ثلاثة ايام ونختم المولد

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/10 الساعة 00:45
ثمة اصرار عربي على عدم تخييب التوقعات الغربية بخيباتنا المتواصلة , فنحن الى ان يشاء الله على موعدنا مع الفزعة والفيلة , دون برامج او عمل مستدام , نفور مثل الحليب وسرعان ما نهدأ , فلا بديل عن النوم وسيبقى حزب التخت او حزب الكنباية هو الاكثر نفوذا وتأثيرا , وستبقى قاعدة من الجمعة الى الجمعة وما بينهما سبات . امس فارت الشوارع العربية بفطريتها وهتفت ثم عادت , واليوم ننتظر على أحر من الجمر نتائج مباريات الدوري , بعد ان استمعنا الى كل المسؤولين السابقين الذين عادوا الى الكاميرا والحضور , بتحليلات ارضائية للموقف الرسمي وكثيرا ما كانت ارضائية للشارع الغاضب , ولم نضع برنامجا واحدا اجرائيا , وما زالت الادوات نفسها على امل نتئاج مخالفة وهذا هو المستحيل العربي . نجحنا بحمد الله في ابراء ذمتنا اشعلنا مواقع التواصل الاجتماعي المملوكة لانصار الفكر الصهيوني , ورفعنا اسهم كل الشركات المالكة للمواقع فنحن بحمد الله لا نملك اي موقع تواصل مؤثر سوى مواقعنا المستدامة في عرق الحيط , امام المنازل , وليس لنا موقعا دوليا واحدا ولا مقعدا مؤثرا , استعدنا وجوها نسيناها منذ سنين ونفضنا الغبار عن اسماء كثيرة جلدناها بكل قسوة او رفعناها حيث لا تستحق . تحدثنا مع انفسنا واعدنا التأكيد على ما نرغبه لا ما نستطيع فعله , اجتماع في جامعة الدول العربية لوزراء الخارجية العرب , الذين لم يتفقوا على موقف اداني واضح , فثمة مواقف عربية صدرت تخجل دولة اوروبية على اصدارها , نخشى من ذكر بديل واحد موضوعي , سواء من السلطة الفلسطينية او من المنظومة العربية التي هي فعلا منظومة على حد تعبير اخواننا السوريين . تتحدث الاحزاب والشخصيات القومية عن الغاء المعاهدات وتتحدث الشعوب عن طرد السفراء وتتحدث الادوات الرسمية عن الضغط على واشنطن كي تضغط بدورها على اسرائيل , وكأن القرار الذي صدر سيسقط بفعل الاجتماعات العربية التي تنتهي ببيان مكرور نستطيع اليوم ان نكتبه وغدا وبعد غد وفي اي وقت تجتمع فيه جامعة الدول العربية , العاجزة عن انتاج حل لمشكلة تسريب مياه في اي عمارة في اي عاصمة عربية . نتحدث عن كل شيئ الا عن برنامج مقاومة شعبية مدعوم رسميا , عن انتفاضة تُعيد خلط الاوراق وتسترد ما غاب عن الساسة في برنامج مفاوضاتهم الطويلة , نتحدث عن ضغط دولي دون المساس بالمصالح الامريكية والغربية المؤيدة للكيان الصهوني , فكيف سيكون الضغط اذا لم يكن بالمقاطعة وضرب المصالح الحيوية ولا اتحدث عن ضرب عسكري بل عن ضرب اقتصادي وسياسي , وعن استثمار التناقضات القائمة داخل المجتمع الامريكي مثلا والتي كشفتها تصريحات ممثل امريكي جرى تداول تصريحاته امس وهي اقوى من اي تصريح عربي . غدا سيكون جاهزا البيان الذي يطالب امريكا بالعدول عن قرارها الباطل قانونا كما يقول الرسميون العرب , وكأن القرارات غير الباطلة جرى تنفيذها والالتزام بها , وسنحاول استجداء موقف اوروبي كي يضغط على واشنطن داخل مجلس الامن او دعم المشروع العربي الذي سيجري اعداده , وسنطالب المجتمع الاسلامي بالتصدي للمشروع الامريكي , فالقدس اسلامية فيما باقي فلسطين كافرة . هناك صوت واحد يسمعه العالم كله , هو صوت المصالح, وهناك شيء واحد يجعل العالم ملتفتا الى فلسطين هو صوت القلق الكوني الذي يجب ان يعود كي لا تنعم العواصم بالنوم الهادئ , يجب ان يقلق العالم حتى يشعر بقلقنا ويجب ان نبني الدول المؤسسية ودون ذلك نلتقي الجمعة القادمة كي نقول لبعضنا البعض ما نحب سماعه وتصبح الحكاية من الجمعة الى الجمعة كفارة وطنية . الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/10 الساعة 00:45