نقاء القلوب... للدكتور علي قوقزة

مدار الساعة - نقاء القلوب: كلمة نَقي: اسم مفرد، والجمع : نقيُّون وأنقياءُ ونِقاء ونُقواءُ ، والمؤنث : نَقيَّة ، والجمع للمؤنث: نَقيَّات ونقايا، وكلمة نَقي: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نقِيَ . هناك كثير من الأشياء تولد صافية، نقية، ولكن يعمل أوتوماتك الحياة على تلوينها، وفقدان صفائها ونقائها، وبالتالي نفقد جمالها من الداخل والخارج. يبحث الناس عن أصحاب الوجوه الجميلة, والبريئة, والنقية، ولكن هل سألوا أنفسهم هل يمتلكون قلوباً مثل هذه الوجوه؟ هل الأساس هو جمال الوجوه أم جمال القلوب؟ هل نحب بعضنا طبقاً للجمال الظاهري أم الباطني؟ وهل يستطيع أحد أن يعيش مع أحد منحه الله الجمال الخلقي ولكن لا يتمتع بنقاء قلبي ؟ كثيراً ما قلنا لأحد ما أنت في قلبي ، وكثيراً ما قلنا – حين الغضب والخصام – أخرج من قلبي. أرأيتم هذه المساحة الصغيرة التي تحتمل كل هذا الحب وكل ذاك البغض؟ فكثيرة هي المفارقات الزائفة التي تمر في حياتنا، تسحقنا أحداثها الموجعة والمتورمة فتردينا قتلى...، ولكن إرادتنا تجعلنا نعيش بكل اللحظات على أوتار النقاء، وتجعلنا نتعلم أن نعطي بكل المحبة والوفاء، ونعلن الإضراب على الأنانية وحب الذات، ونبحث عن ذرة من السعادة، وعن روح نقية لم يعبث بها الزمن. من هذا المنطلق تصبح رحلة الحياة مجرد أقلام كتبت، وحينما تتحول الحياة إلى تواريخ (حيث اللحظات..، واليوم يتبع اليوم الآخر، والأسبوع تلو الأسبوع الذي يليه، والشهر يلتهم الشهر، والعام يلحق العام الذي بعد) فبالتأكيد ضللنا الطريق وفقدنا الشيء الكثير .. وحين يصبح الصديق عدواً، والحبيب خائناً، فسنرى السواد يلفح قلوباً تحمل بداخلها الكراهية، بل أكثر من ذلك وأكثر. فالبشر إن خوطبوا كذبوا أو طولبوا غضبوا أو صوحبوا غدروا على أرائكهم سبحان خالقهم عاشوا وما شعروا. فليكن صفاء قلوبنا وأرواحنا هو ما يغلّفنا قلباً وقالباً . فلا أطيب من روح صادقة وقلب نقي. دمتم بود