قراءة في الملف السوري

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/28 الساعة 01:35
هيا نوفل * لا يزال الملف السوري عالقا في ايدي كل من روسيا ,ايران ,اسرائيل و الولايات المتحدة الامريكية و تحولت القضية السورية ليست فقط قضية عربية بل انما تحولت الى قضية عالمية دولية لها اهداف و مطالبات من العالم اجمع. فبعد مرور ست سنوات حرب في سوريا و استنفاذ عدة محاولات لاسقاط النظام وكل هذا ساعد على ظهور و امتداد خطر داعش بشكل واضح جدا في الاراضي السورية التي استطاعت السيطرة على عدة مناطق في الرقة و ديرالزور و بالتالي فإن داعش قد شكلت خطرا ليس فقط في سوريا بل إنما شكلت خطرا يواجه العالم فهي كالفيروس الذي يواجه الجسم الضعيف و يسكن فيه و يمارس كل اعماله المدمرة في كل خلية من خلايا الجسم و هذا حال الدول العربية الآن لقد خف مفعولها و أصبحت مهددة بالانهيار و التدمير. و باءت الاجتماعات واللقاءات على المستوى الاقليمي والعربي والدولي والاتفاقيات كذلك، و الاجتماعات التي عقدت لأجل حل الأزمة السورية والشلل التام ، فالجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق الاطفال والشيوخ والنساء والمدنيين ، وجيوش المرتزقة الداعمة له والمتحالفة مع هذا النظام كإيران وحزب الله و روسيا بحق الشعب السوري اليتيم لن تمر بدون عقاب من رب العباد ، ومن ابناء الشعب السوري المجاهد لاعلاء كلمة الحق واشاعة الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة . فتلك الجرائم لا تحل بسهولة ولا تناقش بثانية واحدة و لكن إصدار القرار و الحكم يتم بلحظة و يناقش و يطبق بلحظة فلما لا تتخذون تلك القرارات التي هي بصالح الطرفين بكل سهولة و مرونة؟هل مصالحكم اكبر من انقاذ شعب غرق بدمائه ، واشبع بآلامه ، ومزقه القهر والحزن والشتات في كل اصقاع الارض. صراع ايران من اجل السيطرة والهيمنة لتحقيق مصالحها كدولة صفوية لهذا القرن جعلها تقتل وتدمر وتبطش بكل من يقف أمام الالة العسكرية المتعطشة للدماء ، وروسيا القادمة عبر المحيطات والقارات لتسيطر على المياه الدافئة في منطقة الشرق الاوسط وللسيطرة على كل ثروات سوريا الى مئات السنين ضمن اتفاقيات مع النظام تتسم بالتنازل عن كل الكرامة والمال ووضع سوريا كلها طابو لروسيا وهاهم يتقاسمون سوريا و يجزوؤنها إلى مناطق عدة وكل منهم يأخذ جزء ويفرضون قوانينهم و سلطاتهم فيها. مستقبل سوريا مازال حائرا و الحيرة تحولت الى ادراج الملف السوري ضمن سناريوهات مجهولة ، واحتلال طويلة ليلحق بملف القضية الفلسطينية التي يعاني شعبها وارضها من ويلات الاحتلال ومصادرة كل شيء ، والاخطر من ذلك الضعف الذي اصاب الامة العربية نتيجة فقدان قضية فلسطين المحتلة و الخوف ليس هنا فقط بل الخوف انهيار المنظومة العربية واعادة التقسيم الجديد للمنطقة وخيراتها وشعبها ليصبح عبيدا مستهان الكرامة والقدرات ومسلوب الخيرات ، لذا الملف السوري هو مفتاح السلام والشر في منطقة الشرق الاوسط باكملها ، لذا بحاجة الى قراءة جديدة من ابناء الامة والصحوة لابناء يعرب والعالم الاسلامي. * كاتبة المقال طالبة صحافة جامعة اليرموك
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/28 الساعة 01:35