عندما تكون مشكلة الاردن في حلفائه
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/10 الساعة 10:08
مدار الساعة - كتب.. المحامي بشير المومني
ليس مطلوبا من الأردن ان يقوم بتحرير فلسطين ولكن مطلوب منه ( الصمود ) للدفاع عن مصالح المملكة وتوريث الصراع لجيل تتوفر لديه الظروف الموضوعية واسباب القوة لاحداث فارق في المعادلات الاقليمية وأن يكون هنالك محيط داعم لأي تغييرات جوهرية في الخيارات الاستراتيجية للأمة ككل بالتحول من السلام كخيار عربي جمعي لخيارات مفتوحة ، فعمقنا الاستراتيجي في العراق وسوريا مثخن بالجراح ولا يمكنه مد يد العون لاتخاذ اي قرار بالغاء معاهدة وادي عربة أما حلفاء الأردن الذين خذلوه وتخلوا عنه ويحاولون فرض اجنداتهم عليه فهم انفسهم يمثلون أركان هذه المعاهدة وهم جزء لا يتجزء من منظومتها ..
حلفاء الأردن اليوم هم نفس مشكلة الأردن سواء الحليف الغربي او الحليف الشرقي وما الضغط الاقتصادي وتجفيف منابع المساعدات او تقديمها بشكل مشروط الا دليل على ذلك لا بل ان رعاية بعض الحلفاء للتنظيمات الارهابية في المحيط الاردني سواء في سوريا او العراق أدى الى عملية خنق اقتصادي بطيء للأردن واليوم يتخلى الجميع عن تعهداته بضمان دفع كلف استضافة الاردن للاجئين السوريين لا بل ويهددون امنه الاستراتيجي ورأسماله التاريخي ( الاستقرار ) في الصميم ..
( الصمود ) له شروطه وادواته وعلى رأسها الأيمان بالوجود الأردني وحقنا في الحياة ولزوم الدفاع عن مصالحنا والربط المصيري ما بين الأردن والشقيق الفلسطيني ودعم خط الدفاع الاول عن المملكة في الضفة الغربية وقطاع غزة سياسيا وقانونيا ودبلوماسيا وماليا والضغط بكل قوة لأتمام المصالحة ما بين المكونات الفلسطينية واعادة تقييم ملف المقاومة الفلسطينية المسلحة باعتباره ملفا سياسيا لا أمنيا فقط ..
( الصمود ) يتطلب الخروج من دائرة التحالفات باعادة وضع الأردن في سياقه الطبيعي ( عدم الانحياز ) وصولا الى أعادة فتح السفارة الايرانية واعادة التمثيل الدبلوماسي الكامل مع سوريا وقطر واتخاذ اجراءات سريعة لكسر الحصار على الاردن شمالا وشرقا واعادة انتاج العلاقة مع الصين وتركيا وروسيا باعتبارها الحليف الاقتصادي والعسكري للمملكة وتنويع السلال الاردنية وعدم حكرها رهانا بتنا ندفع ثمن خسارته على سلة واحدة ..
( الصمود ) يتطلب اعادة دراسة السياسة الأردنية الاقتصادية الداخلية بالكامل والانتقال من مرحلة الاقتصاد الرأسمالي للأقتصاد الشعبي او التنويع فيما بينهما الامر الذي يعيد الاعتبار للطبقات المتوسطة والاقل حظا ويعمل على اشراكها في المنفعة الوطنية كما تشترك تماما بالضرر وانشاء صناديق استثمارية شعبية تنهض بالاطراف ولا افضل من صندوقي الزكاة والوقف في هذا الاتجاه تكمل مرحلة اللامركزية وتجسد مفهوم الاعتماد على الذات في الانتاج الزراعي والصناعي فيوم الجمعة كان تحولا استراتيجيا كبيرا في الملف السياسي حيث التقت الارادة الشعبية بالارادة الملكية مما انشأ نموذجا فريدا للملكية الشعبية تاق لها الناس واستمد النظام منها قوته ولابد ان يستكمل مشهده بالملف الاقتصادي ..
( الصمود ) يكون بالالتفاف الجمعي حول رايتنا الوطنية الامر الذي تجلى البارحة في جميع انحاء المملكة و( الصمود ) يكون برسالة مفادها ان الامة قد تضعف وتنهار وتتفكك الا انها لا تموت و ( الصمود ) ليس ترفا تنظيريا في مقال او ندوة بل هو مجموعة وسائل تمكن من استعادة الذات واتخاذ الوطن نقطة ارتكاز للنهضة وصولا لتوفير موجبات القوة واسبابها فالأردن يا سادة كان منطلقا لكل أمة اتجهت غربا وحررت المقدسات ومن لا يفهم ابعاد ذلك فعليه ان يقرأ التاريخ ..
( الصمود ) يعني ان نراعي مصالحنا بحزم وبكل صراحة لم يعد لنا مصلحة في أي وجود عسكري خارج اراضي المملكة تحت أي مسمى او مبرر كان، ولا مصلحة لنا أيضا ببقاء لاجيء سوري واحد على اراضينا وعلى المتسبب بأزمة اللجوء قلع شوكه بيديه وبمنتهى الصراحة أيضا من غير المعقول ان نكون جزءا من أي تحالف اسلامي او غربي وان نقاتل معه في اليمن او العراق او سوريا في الوقت الذي تصبح مكونات هذه التحالفات تهديدا وطنيا عند اول ازمة ومن غير المعقول أيضا ان نستنزف جهدنا ومالنا وطاقتنا في مكافحة ارهاب يعمل شخص مثل ترامب على اعادة انتاجه بنقل السفارة الامريكية للقدس ..
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/10 الساعة 10:08