شفيق.. طيار عسكري يطمح في هبوط «آمن» على القصر الرئاسي بمصر

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/01 الساعة 13:25
مدار الساعة - في ظهور مفاجئ، أعلن الطيار العسكري المتقاعد أحمد شفيق، عزمه خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2018 بمصر، ليحدث، بحسب مراقبين، "زلزالا سياسيا"، لا تزال توابعه مستمرة في البلاد. وفي خطاب متلفز الأربعاء، أعلن شفيق (76 عاما) من مقر إقامته بالإمارات، عزمه التنافس في ثالث انتخابات رئاسية مصرية بعد ثورة 25 يناير/كانون ثان 2011، قبل أن يعلن في خطاب ثان في نفس اليوم، أن سلطات دولة الإمارات منعته من مغادرة البلاد، وتنفي الأخيرة ذلك. وبإعلانه خوض الماراثون الرئاسي، بات شفيق، العسكري السابق بسلاح الطيران بالجيش المصري، أبرز مرشح محتمل منافس للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حال أعلن الأخير خوضه غمار المنافسة لفترة رئاسية ثانية بشكل رسمي. ووفق خبراء تحدثت معهم، الأناضول، فإن شفيق، سيكون منافسا حقيقيا في رئاسيات 2018، التي ستجرى خلال شهري مارس/آذار وإبريل/نيسان المقبلين، ومن المحتمل أن يعلن جدولها الزمني أواخر ديسمبر/كانون أول الجاري. ولم يحسم السيسي (يونيو/حزيران 2014 حتى الآن) موقفه من خوض ولاية ثانية وأخيرة لمدة 4 سنوات حتى الآن، ورغم تقلص شعبيته مؤخرا، بحسب استطلاعات بحوث الرأي العام في البلاد، إثر أزمات اقتصادية وأمنية. ويعزو محللون مصريون أسباب ثقل تأثير خوض شفيق رئاسيات مصر، إلى "إنجازات" نُسبت إليه خلال توليه حقيبة وزارة الطيران المدني طوال 9 سنوات (2002-2011)، إضافة إلى كونه "أحد رجالات الدولة المقربين من السلطة"، وآخر رؤساء حكومات عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك (1981-2011)، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير. وعادة ما يزهو شفيق بخبرته العسكرية، خلال أحاديث متلفزة، حيث تولى رئاسة أركان القوات الجوية المصرية عام 1991، ثم عين قائدا للقوات الجوية عام 1996، واستمر في هذا المنصب حتى عُين وزيرا للطيران المدني عام 2002، حيث احتفظ بحقيبته الوزارية خلال حكومتين متعاقبتين. ورغم أن تولي شفيق رئاسة الحكومة المصرية لم يتجاوز 33 يوما (29 يناير/كانون ثان -3 مارس/آذار 2011)، غير أنه نال تأييد قطاعات واسعة من جماهير الناخبين في أول رئاسيات جرت في مصر عقب ثورة يناير 2011، ليصبح وصيفا لمحمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا، بحصوله على 49% من أصوات الناخبين (أكثر من 12 مليون صوت)، برئاسيات 2012. وبعد ساعات من إعلانه قبول نتيجة رئاسيات 2012، غادر شفيق البلاد واستقر في الإمارات التي اتخذها "ملاذا آمنا" طوال السنوات الخمس الماضية، في وقت واجه فيه عدة اتهامات بـ"الفساد المالي" أثناء توليه حقيبة وزارة الطيران المدني بمصر. ولم تكد تمر أيام قليلة على مغادرته إلى الإمارات، في 2012، حتى أعلن مقربون من شفيق أن عودته لمصر "حتمية" وزيارته لأبوظبي لن تستغرق سوى أيام يعقبها أداء مناسك العمرة في السعودية، غير أن رحلة العودة تأخرت أكثر من 5 سنوات. وسبق اتهام