الذّنَبُ يحرّك الفيل
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/07 الساعة 01:26
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبلاده الكبيرة، اكبر الخاسرين من صفقة إرضاء نتنياهو وحلفائه المتطرفين الإسرائيليين وشراء عداء العرب والمسلمين في كل أرجاء المعمورة. وسيعيد ترامب صورة «الأمريكي القبيح» التي جسدها الكاتب الأمريكي وليم ليدرر.
أولا: يكافىء دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، صديقه نتنياهو زعيم التطرف الإسرائيلي، وحلفاءه في الحكومة والمجتمع الإسرائيلي، حين يقدم لهم أكبر إنجاز سياسي دبلوماسي ديني، هو نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل.
ثانيا: يزوّد دونالد ترامب قوى الحلول العسكرية الفلسطينية والعربية والكفاح المسلح، بحجج مفحمة دامغة على أن مساعي السلام «التلهوية» التي امتدت 50 سنة، منذ 1967 حتى اليوم، قد انتهت وفشلت كليا.
ثالثا: سيقاوم الشعب الفلسطيني الجبار، مدعوما بقوى الأمة العربية الحرة الحية، هذين القرارين المهولين المرعبين، وسيكون ثمن تنفيذهما، الكثير من العمليات الاستشهادية، وأعمال العنف المضاد والقمع والرصاص المصبوب، وسقوط الضحايا من كل الأطراف: الامريكية والإسرائيلية والأوروبية والفلسطينية والعربية.
رابعا: الرئيس الأمريكي ينقل بلاده ومصالحها، بسرعة الضوء وفورا، دون مبرر، سوى المبرر الانتخابي وكرسي الرئاسة الأمريكية، من خانة الوسيط غير النزيه، المنحاز باستمرار، إلى خانة العدو السافر وخانة شريك المعتدي الإسرائيلي الذي يُعرِض عن حق شعب فلسطين الشرعي.
خامسا: عمل الملك عبدالله الثاني بكل طاقته وسخّر كل علاقاته وقدّم لجميع القادة في كل العالم، كل نصحه الصادق من أجل الاعتراف بحقوق شعب فلسطين في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس وحذّر جلالته من استمرار الإعراض عن تلبية هذا الاستحقاق المشروع وأثره على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة ودوره في تغذية التطرف والعنف.
سادسا: قدّم الملك عبد الله الثاني نصيحة الصديق الخبير المُلم بجذور الصراع العربي الإسرائيلي، العارف بمكانة القدس في الديانتين الإسلامية والمسيحية ودور العدوان التوسعي في تخليق العنف ودعم التطرف والإرهاب في المنطقة. وها هو الملك يؤكّد للرئيس الأمريكي أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين الذين تشكل لهم القدس حقيقة دينية مقدسة وحقا مشروعا لا يمكن التفريط فيها.
سابعا: إنّ هذين القرارين المنحازين انحيازا سافرا كليا لصالح الاحتلال الاسرائيلي هما قراران عدوانيان ضد حقوق شعب فلسطين العربي وهما صاعقان سيفجران الغضب والسخط على امتداد العالم الإسلامي. علاوة على ان الأمم المتحدة لا تعترف بضم القدس ولا باحتلال الضفة الغربية عام 1967.
ثامنا: لقد أعرض الرئيس الأمريكي عن الاستماع الى صوت الحكمة والحق والخبرة والتجربة التي قدمها ناصحا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بهدف إحقاق الحق ودرء العنف والغضب وتجنيب المنطقة انفجارات هائلة مدمرة نرى أنها تتخلق الآن، وتحقيق السلام العادل الشامل في المنطقة.
ها هو هذا الرجل العجيب الغريب زعيم أكبر قوة عسكرية واقتصادية وعلمية في العالم، لا يعرف أية نيران أشعلها في الشرق الأوسط. وها هو يتبع إسرائيل، ذنب الاستعمار الغربي القديم ومخلفاته في بلادنا، في صيغة غريبة هي صيغة «الذّنبُ يحرّك الفيل».
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/07 الساعة 01:26