ورفعنا لك ذكرك

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/02 الساعة 14:35
مع تكبيرات المؤذن في كل نداء من كل فج عميق وبكل لهجات شعوب العالم الكبير الصغير وعلى مدار الوقت منطلقة بتاريخها الاول من مكة والمدينه من زمان النبوة والنور والإيمان بصوت المؤذن الأول بلال بن رباح رضي الله عنه. هذا النداء الذي جاء مصداق لقوله سبحانه وتعالى: "ورفعنا لك ذكرك" سورة الشرح. فما أجمل أن يكون اسمك يا سيدي يا حبيبينا يا رسول الله يا محمد مقرونا بشهادة أن لا الاه الا الله بنداء الصلاة في كل يوم خمس مرات، هذا غير نداء الإقامة في كل صلاة، وهذا غير الصلاة والسلام عليك وعلى آلك الطيبين الطاهرين. وقصة الاذان فيها إكبار ومصداقية ربانية لإثنين من خيرة الصحابة عندما كانت رؤية الصحابي عبد الله بن زيد وأخبر بها فأقرها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وإذا بالفاروق قد رآها في الرؤية وهو من الخلفاء الراشدين المهديين. وكما جاء في حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الرؤيا جزء من سبعين جزءاً من النبوة " رواه أحمد ( 4449 ). فصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. إن الله عز وجل كرم نبيه في العالمين وفي القران الكريم عندما أقسم الله عز وجل بعمر النبي عليه الصلاه والسلام فقال تعالى: { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } (الحجر:72). ومن اوجه التكريم أن كلمه الله في المعراج وهو ثابت في رحلة المعراج إلى السماء ، وفيها قوله صلى الله عليه وسلم : ( فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ : بِمَا أُمِرْتَ ؟ قَالَ : أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ ، قَالَ : إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ ، فَرَجَعْتُ ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ ... فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ قَالَ : سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ .
رواه البخاري ( 3674 ) ومسلم ( 162 ) . قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : هذا من أقوى ما استُدل به على أن الله سبحانه وتعالى كلَّم نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء بغير واسطة . " فتح الباري " ( 7 / 216 ) . وايضا أن قدمه الله في الذكر عن سائر النبيين في القران الكريم قال تعالى: { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان } (النساء:163)، وهناك اوجه كثيرة للتكريم ومنها مقام الشفاعة الذي خص به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال تعالى: { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } (الإسراء:79). ومن أوجه التكريم الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى: ﴿(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)﴾ (56) سورة الأحزاب، قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : " قوله : " صلِّ على محمد " قيل : إنَّ الصَّلاةَ مِن الله : الرحمة ، ومن الملائكة : الاستغفار ، ومن الآدميين : الدُّعاء ."فمعنى " اللَّهمَّ صَلِّ عليه " أي : أثنِ عليه في الملأ الأعلى ، أي : عند الملائكة المقرَّبين". عن موقع الاسلام سؤال وجواب. وحول معنى السلام على النبي قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : قوله : " السلام عليك " : " السَّلام " قيل : إنَّ المراد بالسَّلامِ : اسمُ الله ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ اللَّهَ هو السَّلامُ " كما قال الله تعالى في كتابه : ( الملك القدوس السلام ) الحشر/23. ومن الخصائص التكريمية للنبي عليه الصلاة والسلام تقديم محبة النبي على النفس والأهل والمال والولد، ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) رواه البخاري و مسلم ، وفي حديث عند البخاري : ( حتى أكون أحب إليك من نفسك ) . إن طاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله عز وجل. لذلك محبة النبي تستوجب منا السير على سنته وأخلاقه وأعماله ونهجه حيث يقول الله عز وجل: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" ( الحشر، الآية 7).
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/02 الساعة 14:35