«التطبيع» مع قطر
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/03 الساعة 10:14
مدار الساعة - خاص - كتب - المحامي بشير المومني
بالرغم مما شاب العلاقات الاردنية القطرية من توتر خلال فترة ما وصف بالربيع العربي الا ان القرار الاستراتيجي للدولة الاردنية كان من الواضح انه يحتفظ بمسافة معقولة وخطوط اتصال مقبولة فلم يتم قطع شعرة معاوية وبقيت العلاقة الاردنية القطرية بالحد الادنى المفترض بين الاشقاء رغم أي خلاف او تأثير لقناة الجزيرة مثلا بالداخل الاردني ..
تزعم الاردن القمة العربية والتي كانت من انجح القمم العربية على الاطلاق لا سيما انها قد جمعت مختلف جهات النزاع والصراع الاقليمي واصحاب الاجندات والمشاريع المختلفة على تناقضها وتضادها وكان الحضور الخليجي فيها مميزا وحظيت القمة بمتابعة وتعظيم انجاز للاردن من قناة الجزيرة التي جرى فيما بعد سحب ترخيصها ..
لا ندري بالضبط حجم الضغوط التي رزح تحتها الأردن ليتخذ قرارا بتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الشقيق القطري بعد الازمة الخليجية ولا نريد الدخول بتفاصيل غير محببة حول رفض بعض الجهات العربية النافذة محاولة التدخل الأردني لرأب الصدع الخليجي مبكرا لا سيما ان وجهة النظر الأردنية كانت تنطلق من ضرورة المحافظة على وحدة الصف الخليجي وضمان فعالية آخر منظومة تحالف عربي مؤسسي بمواجهة التحديات الاقليمية وعلى رأسها الخطر الايراني وان ما يحصل سيدفع الشقيق القطري مرغما لفتح الابواب على مصراعيها امام ايران التي لن تمانع لا بل تتمنى ايجاد موطيء قدم داخل اي بلد عربي مهما بلغت مساحة هذا التواجد ..
لا مصلحة لأحد ببقاء الوضع الخليجي على ما هو عليه وقد اوضحت عواصم صنع القرار العالمي في اكثر من مناسبة ان استمرار الازمة الخليجية امر مرفوض لما فيه من تهديد للمصالح الاستراتيجية للمشاريع القادمة للمنطقة ومن الواضح ايضا وجود مبالغات في الضغط على قطر لدرجة بتنا نعتقد ان العرب يواجهون ( اسرائيل ) !!!
اعداء الامس اصدقاء اليوم، فحتى ( اسرائيل ) صرنا نسمع ونشاهد محاولات لتطبيع العلاقات معها وعمليات ترويض الاعلام العربي في هذا الاتجاه ودعوات رسمية وشعبية لانشاء منظومة تحالف اقليمي بمواجهة الخطر الايراني المشترك وها هي الازمة اليمنية على وشك ان تغادر مربع الاحلاف التقليدي في انقلاب نوعي ومفاجيء لكل الموازين وبات التحالف العربي يدعم عدو الامس علي عبدالله صالح بمواجهة الحوثيين ولا نستبعد بالمستقبل القريب ان نجد الرئيس السوري بشار الأسد يقوم بزيارات لعواصم خليجية فكل شيء ممكن في منطقتنا مثل الانقلاب الذي جرى على حليف الامس القريب (قطر) لتصبح عدو اليوم للبعض وربما حليف عميق غدا فالاضطرابات المفاجئة في عالمنا العربي ليست امرا مستحدثا وله تاريخ وسوابق في تاريخنا بكل أسف ..
وفقا للتغيرات الدراماتيكية في منطقتنا لابد للأردن ان ينهي سياسة التحالفات ومعسكرات الانحياز الى غير رجعة باعتبار ان مرحلة تفكيك الدولة الوطنية وتدميرها قد انتهت مع بداية لمشروع اعادة الاعمار الاقليمي الذي يتطلب وجودا حياديا في الازمات ومن هنا فالاولى بالعرب عموما والاردن خصوصا اعادة تطبيع العلاقات مع الشقيق القطري - واعتذر هنا عن استخدام مصطلح التطبيع الذي لم نستخدمه يوما الا مع العدو الصهيوني - باعتبار ان الشقيق القطري اولى بالرعاية من غيره ومن غير المعقول ان يقوم العرب بالتطبيع مع عدوهم التاريخي وينسون شقيقهم التاريخي ولا اقصد بكلامي الأردن في هذا الوصف ..
