخيرة مسجى على مائدة مثلثة وليست مستديرة كي يتحول الى غنائم، واذا كان كل ما جرى حتى الان لا يتيح لنا الخروج من المجاز والترميز الى البوح والصراحة، فذلك لأن الميت لا يتألم من الضرب سواء كان صفعة على الوجه او ركلة بالقدم! ما ينبغي التحذير منه الان هو ادراج ردود الفعل في خانة الموسميات السياسية وتقاويم الحداد بحيث يسدل الستار بانتظار فصل درامي اشد اثارة!! الدستور
  • نساء
  • عرب
  • اسماء
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/11 الساعة 00:13