خطيبٌ يدعو الى قتال الذين احتفلوا بالمولد النبي !!
الصديق علي الحراسيس، صاحب التعبير الشعبي العميق: «خذلك»، كتب على صفحته على الفيسبوك ملاحظة محزنة تتعلق بخطيب جمعة يطبق على المصلين قناعاته ويقذف عليهم طريقته وثقافته المنبتة عن ثقافة البلد.
يكتب علي الحراسيس: «خذ لك. خطيب مسجد في الطريق الصحراوي يقول اللي احتفلوا بالمولد كانوا يحتفلون فرحا بوفاة النبي في هذا التاريخ، ودعا لقتالهم».
وأضاف الاستاذ علي: «و لا بتقدر تفتح ثمك. اسكت و روّح».
جدير ان نقرأ تعليقات أصدقاء الاستاذ علي الحراسيس وهو من الشخصيات النزيهة المحترمة المرموقة في حي الطفايلة و في الطفيلة و في كل الأردن:
- هذا الشخص خطر على المجتمع. هذا فكر التكفير والقتل.
- أستاذ علي يجب عليك ان تبلغ الأمن عنه.
- هذا نتاج التعيين بالواسطة.
- هذا الشيخ لن يكون أعلم بالحلال والحرام من الشيخ نوح القضاة رحمه الله.
- وين وزارة الأوقاف عن هيك دواعش.
ويسأل احد المعلقين: اسالك بالله: هل دعا لقتال الذين احتفلوا بالمولد. سألتك بالله الذي أنت الآن وفي كل آن تحت قضائه وقدرته.
ويرد الأستاذ علي: حلفتني بالله. نعم. وقال الخطيب أنهم شيعة من ايام الدولة الفاطمية نشروا هذه الأفكار لتثبيت حكمهم. وطبيعي أن يطالب بقتالهم لأنهم كما وصفهم أصحاب بدع.
- يجب التحقق من قصده وان كان قصده نحن الذين نحتفل به ونعبر عن حبنا لرسولنا فيجب ان يعاقب لانه تكفيري ويفتي على راحته.
هذا الموضوع الذي اثاره الأستاذ علي، يبين انه يجري على ألسِنة عدد من خطبائنا -وهم قلة ضئيلة والحمد لله- رأيه الشخصي وليس الرأي الذي عليه اجماع الامة. وحصل –كما تعرفون- ان نحو 200 خطيب رفضوا الترحم على شهدائنا في الركبان وعين الباشا والكرك لان هذه هي قناعتهم. فحرموا الشهداء من الترحم عليهم وحرموا المصلين من الترحم على شهدائهم. فصادروا الرأي العام وفرضوا رأيهم النابع من المدرسة التي نهلوا منها.
واعود الى شريط فيديو وضعه احد المعلقين على صفحة الأستاذ علي، فيه رأي الشيخ نوح القضاة رحمه الله حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جاء فيه:
عيب ان لا نحتفل. سنحتفل. فالاحتفال تعبير حضاري ما انكره الا قوم ما عرفوا من الحضارة شيئا.
هذه الحادثة الانشقاقية الشنيعة المتكررة، بصيغ مختلفة وفي مناسبات كثيرة، تفصح عن ارتهان منبر رسول الله عليه الصلاة والسلام، احيانا الى تكوينات واراء وثقافات عدد من الخطباء، الذين يسهمون في تمزيق الرأي العام وطرح المزيد من الخلافات في موضوعات كالمولد النبوي الشريف الذي تبلغ درجة الحفاوة به ان المملكة تعتبره عيدا تعطل به احتفالا وتبجيلا.
ومرة أخرى على وزارة الأوقاف ان تلتقط كل الكتابات النزيهة التي تدل على عطب هنا واخر هناك، من اجل الصواب لا العقاب، وكي لا يستقل كل خطيب ب»إمارة» فيقول ما يعبر عن انحيازه لمذاهب متشددة، لا حظّ لها في الانتشار بمجتمعنا السمح الوسطي المعتدل.
الدستور