قيام ملك المغرب بزيارة الشقيقة قطر وتلقي الامير تميم ودعوة لحضور القمة الخليجية واعلان الشقيقة الكبرى السعودية مشاركتها في القمة الخليجية ورفض عواصم القرار العالمي استمرار النزاع بين الاشقاء في الخليج اضافة الى غيرها من الاسباب يوجب علينا اعادة تقييم القرارات الاردنية.
حسنا لنترك المواقف السياسية بعيدا .. لا نريد رفع التمثيل الدبلوماسي ولا ندعو للعودة الى الوضع الطبيعي بين الاشقاء ( تطبيع سياسي ) ولنقل هنا ان هذه دعوة الى التطبيع في مجالات أخرى ، فمتى نصل كأمة عربية الى فصل الملف الاقتصادي عن السياسي وفق مفهوم المصالح المشتركة !!؟؟ ندعو الاخوة الاشقاء في قطر للاندفاع نحو اشقائهم الاردنيين في هذا الملف بلا تردد وندعو حكومتنا لتسهيل عبور هذا الباب للأشقاء ..
ملف آخر يمكن ان يرطب الأجواء الجافة .. الملف الانساني والذي يشمل جميع الابعاد المتعلقة بالانسان العربي وهنا نثمن القرار الاردني باستيعاب الطلاب القطريين الاشقاء الذين جرى فصلهم من جامعاتهم في بعض الدول الشقيقة بكل أسف متمنيا ابداء الادرن استعداده لتعويض اي كفاءات فقدها الاشقاء القطريون من الجنسيات الاخرى نتيجة المواقف السياسية خصوصا في المجال الطبي .. لنفتح ابوابنا للأشقاء على مصراعيها من هذا الجانب بلا وجل او تردد فنصف الظرفة لا تكفي كما عودنا العرين العربي الهاشمي وهكذا كنا وهكذا سنبقى وأكرر لزوم توخي القراءات المستجدة قبل ان يفوتنا الركب ..
ملاحظة اخيرة .. نتمنى ان يكون الحضور الرسمي لا الشعبي فقط في احتفال السفارة القطرية في عمان بالاعياد الوطنية الشهر الحالي على أعلى المستويات كاشارة ايجابية نستبق معها الحدث وتشجع على فتح خطوط الاتصال الرسمية بين الاشقاء بعيدا عن اي حسابات أخرى .
تزعم الاردن القمة العربية والتي كانت من انجح القمم العربية على الاطلاق لا سيما انها قد جمعت مختلف جهات النزاع والصراع الاقليمي واصحاب الاجندات والمشاريع المختلفة على تناقضها وتضادها وكان الحضور الخليجي فيها مميزا وحظيت القمة بمتابعة وتعظيم انجاز للاردن من قناة الجزيرة التي جرى فيما بعد سحب ترخيصها ..
لا ندري بالضبط حجم الضغوط التي رزح تحتها الأردن ليتخذ قرارا بتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الشقيق القطري بعد الازمة الخليجية ولا نريد الدخول بتفاصيل غير محببة حول رفض بعض الجهات العربية النافذة محاولة التدخل الأردني لرأب الصدع الخليجي مبكرا لا سيما ان وجهة النظر الأردنية كانت تنطلق من ضرورة المحافظة على وحدة الصف الخليجي وضمان فعالية آخر منظومة تحالف عربي مؤسسي بمواجهة التحديات الاقليمية وعلى رأسها الخطر الايراني وان ما يحصل سيدفع الشقيق القطري مرغما لفتح الابواب على مصراعيها امام ايران التي لن تمانع لا بل تتمنى ايجاد موطيء قدم داخل اي بلد عربي مهما بلغت مساحة هذا التواجد ..
لا مصلحة لأحد ببقاء الوضع الخليجي على ما هو عليه وقد اوضحت عواصم صنع القرار العالمي في اكثر من مناسبة ان استمرار الازمة الخليجية امر مرفوض لما فيه من تهديد للمصالح الاستراتيجية للمشاريع القادمة للمنطقة ومن الواضح ايضا وجود مبالغات في الضغط على قطر لدرجة بتنا نعتقد ان العرب يواجهون ( اسرائيل ) !!!
