كدمات متقاطعة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/15 الساعة 00:18
من غير المعقول إذا كنت تشعر بألم في المعدة أن تذهب إلى المدينة الصناعية و «تطلع ع الجورة» حتى يتم فحصك وتشخيص وجعك ، ومن غير المنطقي أن تشعر في ضيق تنفّس فتتصل ب»موسرجي» ل»ينفخ بحلقك» أو تستجير ب «لحّيم اكزوزتات» لكي ينقر بمفتاح انجليزي على برميل «الحنجرة»..والعكس صحيح إذا «دخّنت سيارتك» لن تأخذها إلى طبيب تنفسيه... لكل علّة في هذه الدنيا اختصاص ومختص وخبير..
حزين جداً على هذا الوطن..حزين جداً مما رأيت الأسبوع الماضي ،حزين عندما تكون اللجنة المالية لمجلس النواب التي تناقش وتقرر وتفاوض الحكومة وبالتالي مصير البلد المالي ليس فيها إلا «أكاديمي» واحد..حزين جداً على وطني عندما أرى أن أهم قرار في تاريخ المجلس الذي سيمس كل فرد يعيش على أرض الوطن ،يتم تناوله وتداوله بهذه العبثية والعشوائية والهزلية..كنت أعتقد أن اللجنة المالية عندما تم انتخابها من العقول الاقتصادية المتوفرة في المجلس ، كنت اعتقد على الأقل أن لديهم إلماما بما يتحدّثون فيه ..لكن مع احترامي لذواتهم عندما شاهدت الفيديو وطريقة الحوار والنقاش أدركت تماماً أننا جميعاً في ضياع ..المشهد كان يشبه من يقفون على بكم «بردقان ابو صرة» هذا يفاوض ، هذا يعارض، هذا ينافق ، هذا ينتقي بين القرارات يقبل ال7% ويرفض الغاز، وآخر يطالب برفع الغاز والخبز والإبقاء على البنزين، الرابع يطالب برفع الترخيص على العمالة الوافدة ، والخامس يريد رفع الضريبة على البنوك...لم أر شخصا واحداً فيهم يقرأ من ورقة مكتوبة ، لم أسمع اقتراحاً منطقياً أو مدروساً ، هي «جلسة تحزير» بامتياز، تماماً كمن يجتمعون على حل الكلمات المتقاطعة هذا يطلق حلاً يعارضه الآخر..فيتحزّر نائب لا أدري أي الصفوف المدرسية أنهى ، فيقاطعهم ثالث والوزير يكتب..ماذا يكتب هذا الوزير الذي لا يختلف عنهم بطريقة إيجاد الحلول؟؟..تماماً إنها كلمات متقاطعة في حل لغز المسألة المالية ، لا بل هي «كدمات» متقاطعة في وجه المواطن أو وجه الوطن لا فرق ...
حزين عندما يسند الأمر إلى غير أهله، حزين أن تهمّش النخب الاقتصادية والعقول الراجحة عن مهمة رسم السياسة المالية للبلد، وتعطى المسؤولية للتائهين للمتحزرين للمتقلبين للباحثين عن مصالحهم الشخصية..حزين عندما يخسر في الانتخابات الخبير الاقتصادي وينجح مكانه « دافع المصاري» ليحتل كرسياً ليس أهلا له ولن يملأه حتى لو ارتدى كل ملابسه الشتوية...
أهكذا تدار أهم جلسة في الموازنة؟؟ أهكذا يفكر «نوابنا» وخيار شعبنا؟؟..أهكذا تجري الحوارات وطرح الاقتراحات؟؟...ماذا تفعلون في باقي المواقف والقرارات اذن؟..
...كفّك ع (000)..يا كرمة! الرأي
حزين جداً على هذا الوطن..حزين جداً مما رأيت الأسبوع الماضي ،حزين عندما تكون اللجنة المالية لمجلس النواب التي تناقش وتقرر وتفاوض الحكومة وبالتالي مصير البلد المالي ليس فيها إلا «أكاديمي» واحد..حزين جداً على وطني عندما أرى أن أهم قرار في تاريخ المجلس الذي سيمس كل فرد يعيش على أرض الوطن ،يتم تناوله وتداوله بهذه العبثية والعشوائية والهزلية..كنت أعتقد أن اللجنة المالية عندما تم انتخابها من العقول الاقتصادية المتوفرة في المجلس ، كنت اعتقد على الأقل أن لديهم إلماما بما يتحدّثون فيه ..لكن مع احترامي لذواتهم عندما شاهدت الفيديو وطريقة الحوار والنقاش أدركت تماماً أننا جميعاً في ضياع ..المشهد كان يشبه من يقفون على بكم «بردقان ابو صرة» هذا يفاوض ، هذا يعارض، هذا ينافق ، هذا ينتقي بين القرارات يقبل ال7% ويرفض الغاز، وآخر يطالب برفع الغاز والخبز والإبقاء على البنزين، الرابع يطالب برفع الترخيص على العمالة الوافدة ، والخامس يريد رفع الضريبة على البنوك...لم أر شخصا واحداً فيهم يقرأ من ورقة مكتوبة ، لم أسمع اقتراحاً منطقياً أو مدروساً ، هي «جلسة تحزير» بامتياز، تماماً كمن يجتمعون على حل الكلمات المتقاطعة هذا يطلق حلاً يعارضه الآخر..فيتحزّر نائب لا أدري أي الصفوف المدرسية أنهى ، فيقاطعهم ثالث والوزير يكتب..ماذا يكتب هذا الوزير الذي لا يختلف عنهم بطريقة إيجاد الحلول؟؟..تماماً إنها كلمات متقاطعة في حل لغز المسألة المالية ، لا بل هي «كدمات» متقاطعة في وجه المواطن أو وجه الوطن لا فرق ...
حزين عندما يسند الأمر إلى غير أهله، حزين أن تهمّش النخب الاقتصادية والعقول الراجحة عن مهمة رسم السياسة المالية للبلد، وتعطى المسؤولية للتائهين للمتحزرين للمتقلبين للباحثين عن مصالحهم الشخصية..حزين عندما يخسر في الانتخابات الخبير الاقتصادي وينجح مكانه « دافع المصاري» ليحتل كرسياً ليس أهلا له ولن يملأه حتى لو ارتدى كل ملابسه الشتوية...
أهكذا تدار أهم جلسة في الموازنة؟؟ أهكذا يفكر «نوابنا» وخيار شعبنا؟؟..أهكذا تجري الحوارات وطرح الاقتراحات؟؟...ماذا تفعلون في باقي المواقف والقرارات اذن؟..
...كفّك ع (000)..يا كرمة! الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/15 الساعة 00:18