شفيق في قضايا فساد نال البراءة في أغلبها وأسقطت أخرى، قبل أن ترفع السلطات المصرية اسمه من قوائم الترقب والوصول، في نوفمبر/ تشرين ثانٍ 2016، بحسب تصريح لمحاميته دينا عدلي حسين عبر صفحتها على موقع "فيسبوك". وتعد الإمارات أبرز حليف وداعم لنظام السيسي، ورحبت بإطاحة قادة الجيش حين كان الأخير وزيرًا للدفاع، بمرسي، في 3 يوليو/ تموز 2013، بعد مضي عام واحد على حكمه. ظل شفيق رغم غيابه عن مصر مشتبكا مع الواقع السياسي في بلاده، حيث أعلن تأسيس حزب سياسي باسم "الحركة الوطنية المصرية" في أكتوبر/تشرين أول 2012، عقب استقراره بالإمارات. سدد العسكري المصري المتقاعد عدة ضربات "تحت الحزام" لأداء النظام السياسي الحالي في الأشهر الأخيرة، أبرزها انتقاده توقيع اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي انتقلت بمقتضاها سيادة جزيرتي "تيران وصنافير" بالبحر الأحمر للمملكة، ما أثار غضبا داخل الأوساط السياسية والشعبية في مصر. كما انتقد أداء المؤسسات الأمنية خلال الحوادث الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخرا، خاصة التي راح ضحيتها عدد كبير من رجال الشرطة المصرية، وأهمها هجوم استهدف حملة أمنية في منطقة الواحات، (غرب)، ما أسفر عن مقتل 16 شرطيا بينهم 11 ضابطا، بحسب إحصاءات رسمية. فيما جاء إعلان شفيق عزمه خوض غمار رئاسيات مصر، عقب 5 أيام على وقوع هجوم استهدف مسجدا، بمحافظة شمال سيناء، شمال شرقي البلاد، ما أسفر عن وقوع 310 قتلى، في حادث هو الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث، ما يضفي على توقيت الإعلان حيثيات ودلالات خاصة. حيثيات ودلالات، أوضح محللون تحدثوا للأناضول، أنها تكمن في أن الرجل اختار توقيتاً يعيش فيه النظام المصري "أضعف لحظاته"، لعدم تحقيق وعوده بالاستقرار الأمني في سيناء. الخبراء ذاتهم، اعتبروا شفيق "منافسا حقيقيا" للسيسي، لا سيما وأن القاعدة الجماهيرية التي انتخبت السيسي في 2014 هي ذاتها التي انتخبت شفيق في 2012، وربما تتجه إلى الأخير في ظل "تراجع شعبية" الأول، "ما يغير حسابات المعادلة السياسية في البلاد". ومنذ 65 عاما، يتولى أبناء المؤسسة العسكرية مقاليد السلطة في مصر، باستثناء عام واحد لمحمد مرسي (يونيو/حزيران 2012 –يوليو/تموز 2013)، ومرحلة انتقالية أعقبتها، تولى خلالها القاضي المصري عدلي منصور رئاسة البلاد (يوليو/تموز 2013- يونيو/حزيران 2014). والعسكري المتقاعد أحمد شفيق، مواليد القاهرة وتخرج من الكلية الجوية العسكرية عام 1961، وعمل طيارا حربيا في القوات الجوية المصرية، وشارك في حروب خاضتها بلاده أبرزها الاستنزاف (1968-1970)، وأكتوبر عام 1973. وبرحلة لا يعلم أحد محطة وصولها، سيغادر شفيق الإمارات متجها إلى باريس ثم مصر، خلال أيام، وفق المعلن من جانب فريقه القانوني، ليعيد إلى الذاكرة مصير رحلته الأولى التي بدأت منذ 5 سنوات دون محطة وصول. الاناضول
  • مدار الساعة
  • علان
  • رئيس
  • اقتصاد
  • وزير
  • الناخبين
  • مال
  • قوائم
  • حوادث
  • مقتل
  • حادث
  • قانون
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/01 الساعة 13:25