اعداء الامس اصدقاء اليوم، فحتى ( اسرائيل ) صرنا نسمع ونشاهد محاولات لتطبيع العلاقات معها وعمليات ترويض الاعلام العربي في هذا الاتجاه ودعوات رسمية وشعبية لانشاء منظومة تحالف اقليمي بمواجهة الخطر الايراني المشترك وها هي الازمة اليمنية على وشك ان تغادر مربع الاحلاف التقليدي في انقلاب نوعي ومفاجيء لكل الموازين وبات التحالف العربي يدعم عدو الامس علي عبدالله صالح بمواجهة الحوثيين ولا نستبعد بالمستقبل القريب ان نجد الرئيس السوري بشار الأسد يقوم بزيارات لعواصم خليجية فكل شيء ممكن في منطقتنا مثل الانقلاب الذي جرى على حليف الامس القريب (قطر) لتصبح عدو اليوم للبعض وربما حليف عميق غدا فالاضطرابات المفاجئة في عالمنا العربي ليست امرا مستحدثا وله تاريخ وسوابق في تاريخنا بكل أسف ..
وفقا للتغيرات الدراماتيكية في منطقتنا لابد للأردن ان ينهي سياسة التحالفات ومعسكرات الانحياز الى غير رجعة باعتبار ان مرحلة تفكيك الدولة الوطنية وتدميرها قد انتهت مع بداية لمشروع اعادة الاعمار الاقليمي الذي يتطلب وجودا حياديا في الازمات ومن هنا فالاولى بالعرب عموما والاردن خصوصا اعادة تطبيع العلاقات مع الشقيق القطري - واعتذر هنا عن استخدام مصطلح التطبيع الذي لم نستخدمه يوما الا مع العدو الصهيوني - باعتبار ان الشقيق القطري اولى بالرعاية من غيره ومن غير المعقول ان يقوم العرب بالتطبيع مع عدوهم التاريخي وينسون شقيقهم التاريخي ولا اقصد بكلامي الأردن في هذا الوصف ..
قيام ملك المغرب بزيارة الشقيقة قطر وتلقي الامير تميم ودعوة لحضور القمة الخليجية واعلان الشقيقة الكبرى السعودية مشاركتها في القمة الخليجية ورفض عواصم القرار العالمي استمرار النزاع بين الاشقاء في الخليج اضافة الى غيرها من الاسباب يوجب علينا اعادة تقييم القرارات الاردنية.
حسنا لنترك المواقف السياسية بعيدا .. لا نريد رفع التمثيل الدبلوماسي ولا ندعو للعودة الى الوضع الطبيعي بين الاشقاء ( تطبيع سياسي ) ولنقل هنا ان هذه دعوة الى التطبيع في مجالات أخرى ، فمتى نصل كأمة عربية الى فصل الملف الاقتصادي عن السياسي وفق مفهوم المصالح المشتركة !!؟؟ ندعو الاخوة الاشقاء في قطر للاندفاع نحو اشقائهم الاردنيين في هذا الملف بلا تردد وندعو حكومتنا لتسهيل عبور هذا الباب للأشقاء ..
ملف آخر يمكن ان يرطب الأجواء الجافة .. الملف الانساني والذي يشمل جميع الابعاد المتعلقة بالانسان العربي وهنا نثمن القرار الاردني باستيعاب الطلاب القطريين الاشقاء الذين جرى فصلهم من جامعاتهم في بعض الدول الشقيقة بكل أسف متمنيا ابداء الادرن استعداده لتعويض اي كفاءات فقدها الاشقاء القطريون من الجنسيات الاخرى نتيجة المواقف السياسية خصوصا في المجال الطبي .. لنفتح ابوابنا للأشقاء على مصراعيها من هذا الجانب بلا وجل او تردد فنصف الظرفة لا تكفي كما عودنا العرين العربي الهاشمي وهكذا كنا وهكذا سنبقى وأكرر لزوم توخي القراءات المستجدة قبل ان يفوتنا الركب ..
ملاحظة اخيرة .. نتمنى ان يكون الحضور الرسمي لا الشعبي فقط في احتفال السفارة القطرية في عمان بالاعياد الوطنية الشهر الحالي على أعلى المستويات كاشارة ايجابية نستبق معها الحدث وتشجع على فتح خطوط الاتصال الرسمية بين الاشقاء بعيدا عن اي حسابات أخرى .
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/03 الساعة 10:14