«فيفا» والاتحاد الآسيوي ينحازان لكرة القدم في وجه السياسة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/01 الساعة 20:29

كتب: عبدالحافظ الهروط – رمى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بكل ثقله وبمساندة من الاتحاد الدولي "فيفا" للانحياز للعبة في وجه السياسة التي عادة ما تكون خلافاتها على حساب حياة الشعوب.

الرياضة كثيراً ما لعبت دور تقريب وتوحيد شعوب الكرة الارضية، وما يدلل على صحة هذا القول ما فعلته كرة القدم من حشد اختلطت فيه من البشر الأجناس والاديان واللغات والقارات، ذلك ان بطولات كاس العالم والدورات الاولمبية القاسم المشترك في التواجد العالمي.

ما ساقني الى هذه المقدمة الطويلة وهي مقدمة اعتيادية ومعروفة لكل فرد يتناول شأن كرة القدم، هو ما جرى أخيراً في هذا الانحياز الاتحادي وليس دول عدم الانحياز،فنحن نتحدث عن رياضة لا عن سياسة، وبعدما ظهرت على السطح ازمة سياسية في القارة الآسيوية، حيث الازمة الخليجية، وكذلك تصعيد لهجة السياسة بين بعض دول الخليج وايران من جهة ثانية.

الاجتماع الذي عقده الاتحاد الآسيوي قبل ايام اكد وشدد على ان كرة القدم ليست في "مسارحها" الخضراء، مجالاً لهذا التصعيد السياسي، وذاك، وإلا فإن السياسة اذا ما فرضت هيمنتها على الملاعب، فإن مصير اللعبة ،سيكون "الاعدام" وبالتالي، فإن الكرة العربية ستكون في المقدمة وعلى اكتاف المشيعين لها ،نقول هذا، لأن الخلاف العربي لا يحتمل خلافاً بين دولتين فكيف اذا ما توسع الخلاف؟.

الاتحاد الآسيوي بقيادة البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم ،يخوض مرحلة ليست سهلة، ليس على مستوى القارة من حيث التنظيم او الانتخاب الاداري، وإنما على مستوى المنافس للاتحادات القارية الأخرى، فهو يتطلع لأن تفرز بطولاته فرقاً ومنتخبات على سوية من نظيراتها عالمياً، حيث تحتضن قارة آسيا منتخبات اكدت حضورها في كأس العالم مراراً، بما فيها التأهل الى بطولة موسكو، وبصرف النظر، عن هويتها العربية او الآسيويةـ وكذلك التطلع لمشاركات مشرّفة لفرق الأندية في بطولة العالم.

وما يزال الاتحاد الآسيوي يتطلع لأن يكون للقارة نصيب أكثر من المقاعد في كأس العالم،في ظل نجاح قطر باستضافة كأس العالم 2022 ومن قبلها تنظيم اليابان وكوريا الجنوبية لبطولة 2002

ان الخلافات السياسية أياً كانت مصادر دولها،حتماً ستعيق تقدم كرة القدم، وتحرم الشعوب من حقوق الحضوروالمتابعة والتمتع بفنونها وهذه الهيمنة مرفوضة شعبياً، سواء صمتت حيالها الشعوب، او اماط الاتحادان الآسيوي والدولي اللثام رفضاً لتدخل او تأثير السياسة بالرياضة، كما حدث في الاجتماع الآسيوي، والذي تناقلت وسائل الاعلام منه خروج رئيس الاتحاد الشيخ سلمان بن ابراهيم ومندوبي قطر والسعودية من القاعة،حتى لا يشكلوا احراجاً للمجتمعين كون دولهم معنية بالأزمة الخليجية،مع انني شخصياً، كنت اتمنى بقاء الشيخ سلمان في القاعة، باعتباره رئيساً لاتحاد قاري،والسؤال : ماذا لوكان الشيخ سلمان رئيساً للاتحاد الدولي، فكيف يكون موقفه من منتخبات دول الأزمة في التصفيات التي بموجبها تلعب المنتخبات على ملاعبها وليس ملاعب حيادية؟

واذا كان الاتحاد الآسيوي، وجد ان الملاعب الحيادية لا تحقق المردود المالي، وهذا مؤكد،وعدم وجود ما يهدد امن وسلامة المنتخبات،وهو مؤكد ايضاً، ما يدعوان الى طرد الفكرة من قيام المنتخبات المعنية بالأزمة على ملاعب محايدة، فإن الأهم منهما هو عدم اخضاع الرياضة لأهواء السياسة،والا فإن على الرياضة السلام، فالعرب الخاسرالأكبر، شأن خسارتهم سياسياً،والتي تتعاظم بين الدول الشقيقة بكل مرارة.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/01 الساعة 20:29